الشركات الأمنية: التعجرف وعدم الخبرة وراء مشاكلنا في العراق

إثر حادثة إطلاق النار في بغداد من قبل عناصر «بلاك ووتر» الأميركية

حراس عراقيون وأجانب يعملون لصالح شركة أمنية يقفون على سطح أحد المنازل في بغداد (أ.ف.ب)
TT

بغداد ـ أ.ف.ب: يؤكد مدير إحدى الشركات الامنية العاملة في العراق ان حوادث مثل اطلاق عناصر من شركة «بلاك ووتر» في بغداد النار قبل اربعة اسابيع، تقع بسبب عجرفة الشركات التي توظف عناصر لا تتمتع بالخبرة، في حين دافع آخرون عن هذا القطاع.

ويقول ويل غيديس الذي يدير شركة «آي سي بي» البريطانية التي تعمل في العراق «بعض الشركات الامنية الكبيرة لا تبالي البتة لانها متعجرفة جداً». ويضيف ان «المشاكل تقع عندما يجد عناصر الحماية انفسهم في موقف ليس لديهم خبرة سابقة فيه». واضاف «ليس لديهم اي مرجع ولهذه الاسباب تسمع عن مقتل او اصابة مدنيين بسبب اناس ليس لديهم خبرة في التصرف والعمل».

وأثار ضلوع عناصر شركة بلاك ووتر الامنية الاميركية في حادث اطلاق نار قتل فيه 17 مدنيا عراقيا في ساحة النسور في بغداد في 16 سبتمبر (أيلول)، غضب الحكومة العراقية وجدلا في اوساط الادارة الاميركية. لكن الشركة اكدت ان عناصرها تعرضوا لكمين مسلح واطلاق نار، الامر الذي نفته السلطات العراقية خلال التحقيقات وكذلك شهود عيان.

وبعد مرور اقل من شهر على حادثة «بلاك ووتر»، قتلت امرأتان في حادث اطلاق نار اقرت شركة شركة «يونيتي ريزورسيز غروب» الاسترالية بضلوعها فيه في منطقة الكرادة وسط بغداد. واوضحت الشركة الاسترالية ان السيارة اقتربت كثيرا ولم تذعن للتحذيرات التي اطلقها عناصرها. وقد اثارت حوادث اطلاق النار من قبل الشركات الامنية في العراق غضب العراقيين العاديين، وسلطت الضوء على الدور الكبير والاموال التي تتقاضاها هذه الشركات سنويا لقاء عملها في هذا البلد. ويتساءل الكثيرون هل ان عناصر هذه الشركات الامنية الخاصة مؤهلون للقيام بالمهام الموكلة اليهم وكيف يمكن محاسبتهم في حال وقوع اخطاء. ولزمت الشركات الامنية العاملة في العراق الصمت ورصت الصفوف منذ حادثة «بلاك ووتر»، لكن الذين قبلوا التحدث اكدوا انهم ملتزمون القواعد التي تحكم استخدام القوة، ويرون ان لا حاجة لتشريع قانون يشرف على عملهم.

ويقول باتريك توين سويل من شركة «وورلد ليدر ارمورد غروب» «نتأكد من ان عناصرنا لديهم الخبرة القتالية العالية التي تعطيهم الكفاءة للقيام برد فعل صحيح اذا حصلت مشاكل».

لكن غيديس يرسم صورة مختلفة ويشير الى أن موظفا واحدا ضعيفا وغير كفء قد يؤدي الى وقوع حوادث لا تحمد عقباها. ويوضح «يجب على المرء ان يتصرف بمسؤولية ويحترم البيئة التي يعمل فيها ويجب توخي الحذر الشديد لعدم اثارة استياء السكان المحليين لاسباب غير ضرورية». ويؤكد «يجب العمل مع عناصر مؤهلة واصحاب خبرة، لا مع أشخاص يشاهدون الكثير من افلام (رامبو)». ويضيف «الشركة التي تتمتع بالمسؤولية يجب ان تتخلص من الاشخاص الذين يتصرفون بعدم مسؤولية وعدم خبرة بأسرع وقت ممكن».

ويقر توين سولي ان عناصر شركة «ارمورد غروب» تجذبهم خصوصا الاموال المدفوعة لهم (قد تصل الى عشرة آلاف دولار شهريا)، لكنه يقول ان الشركة البريطانية لا تواجه صعوبات لايجاد اشخاص يريدون العمل لدوافع اخرى. ويقول «لا استطيع الاجابة بالنيابة عن كل الشركات الامنية، لكن ليس لديَّ اي مشكلة للحصول على اشخاص يتمتعون بمهارات وخبرة عالية والاخلاق المهنية والنضج».