مراسلات «القاعدة»: تقرير سري يتحدث عن أهمية تكوين جهاز مخابرات لمنع الاختراقات

رسالة من بن لادن إلى «أبو خالد» الإسلامبولي شقيق قاتل السادات

TT

من أجرأ وثائق تنظيم ابن السرية، التي بثتها مواقع إلكترونية تابعة بشكل أو بآخر لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، تقترير يحدد عمل اللجنة الامنية لـ«القاعدة»، ويركز على امن أعضاء التنظيم وحمايتهم من السرقة الفكرية، أي غسل أدمغتهم حتى لا يخضعوا لأي مؤثرات أخرى معادية، ويكون التنفيذ بحسب التقرير السري من خلال الأمير «بن لادن» والموجهين الفكريين من خلال الدورات الشرعية والأمنية. وأكد التقرير على اهمية انشاء جهاز مخابرات لـ«القاعدة» والقيام بأعمال مكافحة التجسس الداخلي ومنع الاختراقات، عن طريق جمع المعلومات الكافية عن كل فرد يراد تجنيده، ورفع الحس الأمني للأعضاء، من خلال التربية الأمنية وتوعيتهم بكل المستجدات من خلال المحاضرات والنشرات والمذكرات الامنية. وطالب التقرير السري بأهمية توفير الأجهزة التي تعمل على الشخصيات المهمة في تنظيم بن لادن. وتحدث التقرير عن اهداف اللجنة الأمنية وواجباتها والتي ركزت على توفير الأمن لقيادات التنظيم، واعطاء اهمية كبيرة لعمليات تجيد الافراد، بوضع ضوابط عملية ودقيقة تكفل مرور الفرد عبر قناة لا يمكن تجاوزها، مهما كانت اهمية الفرد وقدراته وجنسيته. وطالب التقرير الامني بسعي «القاعــدة» للحصـــول على المبتكرات من افكار ومخترعات التي تسهل القيام بالعمل الامني. وركز على اهمية قيام اعضاء اللجنة بمهام القبض والتفتيش والتحقيق وأرشفة المعلومات المستخلصة، وتنسيق التعاون وتبادل المعلومات مع الأجهزة الأمنية الإسلامية (تنظيمات ودول). وطالب التقرير بممارسة اعمال المخابرات الاسلامية «السرية» بشكل فعال، وانشاء اجهزة لقسم المعلومات وقسم الأبحاث وقسم العمليات السرية، وقسم لمكافحة الجاسوسية. واكد التقرير السري على ضرورة ان تنضبط اعمال مخابرات «القاعدة» واللجان الامنية بالشرع الحنيـــف، التزام أقصى درجات التوثيق عند اختيار افراد المكتب، وعند الأمور الخطيرة التي تختلط فيها المصالح بالمفاسد، طالب التقرير برفعها الى القيادة لاتخاذ القرار المناسب. وتحدث التقرير عن كوادر الاجهزة الامنية للقاعدة ومواصفات كل كادر، وعهد بحفظ الأسرار يؤخذ على كافة العاملين ويشترط عليهم المحافظة على العهد خاصة إذا انتهت علاقتهم التنظيمية.

وعن شروط رئيس مخابرات «القاعدة» واللجنة الأمنية قال التقرير«إنه يجب الا تقل فترة انتمائه للتنظيم عن 5 سنوات، يكون قد حاز فيها ثقة القيادة، وان تكون له خبرة عسكرية وامنية مناسبة تؤهله للقيام بهذا العمل، وان يكون ذا تقوى وورع، والا يقل تحصيله العلمي عن الجامعي، ويفضل ان يكون من خريجي الكليات العسكرية، وان يكون سليما في اعضائه وحواسه، والا يقل عمره عن 30 عاما، وان يكون لديه قدر مناسب من الاطلاع الشرعي، وان يكون اطلاعه واسعا على العلوم العسكرية والامنية، وان يكون متميزا بحس امني عال، فطنا سريع البديهة، عاقلا متزنا منضبطا، وان يكون معروفا بأمانته وكتمانه للأسرار».

وعن صلاحيات رئيس اللجنة قال التقرير «من مهمة رئيس اللجنة، تنسيق التعاون مع مسؤولي المخابرات المتعاونة، وتنسيق الأعمال مع مسؤولي اللجان الأخرى في التنظيم». وضمن المراسلات السرية التي بثتها المواقع المرتبطة بالبنتاغون أيضا رسالة سرية من بن لادن الى «أبو خالد»، الذي يعتقد انه محمد شوقي الإسلامبولي، شقيق قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، يتحدث فيها زعيم التنظيم عن تلقيه رسالة من ابو خالد، وشكره لما «فيها من افكار وتوجهات وادراك للأخطار التي تهدد العمل الإسلامي، والعقبات التي تعترض طريقه، وما يتوجب على العاملين في المجال الإسلامي من توحيد الصفوف ولم الشمل الذي تمليه وحدة الهدف والمصير المشترك». وقال بن لادن في الرسالة الموقعة باسمه:« لقد اطلعنا على مقترحاتكم في هذا الموضوع ونحن بصدد دراستها». ويبدو ان الرسالة كتبت بعد فبراير (شباط) 1998، لان بن لادن في الرسالة يشكر ابو خالد على مواقفه المؤيدة للجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين. وجاء اعلان بن لادن ونائبه الظواهري، زعيم الجهاد المصري، والمسؤول العسكري أبو حفص المصري، ورفاعي احمد طه (ابو ياسر) مسؤول مجلس شورى الجماعة الإسلامية المصرية المحظورة، المعتقل حاليا في مصر منذ خمس سنوات بعد ان تسلمته القاهرة من سورية، إلا أن إسلاميا مصريا أكد لـ«الشرق الأوسط» ان رفاعي طه وقع على البيان التأسيسي للجبهة بشخصه فقط، وليس ممثلا للجماعة الإسلامية، بالإضافة الى ثلاث منظمات أخرى آسيوية». وجاء الإعلان عن الجبهة الجديدة في بيشاور عقب سيطرة حركة طالبان على أفغانستان واندحار الأحزاب المتقاتلة وأمراء الحرب في لحظة تصاعد لتيار السلفية الجهادية العالمية». وتعرض انو ياسر للإقصاء عن قيادة الجماعة بعد الخلاف بين مسؤوليها حول تقييم مذبحة «الأُقصر» وإعلان «مبادرة وقف العنف».