انطلاق الجولة الثانية من المحادثات حول مصير كوسوفو في ظل تباين المواقف

رئيس وزراء صربيا: الإقليم لن يصبح دولة مستقلة

TT

دعا الممثل الاوروبي في الترويكا التي تشرف على المفاوضات حول وضع كوسوفو ولفغانغ ايشنغر الصرب والبان كوسوفو الى تقديم تنازلات. وصرح ايشنغر للصحافيين قبل وصول الوفدين الصربي والبان كوسوفو «سنرى اذا كنا قادرين على انجاز تقدم حقيقي، ستكون مرحلة حاسمة».

وشدد على ان الترويكا «ليست لتضييع الوقت وستشجع بقوة الطرفين على المضي قدما» لكنه اقر بأنه لا يتوقع التوصل الى اتفاق قريبا معتبرا ان الامر «لن يكون واقعيا». وذكر بان مواقف الطرفين ما زالت حتى الان «متباينة كثيرا» اذ يرفض البان كوسوفو كل ما لا يصب في خانة الاستقلال في حين لا يوافق الصرب على منحهم سوى حكم ذاتي واسع.

وأضاف ايشغنر ان «الوقت بات عنصرا مهما» لان الترويكا التي تشكلت في اغسطس وكلفت رفع تقرير الى الامين العام للامم المتحدة بعد العاشر من ديسمبر، وصلت الى منتصف الطريق في مهمتها.

وفي رد على سؤال حول التشجيع الذي قد يقدمه الاتحاد الاوروبي لصربيا ـ التي يغريها الاتحاد بالانضمام اليه لاحقا ـ دعا ايشنغر الدول الاعضاء في الاتحاد الى ان تسرع في الغاء تأشيرات الدخول للمواطنين الصرب.

وقال «سيكون ذلك مؤشرا حسنا اذا تمكننا نحن في الاتحاد الاوروبي ان نقول لصربيا انه في المستقبل القريب ستلغى تأشيرات الدخول لأي مسافر. بالنسبة للمواطن العادي في صربيا سيكون ذلك مؤشرا مهما وقويا».

وكانت الجولة الاولى من المباحثات بين الطرفين جرت في نيويورك في نهاية سبتمر تحت اشراف وفد الترويكا المؤلف من ايشنغر والاميركي فرانك وايزنر والروسي الكسندر بوتسان خرتشنكو.

وقد شهدت بروكسل أمس انعقاد الدورة الثانية من المحادثات المباشرة بين كل من بلغراد وبرشتينا، حول مستقبل اقليم كوسوفو. وانطلقت المحادثات المباشرة بين الوفدين بعد ظهر أمس داخل مقر المجلس الوزاري الاوروبي، وهو امر غير معتاد بالنسبة للمؤسسات التابعة للاتحاد الاوروبي التي لا تشهد عادة اجتماعات خلال عطلة نهاية الاسبوع الا في حالات طارئة ومنها على سبيل المثال تمديد فترة عمل القمة الأوروبية بسبب خلافات بين القادة.

وقال بيان أوروبي صدر ببروكسل قبل ساعات من انطلاق المحادثات المباشرة بين طرفي الازمة ان المحادثات بين الجانبين سوف يعقبها اجتماع كل وفد على حدة مع الترويكا وأن الاجتماع يعتبر فرصة للاطراف المشاركة فيه لمواصلة الحوار وتطوير الاقتراحات التي جرى طرحها للنقاش. وتأتي المحادثات بين ايام قليلة من القمة التي جمعت بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي نيكولا ساركوزي، وأعلن بعدها الاخير انه قدم مقترحا لتضييق هوة الخلاف بين الغرب وموسكو حول مسألة كوسوفو دون تقديم تفاصيل.

وفي بلغراد، اعلن رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا امس ان كوسوفو لن تتحول أبدا الى دولة مستقلة مهما كانت الضغوط والتهديدات التي تمارس على صربيا. وقال كوستونيتشا خلال اجتماع حزبه الحزب الديمقراطي الصربي ان «اقليم كوسوفو لا يمكن ان يكون مستقلا الا اذا اعترفت صربيا بذلك او انتهك مجلس الامن الدولي شرعة الامم المتحدة». وأضاف رئيس الوزراء الصربي ان «العالم اجمع يعلم ان صربيا لن تعترف باستقلال كوسوفو وان مجلس الامن لن ينتهك شرعة الامم المتحدة».