اعتقال مؤسس «الجماعة المسلحة» في الجزائر

بسبب ملاسنة مع دركي وصف نجله بـ«ابن الإرهابي»

TT

اعتقلت مصالح الأمن الجزائرية أمس، عبد الحق لعيايدة مؤسس «الجماعة الإسلامية المسلحة» ونجله عدلان، بسبب ملاسنة حادة جمعت الوالد وابنه مع دركي نعت عدلان «بابن الإرهابي».

وقال لعيايدة من داخل مركز للشرطة في الضاحية الجنوبية للعاصمة، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن فريقا من رجال الأمن استوقفه في الصباح بمعية نجله على بعد أمتار قليلة من بيته، وأبلَغوه أنهم يحملون معهم أمرا بإحضاره إلى قاضي التحقيق. وأضاف: «لقد فاجأني رؤية رجال الأمن وهم يقطعون طريقي ويطلبون مني التوجه معهم إلى مقر الشرطة القضائية في قضية لا أعرف ما هي تحديدا».

وسئل مؤسس «الجماعة الاسلامية المسلحة»، وأحد قادتها الأوائل مطلع تسعينات القرن الماضي، عن توقعاته بخصوص أسباب الاعتقال، فقال: «لا يمكن أن أسبق الأحداث فأنا لا أدري ما يجري». وحول ما إذا كانت لتوقيفه علاقة بنشاطه المسلح سابقا، رد: «لا أعتقد أن الأمر يتعلق بأحداث وقعت في الماضي، إنها على الأرجح قضية جديدة». واستمعت «الشرق الأوسط» للعيايدة يقول لأحد رجال الشرطة، قبيل خضوعه للاستجواب: «لن أوقع لكم على هذه الوثيقة».

وفي اتصال آخر مع عدلان في وقت كان فيه مغادرا مركز الشرطة باتجاه مكتب المدعي العام، قال إن استجوابه دار حول ملاسنة جرت بينه وبين دركي في نقطة مراقبة. وزعم عدلان الذي يعد بمثابة الناطق باسم والده، أن الدركي شتمه ونعته بـ«ابن الارهابي». وأضاف: «بعد أن وصفني بالارهاب وطلب مني عدم الظهور في أوساط الناس، تدخل والدي الذي كان معي ورد عليه بحدة». وأشار إلى أن القيادة المحلية للدرك «طوت الملف في نفس اليوم الذي وقعت فيه الحادثة وكنا نعتقد أن كل شيء انتهى إلى أن فوجئنا بأمر بالقبض علينا بتهمة إهانة نظامية». ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» أمس الحصول على تعليق من مؤسسة الدرك بخصوص الحادثة.

وقد عرض لعيايدة ونجله مساء أمس أمام المدعي العام، الذي طرح عليهما أسئلة حول القضية، ولم يتضح على الفور ما إذا كان امر بحبسهما أو إطلاق سراحهما.

يشار إلى أن لعيايدة غادر السجن في مارس (آذار) 2006 في إطار «سياسة المصالحة». وكان حكم عليه بالإعدام مطلع التسعينات بعد تسلمه من المغرب الذي أقام به أشهرا. ثم تحولت العقوبة الى السجن مدى الحياة. والشائع أنه سافر إليه بغرض لقاء مسلحين جزائريين والعودة بهم لدعم صفوف العمل المسلح آنذاك. لكن قضية وجوده بالمغرب تبقى غامضة، رغم أن المعني وعد بالكشف عن فصولها.