بروكسل: بدء محاكمة 6 أصوليين متهمين بتجنيد انتحارية في العراق

TT

بدأت امس محاكمة ستة رجال متهمين بتجنيد افراد في بلجيكا للانضمام لجماعة اسلامية متشددة من بينهم امرأة اعتنقت الاسلام ونفذت هجوما انتحاريا في العراق.

وقال المدعي العام ليفي بيلينز: «التهمة الاساسية التي يواجهونها هي الانتماء لجماعة ارهابية وبالنسبة لاحدهم قيادة جماعة ارهابية». وأضاف: «كانوا يجندون افرادا في بلجيكا ومن بينهم هذه المرأة البلجيكية». ولقبت موريل ديغوك، 38 عاما، بمقاتلة «الكاميكاز البلجيكية» لتشبيهها بالمقاتلين الانتحاريين اليابانيين بعد أن فجرت نفسها بالقرب من دورية اميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2005 فيما قالت عنه مصادر امنية انه اول هجوم انتحاري تنفذه اوروبية في العراق. ولم يقتل غيرها في الهجوم.

وقال الادعاء العام ان الاجهزة الأمنية لم تعثر على اية أسلحة او متفجرات او خطط لتنظيم عمليات إرهابية لدى المعتقلين الستة، وهم من أصل بلجيكي ومغربي وتونسي. وتجري المحاكمة في بروكسل وسط مخاوف من أن يكون متشددون اسلاميون يستخدمون بلجيكا كقاعدة للدعم والامداد والتموين لشن هجمات في دول اخرى. وفي العام الماضي أصدرت محكمة بلجيكية حكما بسجن 11 شخصا لفترات وصلت الى سبع سنوات لانتمائهم لمنظمة لها صلة بالهجمات التي هزت الدار البيضاء عام 2003 وراح ضحيتها 45 شخصا وتفجير قطارات في مدريد في مارس (اذار) عام 2004 مما اسفر عن مقتل 191 شخصا.

ويرأس هذا الخلية بلال الصغير وهو من أصل تونسي، تم اعتقاله منذ عامين ومتهم بأنه كان وراء إرسال اول سيدة أوروبية قامت بتفجير نفسها في العراق، في نوفمبر من عام 2005 وهي البلجيكية موريل ديغوك. وتقول المصادر القضائية البلجيكية ان المعتقلين الستة متهمين بتنظيم الجوانب السوقية والمادية، وجمع الأموال وتزييف الوثائق، لتجنيد متطوعين للقتال في العراق وتمكينهم من الوصول للأراضي العراقية عبر تركيا، وتتوقع نفس المصادر صدور أحكام بالسجن لمدد ما بين عشرة إلى خمسة عشر عاما ضد أعضاء هذه الخلية، ويرى العديد من المراقبين في بروكسل أن المحاكمة صعبة للغاية لانه لو صدرت احكاما قاسية فان البعض وخاصة من الجاليات الاجنبية وبالتحديد العرب والمسلمين لن يسلموا بان بلجيكا دولة قوية لهذا الحد، ولكن سينظرون اليها كحليف لعدوهم الاكبر اميركا، حسب ما أوردت وسائل اعلام بلجيكية في بروكسل. وحسب ما ذكر المحقق القضائي يوهان ديلمول أمس فقد بدأت محاكمة ستة أشخاص تتراوح اعمارهم ما بين 30 الى 35 عاما، قدموا مساعدات لاشخاص يريدون السفر طواعية الى العراق للمشاركة في الحرب هناك والموت في سبيل ما يعتقدونه. والاشخاص الستة الذين بدأت محاكمتهم هم البلجيكي من اصل تونسي بلال الصغير، 34 عاما، من حي شخاربيك في بروكسل ويحمل صحيفة جنائية تضم 45 واقعة مختلفة، حسب ما ذكرت وكالة الانباء البلجيكية، وقالت ايضا ان المتهم الثاني هو شقيقه الاصغر صهيب، 31 عاما، من مدمني المخدرات ومتورط في جرائم تزوير اوراق وتقديم مساعدات لوجستيه، والثالث نبيل كارمون، 32 عاما، من سكان حي سان جوس احدى ضواحي بروكسل، ويعتبر حلقة الوصل ما بين افراد المجموعة في بلجيكا واحمد بن طيب التونسي، 27 عاما، الذي اعتقل في باريس، والرابع يوسف لوكيلي، 34 عاما، من سان جوس وله قدم واحدة ويقول الدفاع انه فقد قدمه الاخرى في حادث سير في سورية، ويقول رجال التحقيق انه ذهب الى العراق، والخامسة البلجيكية باسكال كرونينك، 35 عاما، والسادس صبري بوعبد الله، 30 عاما.

ومن جهتها قالت المتحدثة باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي ليفي بلنس، ان القضية صعبة للغاية وتختلف عن القضايا الاخرى ذات الصلة بالارهاب التي شهدتها بلجيكا، وهذا يعود الى السيرة الشخصية لكل من الاشخاص الستة المشتبه فيهم في القضية.

وكانت مواطنة بلجيكية تدعى موريل دغوك فجرت نفسها داخل العرق مما اثار صدمة فعلية داخل البلاد، وكانت موريل غيرت اسمها الى مريم بعد ان تزوجت من شاب بلجيكي من اصل مغربي يدعى عصام جوريس، وكان يصغرها بسبعة اعوام وقد تعرفت علية عام 2002 في بروكسل، وكان عاطلا عن العمل وبعد زواجهما اعتنقت الاسلام وقد سافر عصام الى العراق، وقتل هناك على ايدي الجنود الاميركيين.