مسؤولون أميركيون: معظم قضايا الصادرات العسكرية غير شرعية تتعلق بإيران والصين

طهران تحاول الحصول على قطع غيار لطائراتها الحربية

TT

اعتقد محققو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في البداية أنهم اكتشفوا شحنة كبيرة من السلع المزيفة عندما اعترضوا قطع غيار لطائرات «إف 14» الحربية متوجهة الى ايران عبر شركة فيدكس في جنوب كاليفورنيا، اذ ان ايران الخاضعة منذ 1979 لعقوبات اميركية تحاول الحصول على قطع غيار لهذه الطائرات المستخدمة فقط لديها.

ولكن عندما ذهب المحققون الى مقاطعة اورانج في كاليفورنيا والى منزل رضا طبيب، 51 عاما، المراقب الجوي السابق في مطار جون واين، وهو مرسل الشحنة، دهشوا عندما اكتشفوا 13 ألف قطعة غيار اخري للطائرات تساوي 540 ألف دولار اضافة الى قائمة طلبيات اخرى من ضابط ايراني وتذكرتي سفر الى طهران.

واعتر ف رضا بالذنب في مايو (ايار) الماضي وحكم عليه بالسجن لمدة عامين.

وتعد قضية رضا طبيب واحدة من سلسلة قضايا يجري التحقيق او حكم فيها لعمليات تصدير غير شرعية لمعدات عسكرية حساسة من اجزاء صواريخ الى سترات واقية الى تكنولوجيا الغواصات النووية وفقا لوزارة العدل الأميركية.

والكثير من هذه المعدات كانت في طريقها الى بلدان تستهدف الولايات المتحدة وحلفاءها، مثل مناظير رؤية ليلية الى حزب الله اللبناني، واجزاء تدخل في صناعة عبوات المتفجرات التي تستهدف القوات الاميركية في العراق.

وقال كينيث وينشتاين، مساعد المدعي العام، ان هناك 108 دول لها شبكات تعمل عبر شركات واجهة ومشروعات مشتركة ووفود تجارية لاستهداف الحكومة الأميركية والصناعات الخاصة والجامعات الأميركية كمصدر للمواد التي يريدونها.

وابلغ البنتاغون العام الماضي عن زيادة نسبتها 43% في اتصالات اجنبية مشبوهة مع شركات دفاعية أميركية. ويقول مسؤولو تطبيق القانون الاميركيون إن اكبر بلدين متهمين هما ايران والصين، فمنذ عام 2000 قامت وكالة الهجرة والجمارك بـ600 تحقيق في جهود ايرانية غير شرعية لمشتروات عسكرية و540 تحقيقا لصادرات معدات عسكرية غير مشروعة الى الصين. كما اجرت وكالات اميركية اخرى تحقيقات مشابهة بما ضاعف عدد القضايا خلال السنوات الماضية. وقال المتحدث باسم وزارة العدل، دين بويد، ان الغالبية من الأحكام القضائية الصادرة في انشطة تصدير غير مشروعة كانت خاصة بهذين البلدين وأحدث الأحكام الصادرة كانت في مجال محاولة تصدير تكنولوجيا صواريخ الستيلث، ومعدات طائرات حربية، ومعلومات سفن حربية ومعدات رؤية ليلية. وبعض اهم القضايا تتعلق بايران، فقد تمكن المهندسون الايرانيون من انتاج نحو 15% من قطع الغيار التي تحتاجها طائرات «إف 4 و5 و14» الحربية الموجودة منذ فترة الشاه، ويقول المسؤولون الاميركيون ان ايران تحاول الحصول على قطع غيار لطائرات «بوينغ 707» و«لوكهيد سي 130» ومروحيات «كوبرا» و«شينوك» و«سيكورسكي».

وهذا الشهر اتهم ابراهام ترجيللو وديفيد واين في أوتا بمحاولة تصدير قطع غيار «إف 4 و14» الى كندا ومن ثم الى ايران. والشهر الماضي اتهمت شركة مقرها في هولندا في واشنطن بمحاولة تدوير الومنيوم صناعات فضائية و290 من قطع الغيار للطائرات الى طهران. كما اتهم مؤسس شركة فاش في نيويورك بمحاولة تصدير قطع غيار طائرات «اف 5 واف 14». وقطع الغيار ليست الصادرات الوحيدة، ففي اغسطس اتهم سيد مغلوبي في كاليفورنيا بالتآمر لتصدير 100 ألف رشاش عوزي الى ايران عبر دبي.

وقد سهلت العولمة بعض الصادرات غير الشرعية فترجيللو وواين قاما بمشترواتهما عبر الانترنت. وطبيب اشترى بعض قطع غيار طائرات «اف 14» من شركة على الانترنت تقوم بمزادات للمعدات الفائضة لدى البنتاغون.

وأدى التزايد في عمليات الصادرات غير الشرعية للأسلحة الى مبادرة مشتركة لتنسيق جهود وزارات الدفاع والعدل والأمن الداخلي والمباحث (اف بي أي)، ولكن المسؤولين يعترفون بأن بعض القضايا معقدة، وبعضها يكشف فقط بسبب حجم الكمية. فقد تمكن المحققون أخيرا من كشف قضية تتعلق بمعدات تفتيت حصوة الكلى والتي تستخدم طبيا لكنها تستخدم بكميات اكبر في الأسلحة النووية. وقد أدين اشر كارني وهو رجل أعمال اسرائيلي جنوب أفريقي في محاولة بيع 200 من هذه المعدات عام 2005 الى جنوب افريقيا ظاهريا لكن الوجهة النهائية كانت باكستان.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص ـ بـ «الشرق الأوسط»