عباس يصر على وثيقة واضحة وجدول زمني ورايس تؤكد أن المؤتمر ليس لالتقاط صور

لقاؤه كان صعبا مع وزيرة الخارجية الأميركية وعرض عليها خرائط

عباس ورايس في المؤتمر الصحافي المشترك امس (اب)
TT

أعاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس التأكيد على ضرورة التوصل الى وثيقة واضحة تحدد ركائز وأسس الحل قبل الذهاب الى مؤتمر السلام المزمع عقده في الولايات المتحدة، وقال عباس «ان السطة تريد من المؤتمر أن يؤسس لانطلاق مفاوضات محددة، بجدول زمني واضح»، مشددا على أنها «لن تكون مفاوضات مفتوحة».

جاءت تصريحات عباس خلال مؤتمر صحافي عقده في رام الله أمس مع وزير الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، بعد اجتماع استمر ساعتين في مقر الرئاسة في المقاطعة، ووصف الاجتماع بالصعب، حيث رفض عباس خلاله التنازل عن مطلب الفلسطينيين بوثيقة واضحة وجدول زمني، وأخرت النقاشات موعد المؤتمر الصحافي لأكثر من نصف ساعة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن موضوع تطبيق خطة خارطة الطريق احتل مساحة واسعة من لقاء عباس ـ برايس، كما علم ان عباس عرض على رايس أهم بنود خارطة الطريق، وبين لها أهم النقاط التي التزم الفلسطينينون بتطبيقها، واتهم إسرائيل بعدم تطبيق بنود الخارطة التي اعتبرها اساس الحل.

كما عرض عباس على رايس خرائط للمستوطنات الإسرائيلية، وطالبها بالضغط على إسرائيل لوقف استمرار الاستيطان فورا، كما طالب بوقف قرار إسرائيلي باستئناف الحفريات في باب المغاربة قرب المسجد الأقصى، واعترض بشدة على مصادرة إسرائيل أرضا قرب مستوطنة معاليه أدوميم على أطراف القدس، وكان أبو مازن غاضبا، وقال لرايس إنها أراض ستشق تواصل الدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها. كما كان عباس منزعجا من اتهام إسرائيل للسطة بالضعف، وعدم قدرتها على ضبط السيطرة الأمنية على الضفة الغربية، وقد نقلت رايس لعباس عدم ثقة الإسرائيليين بقدرة السلطة على ضبط الأمن في الضفة الغربية.

وبدا تباعد المواقف مع الإسرائيليين أكثر وضوحا خلال المؤتمر الصحافي، ولم تجب رايس عن سؤال حول ما اذا كانت المواقف تسمح بالتوصل الى اتفاق؟ واكتفت بالقول انها ستدعم الطرفين من اجل ذلك، وقال عباس في بداية المؤتمر «أرحب مرة أخرى وخلال 7 مرات متواصله بالدكتورة رايس»، واوضح ان السلطة تحث الخطى وتبذل الجهود وبأقصى ما يمكن للوصول الى المؤتمر من اجل إنجاحه.

واوضح عباس ان السلطة ما زالت تعمل على وثيقة مشتركة تحدد ركائز ومحددات وأسس الحل (القدس والحدود والاستيطان واللاجئين والأمن والمياه والعلاقات الثنائية)، مؤكدا ان المؤتمر يجب ان يطلق مفاوضات الوضع النهائي من اجل ان يطلق عملية سلام شاملة ودائمة وعادلة، على جميع المسارات، بدءا من المسار الفلسطيني. وأعلن عباس انه ابلغ رايس بأن الضفة الغربية وغزة بما فيها القدس الشرقية وحدة جغرافية واحدة، مذكرا بضرورة التراجع عن «انقلاب» حماس في غزة، وقال انه طلب كذلك اطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين، وإعادة المبعدين، وفتح المؤسسات المغلقة في القدس الشرقية، وإعادة الوضع الى ما كان عليه قبل 28 سبتمبر 2000 (أي قبل الانتفاضة الثانية) لإعادة بناء الثقه، وخلق أفق سياسي. من جهتها قالت رايس بأن الرئيس الأميركي جورج بوش قرر وضع مسألة إنهاء النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني على رأس سلم أولويات ادارته، وأضافت أن مؤتمر أنابوليس لن يعقد لغرض التقاط الصور فقط، بل سيتناول قضايا جدية وجوهرية. واعتبرت رايس انه حان الوقت لإقامة الدولة الفلسطينية جنبا الى جنب مع إسرائيل. وكانت رايس قد بدأت الأحد جولة دبلوماسية مكثفة جديدة في الشرق الأوسط، استهلتها بالتحذير من أن زيارتها لا تهدف إلى إحداث تقدم فوري في محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ومن المقرر أن تعقد جولة مفاوضات ثانية مع الجانبين الأربعاء القادم. ولمح مصدر مسؤول بارز في الخارجية الأميركية، رفض ذكر اسمه، الى امكانية تأخير انعقاد المؤتمر، قائلاً «إن المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين سيبحثون اعتبارا من هذا الأسبوع القضايا الأساسية بهدف التوصل إلى وثيقة مشتركة بشأن مؤتمر الخريف». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصدر قوله «إن الأمر سيستغرق بعض الوقت، وسيتطلب الكثير من الدبلوماسية الأميركية، فهذه قضايا شاقة بالفعل».

وصرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي امس، أن أولمرت أكد خلال لقائه برايس الأحد، موقفه الرافض لصيغة محددة قائلاً «الهدف هو للوصول إلى وثيقة مشتركة خلال المؤتمر الدولي، بالرغم من أن وجود هذه الوثيقة لم يكن شرطاً على الإطلاق لعقده».

ورد وزير الخارجية الفلسطيني بالوكالة، رياض المالكي، بأن السلطة لن تذهب إلى المؤتمر من دون الوثيقة، مؤكدا « من دون وثيقة لن يتسنى لنا الذهاب إلى المؤتمر الشهر المقبل. أولمرت يتطلع إلى مؤتمر للعلاقات العامة ولتطبيع العلاقات مع الدول العربية، ولن نساعده في ذلك».

وكانت رايس قد قالت للصحافيين إن هنالك جدول أعمال واضحا للمؤتمر، وهو العمل من اجل انهاء الصراع، مؤكدة ان الولايات المتحدة لم تصدر دعواتها بعد لحضور المؤتمر. وربطت رايس بين الدعوات وإحراز تقدم على المسار الثنائي، مؤكدة ضرورة تقديم تنازلات لا بد منها من قبل الطرفين، وتابعت «اجتماع نوفمبر ليس نهائيا، ولا يمكنه ان يناقش كل القضايا العالقة». الى ذلك قالت مصادر اسرائيلية إن مخاوف أمنية أدت لتعطيل مسار موكب رايس خلال ذهابها إلى الضفة الغربية للالتقاء بعباس.

وأوضح الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية أن الموكب توقف عند نقطة عبور إلى الضفة الغربية إثر الاشتباه في سيارة متوقفة، وواصل رحلته بعد ربع ساعة.

الى ذلك نسبت صحيفة هآرتس الاسرائيلية الى مصادر أميركية قولها ان الادارة الاميركية تبحث تأجيل مؤتمر الخريف القادم، بعد ان اتضح لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس صعوبة جسر الهوة بين الموقفين الاسرائيلي والفلسطيني، ووصولها لقناعة بان الامر قد يستلزم وقتا طويلا.