وزيرة فرنسية من أصل عربي تثير عاصفة سياسية حول قانون الهجرة

TT

تواجه الحكومة الفرنسية أزمة داخلية حادة تسبب بها مشروع القانون الخاص بفرض فحص الحمض النووي على فئات من الأجانب الوافدين الى فرنسا في إطار لم الشمل العائلي. فقد دفع هذا المشروع وزيرة الشؤون المدنية فاضلة عمارة التي هي من أصول جزائرية الى اعتبار إخضاع المهاجرين لفحص الحمض النووي «أمرا مثيرا للاشمئزاز». ونددت عمارة بـ«التسخير المهين» لمسألة الهجرة لدوافع سياسية «رخيصة» بدون أن تحددها بدقة في اشارة الى اليمين المتطرف الذي جعل من مسألة الهجرة رأسماله الانتخابي والسياسي الأول. وأثارت تصريحات الوزيرة التي جاءت الى الحكم من صفوف اليسار والعمل الاجتماعي والدفاع عن المرأة المسلمة وحقوقها من خلال جمعيتها التي تحمل اسم «لا عاهرة ولا خاضعة» استياء اليمين الحاكم واليسار على حد سواء. فاليمين أخذ عليها تخليها عن التضامن الحكومي وصولا الى حد دعوة بعض النواب لها الى الاستقالة. وقال باتريك دفدجيان، أمين عام حزب التجمع من أجل حركة شعبية الرئاسي الحاكم إن كلام الوزيرة «إهانة لعمل نواب الأكثرية». وبالمقابل، فإن اليسار دعاها الى ترك المقاعد الحكومية إذا كان عمل الحكومة ومشاريع القوانين التي تقترحها لا تتوافق مع قناعاتها. ومن موسكو، تدخل ساركوزي الذي يقوم بزيارة رسمية لروسيا، داعيا الجميع الى «التهدئة». وأمس، استقبل رئيس الحكومة فرنسوا فيون الوزيرة عمارة وجدد ثقته بها غير أنه دعاها الى «إقامة حوار مباشر مع نواب الأكثرية» في محاولة لتبديد سوء الفهم القائم بين الطرفين والذي من شأنه أن يهدد الإنسجام الحكومي ويزيد من الصعوبات السياسية التي يواجهها فيون. ودخل الناطق باسم الحكومة لوران فوكياز على خط الجدل محاولا خفض نسبة التوتر ومدافعا عن فاضلة عمارة التي «لا تجيد الكلام الفارغ من المعنى». وقال فوكياز إنها أدخلت «بعض الأوكسيجين» الى العمل الحكومي والنقاش السياسي في فرنسا. وكان فوكياز يكرر في ذلك ما قاله ساركوزي يوم الأحد الماضي عن فاضلة عمارة في برنامج تلفزيزني خصص لوزيرة العدل رشيدة داتي التي تعود ايضا الى أصول مغاربية. فقد شدد ساركوزي على «النفس الجديد» الذي تقدمه داتي وعمارة لأنهما تختلفان في أصولهما ومسارهما عن الصورة التقليدية للوزير في فرنسا. واعتبر ساركوزي أن في التنوع «غنى» وأن حكومة فيون «صورة امينة عن المجتمع الفرنسي». ورأى الناطق باسم الحكومة أن وزارة فيون «تتغذى من النقاش الداخلي ولا تسعى الى طمس الاختلاف» في وجهات النظر. وحقيقة الأمر أن نواب اليمين واليسار سعوا الى استغلال «كبوة» عمارة للنيل من ساركوزي الذي عمد الى تحقيق انفتاح السياسي عبر تعيين وزراء ينتمون الى اليسار.