يرعى الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بعد ظهر اليوم، حفل افتتاح المؤتمر الدولي الثالث للتحكيم الهندسي بمركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية بالخبر (سايتك)، الذي تنظمه الهيئة السعودية للمهندسين، بدعم من الأشغال العسكرية في وزارة الدفاع والطيران.
وكان الامير سلطان بن عبد العزيز عايد بمدينة الملك فهد العسكرية بعد ظهر أمس منسوبي فروع القوات المسلحة بالمنطقة الشرقية، وأقام مساء امس حفل عشاء لأهالي وأعيان المنطقة.
وأعلن الأمير سلطان بن عبد العزيز أمس خلال حفل معايدة القوات المسلحة، أنه أمر مدير الأشغال العسكرية بالبدء فوراً في تصميم 2000 وحدة سكنية لضباط وأفراد القوات المسلحة في المنطقة الشرقية، وأعتبر ولي العهد أن اسكان منسوبي القوات المسلحة وتوفير مستلزمات الراحة لهم ولعوائلهم سوف يساهم في رفع معنوياتهم لما فيه خدمة البلاد وقوتها.
وقال الامير سلطان عندما «علمتُ أن هناك نقصا في الإسكان، أمرت مدير الأشغال العسكرية أن يبدأ من غد في تصميم 2000 وحدة سكنية في القوات المسلحة في هذه المنطقة العزيزة على أنفسنا». وأضاف «إن إسكان الضابط والجندي وراحته هي قوة لنا عندما نحتاج إلى فعاليته».
ودعا الامير سلطان القوات المسلحة السعودية للتدريب، وقال «لدي مطلب أساسي هو الحرص على خدمة الدين ثم الملك ثم قواتنا المسلحة، والحرص على التدريب، والأسلحة تأتي، لكن الرجال هم الذين يستعملون ذلك ويطورونه، ويحمون به دينهم ووطنهم».
وقال قائد المنطقة الشرقية اللواء الركن أحمد بن محمد الربيعان ان اهتمام الامير سلطان «ليس فقط في بناء قوات مسلحة عالية الأداء مجهزة العدة والأفراد قادرة على الدفاع عن مكتسبات الوطن بل تعداه الى الحرص على توفير وتأمين مختلف أنواع المشاريع الخدماتية لمنسوبي القوات المسلحة من صحية وتعليمية وترفيهية».
وأشار الربيعان الى انه تم افتتاح عدد من المشاريع التي تبرع بها ولي العهد ومنها «ميدان الامير سلطان الذي اصبح يشكل معلما بارزا من معالم المنطقة الشرقية وتفخر به مدينة الملك فهد العسكرية بالاضافة الى متنزهي الامير سلطان للضباط والافراد والموظفين فيما تم البدء بتوسيع المتنزه البحري الذي امر به الامير سلطان وتبرع بتكاليفه».
من جهة اخرى دشن ولي العهد مركز الأمير سلطان للأنشطة الطلابية ومشروع صندوق الأمير محمد بن فهد لدعم المشاريع الصغيرة للسيدات. ويهتم الصندوق بتوفير كوادر وطنية مدربة تستطيع ان تبدأ مشاريع عمل صغيرة أو تسهم فيها، من خلال توفير التدريب والتأهيل وكذلك التمويل والدعم الفني والاستشاري. وبشأن رعاية ولي العهد اليوم للمؤتمر الدولي الثالث للتحكيم الهندسي، أوضح لـ«الشرق الأوسط» المهندس كمال بن عبد الله آل حمد مدير عام فرع الهيئة السعودية للمهندسين في المنطقة الشرقية، رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر أن المؤتمر سيتخلله حلقتي تدريب معتمدتين عالميا وتناقشان عدة موضوعات هامة في مجال التحكيم الهندسي، حيث تهدف الأولى التي تحمل عنوان «إدارة العقود والمطالبات والتحكيم»، إلى إعطاء المشاركين معرفة عملية شاملة في إعداد العقود الهندسية، وترسية العروض والمناقصات، إلى جانب تقديم احدث الأساليب لإدارة العقود والخلافات، وتقييم وإعداد المقاولين، أما الحلقة التدريبية الثانية فستقام تحت عنوان «إعداد وتجهيز وطرح وترسية العقود وتجنب الخلاف والنزاع»، وتهدف إلى تقديم تغطية شاملة للموضوعات المتعلقة بالعطاءات التي تسترعي انتباه الإدارات المعنية بإعداد العقود في القطاعين العام والخاص خلال مراحل التخطيط الأولية وانتهاءً بترسية المناقصات وفقا لأحكام القانون المدني في الشرق الأوسط.
