نفى مصدر دبلوماسي مصري أمس أن يكون الهدف من توقيع بلاده اتفاقٌا مع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، السماح للحلف بنشر قواته بين مصر وقطاع غزة التي تسيطر عليها حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، قائلاً إن الاتفاق الذي تم توقيعه أول من أمس (الثلاثاء) هو «برنامج للتعاون لتعزيز العلاقات السياسية والعسكرية» بين مصر والحلف، فيما قال خبراء مصريون إن حلف شمال الأطلسي يحاول منذ انتهاء الحرب الباردة تعزيز وجوده في الشرق الأوسط، منوهين إلى أن الاتفاق الأخير يمكن أن يؤدي إلى «التأثير في استقلالية القرار المصري».
وتوصلت مصر وحلف الناتو لاتفاق حول برنامج التعاون المنفرد بين الجانبين المعروف باسم «آي سي بي» في إطار ما يسمى بـ«الحوار البحر متوسطي المطور»، لتصبح مصر بذلك ثاني دولة من شركاء الحوار المتوسطيين السبعة تتوصل إلى هذا الاتفاق مع الناتو، بعد إسرائيل.
وقال موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن الاتفاق يسمح لحلف الناتو بنشر قواته عند محور صلاح الدين بين مصر وقطاع غزة، لمنع تهريب أسلحة للقطاع، لكن المصدر الدبلوماسي المصري نفى ذلك وأوضح أن ما تردده وسائل إعلام إسرائيلية حول هذا الموضوع غير صحيح، مشيراًَ إلى أن الاتفاق الأخير جاء تتويجا لـ«حوار قائم بالفعل بين مصر والحلف منذ نحو 12عاماً»، وذلك في إطار حوار يجريه الحلف مع الدول المتوسطية الرئيسية منذ عام 1995.
وردا على سؤال حول هدف مصر من الدخول في هذا الاتفاق مع حلف (ناتو) أشار المصدر إلى أن الاتفاق أو «برنامج التعاون المنفرد» الذي اعتمده الجانبان يوم الثلاثاء يتضمن أهدافا عامة أكثر مما يتضمن هدفا محددا، وتتعلق جميعها بتحقيق الأمن الإقليمي والاستقرار وهو هدف للجانبين على حد سواء.
وفي بروكسل قال جيمس اباثوراي المتحدث باسم حلف شمال الاطلسي (الناتو) أمس، انه غير صحيح على الاطلاق ما تناولته تقارير اعلامية حول وجود بند ضمن الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه أخيرا مع مصر للتعاون مع حلف الناتو، يتضمن نشر قوات أطلسية على معبر فيلادلفيا على الحدود المصرية مع قطاع غزة، واعرب المتحدث عن استيائه لنشر مثل هذه الامور، التي ليست لها علاقة بما جرى خلال الاجتماع الاخير بين الناتو ومصر داخل مقر المنظمة العسكرية الدولية في بروكسل، ومن جهتها قالت السفارة المصرية في بروكسل، ان اتفاقا قد وقع بالفعل بين مصر وحلف الناتو يوم الثلاثاء الماضي، الا ان وسائل اعلام قامت بتحريف مضمون البيان الذي صدر عن الحلف الاطلسي حول هذا الصدد، والتصريحات التي جاءت على هامش الاعلان عن الاتفاق، وقال مصدر مسؤول داخل السفارة في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط»: «يمكنكم الرجوع الى البيان الصادر عن الحلف والتصريحات المختصرة التي تضمنها، وتلاحظون بعدها التحريف الذي جرى من جانب وسائل اعلام لمحتوى البيان. وجاء في البيان الصادر عن الحلف، ان مصر والمنظمة العسكرية الدولية قد توصلتا الثلاثاء الى اتفاق بشأن التعاون بين الجانبين خلال اجتماع جرى داخل مقر الناتو، من دون ذكر اي تفاصيل عن مضمون الاتفاق.
وقال البيان الاطلسي: «توصل حلف الناتو مع مصر الى اتفاق للتعاون المشترك بينهما في اطار الحوار الاطلسي المتوسطي، تنفيذا لتوجهات حول هذا الصدد اعتمدتها قمة قادة دول الحلف في اسطنبول لعام 2005، وان هذا الاتفاق يهدف الى تطوير العلاقات السياسية والعسكرية بين منطقتي المتوسط من جهة والاطلسي الاوروبي من جهة اخرى، فضلا عن تحقيق التعاون الأمني بما يخدم تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.