حكومة مغربية بوجوه شابة وحضور لافت لأسماء بدون مظلة حزبية

تضم 33 وزيراً وكاتب دولة بينهم 7 سيدات وبن عيسى أبرز المغادرين

رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي (وسط) أثناء مغادرته القصر الملكي في الرباط أمس (رويترز)
TT

وافق العاهل المغربي الملك محمد السادس امس على تشكيلة الحكومة الجديدة التي تتكون من 33 وزيرا بينهم 7 سيدات، بعد مشاورات طويلة للوزير الاول عباس الفاسي مع زعماء الاحزاب السياسية التي حصلت على مقاعد في البرلمان بالانتخابات التشريعية الأخيرة ومع القصر الملكي. وأبقت القائمة الحكومية الجديدة التي قدمها الفاسي الى العاهل المغربي على عدد من الوزراء السابقين خاصة وزراء الداخلية والاوقاف والشؤون الاسلامية والنقل والاسكان، فيما غادر عدد من الوزراء؛ ابرزهم محمد بن عيسى، وزير الخارجية الذي تولى المنصب حوالي ثماني سنوات.

وجرت امس بالقصر الملكي بالرباط، مراسم تنصيب الحكومة الجديدة برئاسة عباس الفاسي، امين عام حزب الاستقلال، بعد مشاورات استمرت ما يقارب الشهر، توزعت على مدى ست جولات تفاوض، عرفت شدا وجذبا مع الغالبية التي احرزت بعض مكوناتها على المراتب الخمس الاولى في الانتخابات التشريعية التي جرت بالمغرب في السابع من الشهر الماضي.

وكانت ابرز لحظات التفاوض تأزما، حين تمسك عدد من الوزراء السابقين والقياديين من احزاب الائتلاف الحكومي السابق، بحقهم في الاستوزار، رغم ان الكثير منهم لم يحالفهم الحظ في تخطي عقبة الدخول الى مجلس النواب، مما اضطر رئيس الوزراء المعين الى مراجعة القصر الملكي في هذا الامر، الذي انهى الجدل الحزبي، بالتأكيد على ان مسار «المنهجية الديمقراطية» التي انطلقت مع اختيار رئيس الحكومة من الحزب المتصدر نتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة، هو مسار متكامل، بغية تكريس مبادئ الديمقراطية، ليبدأ نقاش جديد مع جولات التشاور اللاحقة، انصب فيها النقاش على صيغة الهيكلة الجديدة للحكومة والقطاعات التي ستوزع بين اطراف الائتلاف.

لكن المفاجأة بدأت في الظهور مع الجولتين الاخيرتين حيث تعذر على الفاسي ارضاء مطالب جميع الفرقاء، فانفرط جزئيا التحالف التقليدي الذي استمر طيلة عقد من الزمان منذ حكومة التناوب الاول عام 1998، وذلك بإعلان حزب الحركة الشعبية (41 مقعداً في مجلس النواب) الخروج من التحالف والاصطفاف في المعارضة التي اصبحت مكونة اضافة الى الحركة من حزبي العدالة والتنمية والاتحاد الدستوري، فيما اصبح الفريق النيابي الذي شكله فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب السابق في الداخلية، بعد تحالف لائحته (3 مقاعد) مع حزبي العهد والوطني الديمقراطي، مرشحا (الفريق) للعب دور يضمن للحكومة الجديدة الغالبية في مجلس النواب المغربي.

وتتألف الحكومة الجديدة من 33 وزيرا وكاتب دولة، بينهم سبع نساء، ابرزهن الفنانة المسرحية الشعبية ثريا جبران التي اسندت اليها حقيبة الثقافة. واحتفظ 13 وزيرا وكاتب دولة بحقائب في التشكيلة الجديدة، ضمنهم وزراء السيادة. ويتعلق الامر بشكيب بنموسى، في الداخلية، واحمد التوفيق في الاوقاف، وعبد الصادق الربيع، في الامانة العامة للحكومة، وعبد الرحمن السباعي، في إدارة الدفاع الوطني، والطيب الفاسي الفهري، في الخارجية. واستمر محمد سعد العلمي، في وزارة العلاقات مع البرلمان، في حين استبدل البعض حقائبهم مثل محمد اليازغي، الذي اصبح وزير دولة بدون حقيبة، ومحمد بوسعيد، الذي انتقل الى السياحة، وانيس بيرو، الذي استبدل حقيبة محاربة الامية بكتابة الدولة في الصناعة التقليدية.

ويعتبر ابرز المغادرين، محمد بن عيسى، وحبيب المالكي، ورشيد الطالبي العلمي، وعادل الدويري، ومحمد الاشعري، ونزهة الشقروني، وفتح الله ولعلو، ونبيل بنعبد الله، ومحمد بوزوبع، ومحند العنصر، ومصطفى المشهوري، ومحمد الكحص.

* تشكيلة الحكومة الجديدة

* عباس الفاسي (رئيس الوزراء)، محمد اليازغي (وزير دولة)، عبد الواحد الراضي (وزير العدل)، شكيب بنموسى (وزير الداخلية)، الطيب الفاسي الفهري (وزير الشؤون الخارجية والتعاون)، أحمد التوفيق (وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية)، عبد الصادق ربيع (الأمين العام للحكومة)، محمد سعد العلمي (الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان)، صلاح الدين المزوار (وزير الاقتصاد والمالية)، كريم غلاب (وزير التجهيز والنقل)، أحمد توفيق حجيرة (وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية)، محمد بوسعيد (وزير السياحة والصناعة التقليدية)، أمينة بنخضرة (وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة)، ياسمينة بادو (وزيرة الصحة)، نوال المتوكل (وزيرة الشباب والرياضة)، عزيز أخنوش (وزير الفلاحة والصيد البحري)، أحمد أخشيشن (وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الاطر والبحث العلمي)، خالد الناصري (وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة)، جمال أغماني: وزير التشغيل والتكوين المهني، أحمد الشامي (وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة)، عبد اللطيف معزوز (وزير التجارة الخارجية)، نزهة الصقلي (وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن)، ثريا جبران (وزيرة الثقافة)، عبد الرحمان السباعي (الوزير المنتدب لدى الوزير الأول، المكلف إدارة الدفاع الوطني)، نزار بركة (الوزير المنتدب لدى الوزير الأول، المكلف الشؤون الاقتصادية والعامة)، محمد عبو (الوزير المنتدب لدى الوزير الأول، المكلف تحديث القطاعات العامة)، محمد عامر (الوزير المنتدب لدى الوزير الأول، المكلف الجالية المغربية المقيمة بالخارج)، عبد الكبير زهود (كاتب الدولة لدى وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، المكلف الماء والبيئة)، أنيس بيرو (كاتب الدولة لدى وزير السياحة والصناعة التقليدية، المكلف الصناعة التقليدية)، سعد حصار (كاتب الدولة لدى وزير الداخلية)، لطيفة العابد (كاتبة الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، المكلفة التعليم المدرسي)، أحمد لخريف (كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون)، لطيفة أخرباش (كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون)، عبد السلام المصباحي (كاتب الدولة لدى وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، المكلف التنمية الترابية). الى ذلك، بدأت امس ومباشرة بعد اداء الحكومة القسم بين يدي العاهل المغربي، عمليات تسلم وتبادل السلط بين الوزراء الجدد والقدامى.