كما بين المهندس آل حمد أن المؤتمر سيتضمن عدة محاور مهمة منها استراتيجيات توحيد جهات وأنظمة التحكيم، ومنهجية تطوير آليات تنفيذ قرارات التحكيم، والاتجاهات الحديثة في بدائل تسوية المنازعات، وتطبيق التحكيم الهندسي ومعوقات التطبيق، كذلك سيتضمن المؤتمر ثلاث ورش عمل تتمثل في صياغة اتفاقية التحكيم وإدارة جلسات التحكيم، الإجراءات النظامية للتحكيم وكتابة الحكم، وإعداد تقارير الخبرة في قضايا المنازعات، كما ستواكب هذه الورش حلقتتا نقاش الأولى بعنوان النظرة المستقبلية لدور التحكيم في السعودية، أما الثانية فستحمل عنوان التحكيم وأهمية الدراية الشرعية، وذلك من خلال مشاركة عدة جهات تشمل وزارة العدل، ديوان المظالم، فريق التحكيم السعودي، مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية، ومركز التحكيم التجاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى جانب عدد من الخبراء والمختصين الدوليين في مجال التحكيم الهندسي. وقال آل حمد إن المتحدثين المتوقع مشاركتهم في فعاليات وبرامج المؤتمر يفوق عددهم الـ 30 متحدثا يمثلون مختلف دول العالم بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، وسيناقشون أكثر من 16 ورقة عمل تخص التحكيم الهندسي، من خلال أربع جلسات رئيسية، سيشارك بها عدد من الوزراء والشخصيات العالمية، ومجموعة كبيرة من الخبراء والعلماء على المستويين الخليجي والعالمي، إلى جانب محكمة لندن الدولية للتحكيم، مركز التحكيم في القاهرة، ومنظمة فيدك العالمية، وعدد من الجهات العالمية الأخرى، متوقعا أن يحضر المؤتمر عدد كبير من المهتمين في المجال الهندسي ومجال التحكيم يفوق عددهم الألف شخص، إذ تمت دعوة العديد من الشخصيات الكبيرة المرموقة، والمتخصصة سواء على المستوى الخليجي والعربي أو على المستوى العالمي، كي تكون الفائدة أعم وأكبر للمشاركين وحضور المؤتمر.
وقال آل حمد إن مؤتمر التحكيم الهندسي، يهدف في المقام الأول إلى تحقيق التواصل بين المعنيين في شؤون التحكيم الهندسي في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، من اجل تبادل الخبرات والتجارب في مجال التحكيم الهندسي والعقود وأساليب حل النزاعات، كما يهدف إلى مراجعة وتطوير أنظمة وقواعد التحكيم الهندسي لمحاولة توحيدها بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، ومع الصياغات وقواعد التحكيم الدولية بهدف الوصول إلى نظام تحكيم سعودي عربي موحد، كما يسعى إلى زيادة التواصل بين المحكمين وهيئات التحكيم وبين الجهات القضائية ذات الصلة بتنفيذ القرارات الصادرة من هيئات التحكيم لوضع إجراءات عملية لضمان البت في الأحكام وتنفيذها، إضافة إلى مناقشة نصوص التحكيم الخاصة بمشاريع الإنشاء والتشغيل ونقل الملكية بمختلف أنواعها، ومناقشة أفضل الصيغ والنصوص التي تلائم دول المنطقة مع التركيز على أهمية اعتماد التحكيم الهندسي في مثل هذه العقود.
وأشار آل حمد إلى أن اللجان العاملة على تنظيم المؤتمر انتهت من كافة الإجراءات التنظيمية الخاصة به، حيث تم حتى الوقت الراهن توزيع أكثر من 15 ألف مطوية إعلامية حول المؤتمر وما يتضمنه من أوراق وورش عمل وحلقات نقاش، كذلك تم إرسال أكثر من 150 ألف تعميم على مختلف مواقع الانترنت الخاصة في مختلف القطاعات الهندسية في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية للغرض ذاته، إضافة إلى عقد مجموعة من اللقاءات مع المهندسين في عدة جهات سواء حكومية أو خاصة على مستوى السعودية والخليج العربي، الأمر الذي نتج عنه حتى الآن زيارة الآلاف من المهتمين لموقع المؤتمر على الشبكة العنكبوتية.