أطراف سياسية عراقية تعبر لـ«الشرق الأوسط» عن رفضها لفيدراليات طائفية

أفادت بأنها جزء من أجندة إيرانية ولن تحل المشكلة

TT

أعرب عدد من السياسيين العراقيين البارزين رفضهم لدعوة عمار الحكيم نجل زعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بالاسراع بتشكيل فيدراليات في العراق واقامة «فيدرالية شيعية تمتد من جنوب بغداد وتنتهي عند حدود الكويت في البصرة».

واستهجن عزة الشابندر، الناطق الرسمي باسم القائمة العراقية التي يترأسها الدكتور اياد علاوي، مطالبة الحكيم وقال لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من عمان أمس «عندما شاهدت عمار الحكيم يخطب بالبسطاء من الشيعة امس (اول امس) محرضا اياهم على اقامة اقليم شيعي، يبدأ من جنوب بغداد وينتهي في البصرة عند حدود الكويت، تذكرت خطبته في البسطاء من الشيعة في الانتخابات الماضية»، مشيرا الى «تفسير الحكيم (عمار) لرقم قائمتهم، الائتلاف العراقي الموحد، عندما ظهر وهو 555 وفسر بان الخمسة الاولى تعني الصلوات الخمس والثانية هي اركان الدين والثالثة تعني اهل الكساء (الامام علي وابنائه)»، واضاف الناطق الرسمي باسم العراقية قائلا ان «عمار الحكيم الذي استخف بعقول الناس وفسر لهم هذه الارقام التي ظهرت بالقرعة بهذه الطريقة وكانها ارقام منزّلة هو نفسه الذي يستخف اليوم بوحدة العراق ووحدة شعبه ونسيجه الاجتماعي وتاريخه الحضاري عندما يحرض البسطاء من الشيعة ويستعجلهم على اقامة اقليم يمتد من جنوب بغداد وحتى البصرة» مشيرا الى ان ما يطرحه الحكيم «يذكرني بمشروع بايدن الخاص بتقسيم العراق الى فيدراليات». وكان الكونغرس الاميركي قد صوت على مشروع غير ملزم اقترحه السيناتور بايدن ينص على تقسيم العراق الى فيدراليات على اساس طائفي. وتساءل الشابندر قائلا «لا اعرف ما هو الواقع السياسي الراهن في العراق الذي يدعو الى اللجوء الى الفيدرالية كحل، واي نوع من المشاكل ستحل هذه الفيدرالية التي ستؤدي الى نزيف بحر من دماء العراقيين».

واوضح الشابندر قائلا ان «الفيدراليات في العالم حدثت بين اقاليم او جماعات متقاتلة ومنقسمة فلجأت الى الفيدرالية كحل، اما في العراق فليس هناك أي اقتتال بين ابناء الشعب ولا انقسامات بين المدن وستؤدي الفيدرالية الى الانقسام والاقتتال».

واكد الشابندر على ان «اسرائيل وايران وحدهما من سيستفيد من تقسيم العراق، فاسرائيل تريد تدمير هذا البلد العملاق الذي يقف ابناؤه بوجه مخططهم الصهيوني الرامي لاحتلال المنطقة وتحقيق شعارهم من النيل الى الفرات، اما ايران فهي تريد ابتلاع جنوب العراق والاستفراد بمنطقة الخليج العربي»، مشيرا الى ان «هذا الحلم الذي يراود آل حكيم بتشكيل امارة من تسع محافظات عراقية يتزعمونها هو حلم بعيد المنال وسيبقى العراق وشعبه موحدا».

من جهته رفض عدنان الدليمي، رئيس جبهة التوافق العراقية، اقامة «فيدراليات طائفية تقسم العراق على اساس هذه فيدرالية شيعة وتلك سنية» وقال في حديث لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس ان «جبهة التوافق العراقية ترفض أي فيدرالية تقوم على اساس طائفي في مناطق الوسط او الجنوب او الغرب» داعيا الى «اقامة فيدراليات في المحافظات أي ان تكون كل محافظة عراقية فيدرالية وتمنح صلاحيات واسعة على ان تبقى الهيمنة بيد الحكومة المركزية خاصة فيما يتعلق بالامن والدفاع والاقتصاد والخارجية».

وأيد الدليمي «موقف التيار الصدري الداعي الى ان تكون كل محافظة فيدرالية بحد ذاتها مع منح مجالس المحافظات صلاحيات واسعة».

وحول ما يطرحه عمار الحكيم عن اقامة فيدرالية شيعية في وسط وجنوب العراق قال رئيس جبهة التوافق العراقية «في حالة اقامة مثل هذه الفيدرالية فان خلافات واسعة ستحدث بين الاخوة الشيعة انفسهم ونحن مع رأي الشيعة في الحفاظ على وحدة العراق ارضا وشعبا»، معبرا عن مخاوفه من ان «تتوسع ايران في اطماعها بالعراق وتسيطر على هذا الاقليم لا سيما ان هناك تناغما واضحا بين مكونات سياسية داخل العراق وايران التي لها نفوذ واسع داخل العراق عامة وفي البصرة والجنوب خاصة ان اخواننا في الجنوب يشكون من هيمنة ايرانية في مناطقهم».

وعبر مثال الآلوسي رئيس حزب الامة العراقية عن تفهمه لـ«اقامة فيدراليات داخل العراق خاصة ان الدستور يسمح بذلك وان العراق دولة فيدرالية»، مشيرا الى ان «الحديث يدور حول أي نوع من الفيدراليات، فالفيدرالية مشروع حضاري ومتطور اذا تم وفق آليات مؤسساتية وفي ظل وضع امني واقتصادي وسياسي جيد».

وقال الآلوسي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد امس ان «من يتحدث عن فيدرالية طائفية في جنوب او وسط العراق انما يهدف الى تفكيك الامة العراقية وليس الى بنائها، نحن لا نريد امارة سنية هنا واخرى شيعية هناك وهذا امر مرفوض جدا وان الشعب العراقي لا يتقبل مثل هذه المشاريع» منوها الى ان «العراقيين كانوا قد رفضوا مشروع بايدن بكل اطيافهم وفئاتهم».

وعبر رئيس حزب الامة العراقية عن ايمانه «بفيدرالية الشعب الكردي وبحقهم في اقامة اقليمهم وحقهم بتقرير مصيرهم وفق روح عراقية توحد ما بين العربي والكردي». وعبر الآلوسي عن شكوكه بـ«الاجندة الايرانية التي تحاول ان تلعب بجميع الاطراف السنية والشيعية من اجل خلق حالة عدم استقرار داخل العراق ومن خلال برامج الحرس الثوري وفيلق القدس، وايران تنفذ مشروعها في العراق وفي سوريا ولبنان والبحرين».