تقرير أمني هولندي يكشف عن محاضرات بالأمازيغية لتجنيد مغاربة في خلايا التطرف

TT

واصلت وسائل الاعلام الهولندية اهتمامها بمضمون التقرير الثالث من نوعه الذي صدر عن جهاز الاستخبارات الامنية الهولندية حول التطرف، ويسوق التقرير مثالاً يظهر درجة الاحترافية التي يعمل وفقها «المتطرفون الجدد»، حيث يشير إلى تنظيمهم محاضرات دينية باللغة الأمازيغية، لاستقطاب الشباب الأمازيغي، الذي يشكل القسم الأعظم من الجالية المغربية في هولندا. ومن الملاحظات الأخرى اللافتة للنظر في تقرير جهاز الاستخبارات الإشارة إلى ضآلة التجاوب مع الدعوات السلفية في وسط الجالية التركية، أكبر جالية مسلمة في هولندا، إلى جانب الجالية المغربية المقاربة لها في الحجم. ويرجح التقرير أن الأتراك ينظرون إلى هذه الدعوة بوصفها ذات طابع عربي محافظ، لا ينسجم مع الإسلام التركي.

ولا يقتصر المدّ السلفي على هولندا، وفقاً لجهاز الاستخبارات والأمن الهولندي، بل هو ظاهرة موجودة في معظم البلدان الأوربية، ويشير التقرير إلى دراسات بريطانية في هذا المجال، ومن اللافت للنظر أن السلطات البريطانية تحاول أن تبادر بنفسها للتقرب من هؤلاء الدعاة السلفيين، باعتبار أن هذه هي الوسيلة الوحيدة لتجنب تحولهم إلى الدعوات العنفية، والتدخل بشكل مبكر، في حال حدوث مثل هذا التحول. وليس من الواضح ما إذا كانت الحكومة الهولندية عازمة أيضاً على تبني هذه المبادرة في التعاطي مع الظاهرة. غير أن ظاهرة التطرف الإسلامي في هولندا دخلت مرحلة جديدة، ولاحظ تقرير الجهاز الامني صعود تيار الدعوة السلفية المنظمة جيداً، وهو تيار سني يتبنى تفسيراً أصولياً للإسلام، بالرغم من اشارة التقرير الاستخباراتي الى ان هذا التيار لا يدعو إلى استخدام العنف، ومع ذلك فإن الجهاز لا يخفي قلقه من تأثيرات هذا «المدّ» السلفي في هولندا، وأنشطته الدعوية.

وحسب ما ذكرت اذاعة هولندا العالمية، هذا هو التقرير الثالث منذ عام 2004 الذي تحاول فيه الاستخبارات الهولندية التعرف على بواطن ظاهرة التطرف لدى فئة صغيرة من بين المسلمين في هولندا، الذين يبلغ عددهم حوالي مليون شخص، وهو ليس تقريراً أمنياً يحدد طبيعة الأخطار الراهنة، وإنما دراسة تحليلية لتطور الظاهرة، وخلفياتها والتأثيرات الخارجية فيها.

وكان التقرير الأول صدر في ديسمبر (كانون الاول) 2004 بعنوان «من الدعوة إلى الجهاد» ما صار يعرف بالمرحلة الأولى في عملية التحول إلى التطرف، كان ذلك التقرير دراسة تحاول أن تجيب على السؤال حول الوسائل التي يحاول فيها الدعاة السلفيون (الأجانب غالباً) أن يؤثروا في المجتمع الهولندي، أما التقرير الثاني الذي صدر في مارس (آذار) 2006، بعنوان «الجهاد العنفي في هولندا» فقد تناول ما صار يسمى الآن المرحلة الثانية، وهي المرحلة التي ظهرت فيها جماعة «هوفستاد» المتهمة بالإرهاب، واغتيل فيها المخرج تيو فان خوخ على يد هولندي مسلم من اصل مغربي، كما تناولت تلك الدراسة ظاهرة «المتطرفين العصاميين» ويقصد بهم الشباب المسلمون الذين يتحولون إلى التطرف والعنف دون تأثيرات خارجية مباشرة، وإنما بجهودهم الذاتية في البحث عبر شبكة الإنترنت.