«القاعدة» أعادت ترتيب صفوفها في الشريط الحدودي

مسؤولون في مكافحة الإرهاب: معسكرات التدريب في باكستان تثير القلق أكثر من العراق

TT

كشف مسؤولون اوروبيون في مكافحة الارهاب عن سفر عدد متزايد من الاصوليين القادمين من اوروبا الى باكستان للتدريب قبل العودة لشن هجمات على الغرب، وذلك بعد ان استعادت القاعده قوتها في الاراضي الحدودية بين باكستان وافغانستان. وتكشفت طرق سفر الاصوليين بعد تفكيك خلايا ارهابية مزعومة في ألمانيا والدنمارك في الشهر الماضي. ويضيف مسؤولو مكافحة الارهاب ان القاعدة اعادت ترتيب اوراقها في السنوات الاخيرة، بعد التدفق العالمي للمقاتلين المسلمين الى العراق اثر فقدان القاعدة الملاذ الآمن في افغانستان في اواخر عام 2001. وقال مسؤول فرنسي في مكافحة الارهاب طلب عدم الكشف عن اسمه: «لقد ذهب الاسلاميون الى باكستان من قبل، ولكنهم الآن أكثر شيوعا». واضاف «ثمة عودة لهؤلاء، واللافت للانتباه ان اغلب رؤوس القاعدة الكبيرة تختبأ هناك». وخلافا للعراق، حيث المقاتلين الاجانب يشاركون بسرعة في العمليات، فان عمليات التجني في باكستان تأخذ وقتها من اجل الاعداد لعمليات في الغرب». وتشمل ساحة الاصوليين اليوم بحسب خبراء مكافحة الارهاب معتنقي الاسلام الاوروبيين واتراكا واسلاميين من الشمال الافريقي وعربا. وقال مسؤول بلجيكي في مكافحة الارهاب «باكستان تثير الهم أكثر من العراق»، واضاف «انه من الصحيح ان العراق تثير المخاوف لان الكثير منهم ينتهي به الأمر وهو ملفوف بحزام ناسف وجاهز للتفجير. الا ان في باكستان الامر مختلف، فهناك وقت اكبر للتدريب» ولكن الطريق ليست سهلة او مباشرة. ففي الحالة الالمانية، هناك العشرات من المشتبه فيهم سلكوا طريقهم من مدارس تحفيظ القرآن في مصر، والخليج وسورية، ثم سافر الى باكستان عبر ايران. واعتقل عدد من المشتبه فيهم من قبل السلطات الباكستانية في طريقهم إلى معسكرات التدريب، على ما يبدو بطريقة عشوائية».

في الماضي، ان التهديد الرئيسي من ذلك الجزء من العالم، جاء من بعض ابناء الجالية الاسيوية الذين يعيشون في بريطانيا، وأجرى مشبوهون آسيويون اتصالا مع قادة القاعدة الهاربين وعادوا الى وطنهم من اجل تنفيذ مؤامرات. وقد نجحوا في يوليو (تموز) 2005 بتنفيذ اول تفجيرات انتحارية في اوروبا الغربية وقتل 52 شخصا. وفي المقابل، فان المتطرفين من دول شمال افريقيا وجاليات عربية للمهاجرين المقيمين في المانيا، وفرنسا، واسبانيا وايطاليا انضموا الى خلايا القاعدة وحلقات التطرف في شمال افريقيا أو العراق. ولكن اليوم، حتى في بلدان صغيرة مثل بلجيكا والدنمارك وسويسرا، فقد اكتشفت الاجهزة الامنية متطرفين غير باكستانيين سافروا الى مراكز التدريب الباكستانية. ويقول مسؤولو مكافحة الارهاب «ان الجايات الباكستانية الموجودة في اوروبا هي اصغر من تلك الجاليات الاسيوية الموجودة في بريطانيا، ولكن الاخيرة يمكن ان تستخدم كقنوات لشبكات التطرف». ويقول مسؤول اسباني في مكافحة الارهاب ان الائمة الباكستانيين يلعبون دورا في تجنيد الاسلاميين في خلايا التطرف. وفي ايطاليا يقول مسؤول كبير في مكافحة الارهاب: «يتواصل مشبوهون من المغرب وتونس عن طريق الانترنت مع متطرفين في باكستان في محاولة لاظهار أنهم اللاعبين الرئيسيين». واوضح: «اعتقد ان اوروبا كانت في خطر كبير للغاية خلال الاشهر الستة الماضية اولا، لان العديد من المقاتلين عادوا من العراق. وثانيا، لوجود مشكلة معسكرات التدريب في باكستان. والمتطرفون يحتاجون الى الوقت والمثابره والمبادرة». وفي الحاله الدنماركية، كشف مسؤولون في مكافحة الارهاب عن زعيم مزعوم تم تدريبه من قبل القاعدة في باكستان، فيما يبدو انها مؤامرة لقتل مدنيين دنماركيين، وذلك بسبب نشر صحف دنماركية لرسوم مسيئة للنبي محمد». ويقول المسؤولون. في الحالة الالمانية، في سبتمبر (ايلول) القت الشرطة القبض على ثلاثة من المشتبه فيهم المتهمين بعد ان جمعوا 1500 رطل من المواد المتفجرة بصدد تفجير سيارة بالقرب من القواعد العسكرية الاميركية. وقال مسؤول في الاستخبارات الالمانية. «انها فوضى من حيث المبدأ، مثلما القاعدة كانت دائما بالفوضي. انها البحث عن الفرص. فلا أحد يجلس في مكان ما في جبال هندو كوش مع خريطه، يرسم عليها دوائر ويقول: «هذا هو المكان المناسب لارسال انتحاريين اليه». والطريق بدأ في هذه البلدة القريبة من شتوتغارت، حيث مزيج من معتنقي الاسلام من الالمان والعرب والاتراك المهاجرين اندمجوا فى خلية متطرفة في المسجد القريب منهم، وكانوا على اتصال مع زوج ابنة الامام، الذي كان يدير مدرسة لتعليم العربية في مدينة الاسكندرية، ويقول مسؤولو الاستخبارات، وابتداء من عام 2005، امضى المشتبه فيهم الثلاثة بعض الوقت في مدينة الاسكندرية.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»