المحمدي تأثر بصديقه الردادي وارتبط بزميله المطلوب البلوي واعتقل في عشة قرب موقع الجريمة

عبد الله ساير المحمدي
TT

يعد عبد الله ساير المحمدي آخر الاربعة الذين سقطوا في قضية مقتل الفرنسيين الاربعة التي شهدتها السعودية في مارس (اذار) 2007 في منطقة المليليح بعد بحث استغرق قرابة الـ7 اشهر قتل خلالها احد شركائه وقبض على اثنين حيث قبض عليه وهو يختبئ في مزرعة قريبة من موقع جريمته.

وارتبط اسم المحمدي برفيق دربه في الجريمة ناصر البلوي الذي سقط في وقت سابق ويرتبط به بصلة قرابة من جهة الأم، كما يتصل بقرابة اخرى بالمطلوب على قائمة الـ36 وليد الردادي الذي قتل في وقت سابق ويعتبر المؤثر الاول عليه والذي قاده نحو طريق الارهاب.

المحمدي الذي تعرض بحسب مصادر خاصة لتأثير المطلوب وليد الردادي لم يحمل مؤهلا علميا عاليا وعمل في احد القطاعات العسكرية قبل ان يتم فصله لعدم انضباطه.

المحمدي وصديقه البلوي الذي ربطهما بيان وزارة الداخلية الشهير الذي صدر مطلع العام واعلنهما مطلوبين للعدالة ولم يكن الرباط الوحيد بينهما بل كان الاثنان قد غرر بهما المطلوب وليد الردادي خلال مرافقته في لعب كرة القدم، وخلال حلقة ذكر كانت تنظم في ساحة ترابية في الهواء الطلق عقب اللعب. وبدأت رفقة ثلاثي الارهاب تتأصل منذ نشأتهم لتجاور مساكن أسرهم في حي الجرف إحدى أكثر العشوائيات المتناثرة في ضواحي المدينة المنورة تبايناً في تركيبتها السكانية وثلاثتهم في العشرينات من أعمارهم.

وفي عام2003 بدأ الثلاثي الدخول الى دائرة العنف وأسهم في رسم ملامحها إخفاقات اجتماعية وتعليمية وعملية، ورغم أن المحمدي، لم يكن هناك ما يميز سيرته كشاب له نفس الاهتمامات العمرية التي تتكرر لدى اقرانه من تجمع ولعب الكرة، وبعد أن حصل على شهادة إتمام مرحلة الدراسة المتوسطة بالكاد من مدرسة المنذر بن عمر الأنصاري بنفس الحي سارع والده الى الحاقة بسلك العسكرية كجندي في قوات الطوارئ الخاصة بالمدينة المنورة والتي لم يستمر فيها إلا لمدة عامين بين عامي 2001 ـ 2003 بسبب عدم قدرته على الانضباط والالتزام بمهام العمل العسكري، وهو ما يفسر وصف اقرانه في الحي أنه شاب غير جسور، أقرب إلى النعومة رغم تشدده الفكري. وعقب ذلك التاريخ، ظهرت ملامح التشدد على سلوك عبد الله المحمدي، وغاب عن الحضور الاجتماعي في حيه ووسط أسرته، وظل متنقلاً ما بين منزل في حي الجرف وبستان لذويه شمال غربي المدينة، طوال ثلاث سنوات حتى وقت الجريمة.

يشار الى ان قوات الامن السعودي استطاعت في وقت سابق قتل المطلوب وليد الردادي العقل المدبر لجريمة قتل الفرنسيين الاربعة في 5 مايو (ايار) من العام الحالي بعد مواجهات مع رجال الامن والتي قتل فيها احد ضباط المباحث العامة، اعقبه بايام معدودة القبض على ماجد بن معيض الحربي المتورط الثاني في يوم الأحد الموافق 27 مايو من العام نفسه في منطقة صحراوية جنوب مدينة حائل بمسافة 100 كيلو متر تقريبا وذلك بعد أن استولى على سيارة بلدية السليمي وفر بها إلى جانب تهديده لأحد المواطنين بالقتل، وبعدها بقرابة شهر سقط ثالث الاربعة ناصر بن لطيف البلوي في 15 من يوليو (تموز) من العام نفسه، ليسدل الستار فجر امس على مطلوبين قضية الفرنسيين بسقوط المحمدي.

وقد طبق المحمدي القاعدة التي يتحدث عنها بعض الخبراء في علم الجريمة وهي ان المجرم «لا بد أن يعود المجرم الى ساحة الجريمة».

فقد اعتقل عبد الله ساير المحمدي فجر أمس داخل عشة «استراحة تظلل من جريد النخل للوقاية من الشمس» في أحدى المزارع بين شجوى والبوير 100 كلم شمال غربي المدينة المنورة والذي يبعد عشرين كيلو متراً عن الموقع الذي شهد مشاركته في تنفيذ جريمة مقتل أربعة من المقيمين الفرنسيين في مارس (اذار) من العام الجاري.

ولم يفلح التأهيل العسكري للمحمدي في محاولاته التواري عن الأنظار والاندماج وسط مجتمع العمالة الوافدة التي تمارس النشاط الزراعي والذي يشكل أفراده أشغالاً لنشاطه بدأ من الاستصلاح والزراعة والحصاد والنقل في قرية شجوى والتي تبعد 80 كم شمال غربي المدينة المنورة على وصلة متفرعة من طريق «المدينة المنورة ـ تبوك»، ويضم المركز 26 قرية وتتسم على هذه القرى بالانتشار على طوال وادي الحمض، ويبلغ عدد السكان حوالي أربعة آلاف، ويشتهر مركز شجوى بالزراعة لتوفر الأراضي الزراعية والمياه على ضفاف وادي الحمض، ويتم زراعة أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية وكذلك أنواع مختلفة من الخضروات بكميات تجارية، ويتم تصديرها إلى المدينة المنورة والمدن الأخرى مثل ينبع وغيرها.