المدفعية التركية تقصف مناطق حدودية في كردستان العراق

حزب العمال الكردستاني يتوعد بالرد .. وحكومة الإقليم لـ«الشرق الاوسط»: الأمر مرهون ببغداد

TT

بينما ادانت حكومة اقليم كردستان العراق القصف المدفعي التركي للقرى الحدودية العراقية تحت حجة متابعة مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي، توعد مسؤول بارز في الحزب القصف التركي واكد استعداد مقاتليه للرد. من ناحية ثانية، أعلن قيادي في حزب «إحياء كردستان» المعروف اختصارا بـ(بيجاك) المعارض لإيران والمرتبط بحزب العمال الكردستاني استعداد حزبه لأرسال مقاتلين الى اي جزء من كردستان للدفاع عنها ضد اي اعتداء خارجي.

وقال كريم سنجاري وزير داخلية الاقليم ان «القصف المدفعي التركي شمل القرى العراقية الكردية على طول الخط الحدودي مع تركيا وبعمق اكثر من 30 كيلومترا متسببا بخسائر مادية وحرائق في الغابات»، من غير ان يشير الى اية خسائر بشرية وقعت نتيجة هذا القصف.

وكان مصدر عسكري في الاقليم فضل عدم الكشف عن اسمه اعلن ان «مدفعية القوات التركية قامت ومنذ مساء امس السبت (اول من أمس) بقصف مدفعي لمناطق حدودية قريبة من تركيا تقع في اقليم كردستان ما اثار الخوف والذعر» من دون الاشارة الى وقوع ضحايا، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد سنجاري قائلا لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من اربيل عاصمة اقليم كردستان ان «المناطق والقرى التي قصفتها المدفعية التركية خالية من مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي وان هذه القرى مأهولة بالمدنيين الاكراد العراقيين».

وحول احتمال ان يصوت البرلمان التركي لصالح قرار يسمح لقواتهم بالدخول الى الاراضي العراقية من خلال اقليم كردستان، قال وزير داخلية الاقليم ان «هذا الموضوع يتعلق بسيادة اراضي الدولة العراقية ونحن جزء من العراق ونشارك في المسؤولية للدفاع عن البلد، لكن هذه القضية تخص الحكومة الاتحادية في بغداد التي استنكرت هذه التصريحات بشدة التي اكدت عدم السماح للقوات التركية بخرق سيادة العراق والدخول الى اراضيه»، مشيرا الى ان «للاكراد ممثليهم في الحكومة الاتحادية وفي مجلس النواب (البرلمان العراقي) وسيشاركون في أي قرار تتخذه الحكومة الاتحادية والبرلمان العراقي».

وفيما يتعلق بالاتفاقية التي وقعها وزير الداخلية العراقي جواد البولاني مع نظيره التركي في انقرة مؤخرا، اوضح سنجاري قائلا «بالرغم من اننا لا نعرف حتى اليوم محتوى هذه الاتفاقية، ومن حقنا كحكومة اقليم تتعرض اراضيه للقصف وشعبنا هو اول ضحايا هذه الاعمال ان نعرف ماذا تضم هذه الاتفاقية، الا ان المتحدث باسم وزارة داخلية الحكومة الاتحادية اكد ان وزير الداخلية، البولاني، لم يوقع على أي بند يسمح بدخول القوات التركية الى الاراضي العراقية». من ناحية ثانية، قال المصدر العسكري ان «قذائف المدفعية استهدفت قرى حول قضاء العمادية وناحية بامرني (470 كم شمال شرقي بغداد)». وتقع المناطق المستهدفة على بعد حوالى 15 كيلومترا عن الحدود العراقية مع تركيا.

من جانبه، قال عبد الرحمن الجادرجي مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمال ان «الانباء التي تحدثت عن نية توجه قيادات حزب العمال الكردستاني الى تركيا وترك اقليم كردستان عارية عن الصحة».

واضاف «لن نترك اقليم كردستان العراق وقد اكدنا اكثر من مرة اننا لا نستهدف تركيا انطلاقا من كردستان والعمليات التي تحدث في تركيا تنفذها قواتنا الموجودة في تركيا».

واكد الجادرجي الذي تحدث من جبل قنديل حيث احد مقار حزب العمال في كردستان «تركيا تعزز قواتها على الشريط الحدودي مع كردستان ولكننا اتخذنا كافة الاستعدادات وعلى استعداد للرد» عليها.

وفي رده على الجادرجي، قال وزير داخلية اقليم كردستان «بصراحة نحن لا نعرف أي شيء عن هذه التصريحات ونحن لا علاقة مباشرة لنا مع حزب العمال الكردستاني التركي ولم نخض معهم اية مفاوضات او نقاشات وليس من حقهم ان يدلوا بمثل هذه التصريحات فاراضي الاقليم هي جزء من العراق ولم نعطهم أي حق في التصريح بهذا الشكل او غيره». وعلى صعيد ذي صلة، اعلن بريار كابار القيادي الابرز في حزب «إحياء كردستان» في حديث هاتفي مع «الشرق الاوسط» من معقله في جبال قنديل، ان مقاتلي حزبه سيتصدون بقوة لاي اجتياح عسكري تركي لأقليم كردستان العراق. واوضح كابار ان المسوغات والذرائع الواهية التي تسوقها تركيا وايران بخصوص وجود مقاتلي ومعاقل حزبي العمال الكردستاني و«بيجاك»، «هي مجرد حجج تتشبث بها انقرة لتبرير غزوها لأقليم كردستان، الذي يستهدف بالدرجة الاساس تقويض التجربة الادارية والسياسية القائمة في الاقليم، التي تعتبر انجازا كبيرا بالنسبة للشعب الكردي». مضيفا ان تركيا «ترفع في شنها لتلك الحملة العسكرية والسياسية شعارها الازلي القائل بان افضل الاكراد هم الاكراد الميتون، وتسعى في ذلك الى مواصلة حرمان الكرد من ابسط حقوقهم المشروعة عبر قمعهم والتنكر لوجودهم، بالتعاون والتنسيق المشترك والمسبق مع ايران».

واكد كابار ان 70% من مقاتلي حزبه موجودون في المدن والقصبات والقرى والمناطق الوعرة في الجزء الايراني من كردستان، وفي عمق عشرات الكيلومترات ويقومون هناك بعملياتهم العسكرية، وان حزبه يتبى خطة عسكرية وصفها بالمحكمة في مواجهة ما قد يستجد من تطورات سياسية او عسكرية في المنطقة. وفي الشأن ذاته قال عبد الله الحاج محمود عضو المكتب السياسي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، ان اي اجتياح عسكري تركي لأراضي كردستان العراق سيخلق فوضى كبيرة في المنطقة، وان تركيا وحدها ستتحمل مسؤولية ذلك وستدفع ثمنها غاليا، على حد تعبيره. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ابدى استعداده لمواجهة الانتقادات الدولية اذا ما قررت بلاده التحرك ضد قواعد حزب العمال الكردستاني.