إسبانيا تبدأ محاكمة 30 شخصا بتهمة الإرهاب

خططوا لنسف محكمة مدريد بشاحنة محملة بـ500 كلغ من المتفجرات

TT

بدأت أمس محاكمة 30 شخصا كانت الشرطة الإسبانية قد اعتقلتهم في العام 2004 على عدة مراحل ضمن إطار عملية مداهمات «نوفا». ويتهم القضاء الإسباني المعتقلين بالتخطيط للقيام باعتداءات إرهابية في العاصمة الإسبانية من بينها نسف المحكمة الوطنية في مدريد بواسطة شاحنة محمّلة بـ500 كلغ من المتفجرات وبالتالي تدمير الملفات والمستندات الخاصة بعناصر أصولية متشددة من بينهم المتهمون في تفجيرات 11 مارس (آذار) الذي أودت بحياة 191 شخصا وأكثر من 1800 جريح.

كان أول الماثلين أمام المحكمة المدعو عمر ملاهية، وليس محمد بوكيلي كما ورد في ملف تحقيق المحكمة الوطنية، الذي أجاب فقط على أسئلة وكيل الدفاع ونفى أي علاقة بـ«السلفية الجهادية» أو بأي تنظيم إرهابي قائلا إنه مدمن على المخدرات والحبوب المخدّرة وأنه لا يعرف شيئا ولا أحدا.

يتهم الإدعاء العام الإسباني المعتقلين أيضا بتهم مختلفة من بينها التخطيط لنسف مبنى المحكمة العليا والمقر الرئيسي للحزب الشعبي المعارض وإحدى محطات القطار الكبرى في مدريد بالإضافة إلى حديقة عامة تكتظ عادة بالناس. ويعتبر أن المغربي عبد الرحمن طاهري، المعروف أيضا باسم «محمد أشرف» هو زعيم هذه الخلية التي بدأت بالعمل في أوائل العام 2000 عندما قرر هذا الأخير تشكيل مجموعات مختلفة ضمن إطار «شهداء المغرب» لهدف تخطيط وتنفيذ إعتداءات إرهابية.

وكانت السلطات السويسرية قد اعتقلت طاهري في شهر يناير (كانون الثاني) 2004 ثم سلمته إلى القضاء الإسباني الذي يتهمه بالتآمر والتخطيط لعمل إرهابي وقيادة مجموعة إرهابية وتزوير المستندات حيث يواجه أكثر من 60 سنة سجن، بينما يتهم الآخرين بالإنتماء إلى تنظيم إرهابي حيث يواجه كل منهم حكما يمكن أن يصل إلى 10 سنوات.

ويفيد ملف التحقيق الذي أعدّه وأشرف عليه قاضي المحكمة الوطنية بالتاثار غارثون أن محمد أشرف اختار مبنى المحكمة الوطنية لعدم وجود حماية كافية عليه مستهدفا هكذا عدة أغراض في عملية واحدة، قتل القضاة والمدعين العامين والموظفين العاملين في المبنى بالإضافة إلى حرق ملفات ومستندات خاصة بـ«الإخوة المجاهدين». كما ويفيد أن أشرف كان قد أوكل إلى الموريتاني كامارا بيراهيما مهمة الحصول على ألف كلغ من المتفجرات عبر المدعو أنتونيو، إسباني الجنسية يتعاطى تهريب المتفجرات والأسلحة لم تتمكن الشرطة الإسبانية من تحديد هويته الكاملة. ويفيد أيضا أن إثنين من المعتقلين وهما الجزائري ديبالي عبد الله واللبناني بانو عبد الله كانا قد اتصلا بثلاثة من المعتقلين في الولايات المتحدة الأميركية بتهمة التورط في هجمات مركز التجارة العالمي عام 1993.

كما وتفيد ملفات التحقيق أيضا أن محاولة الهجوم على مبنى المحكمة الوطنية كانت قد وصلت إلى مستوى استعداد متقدم جدا بلغ مرحلة تطوع طاهري نفسه إلى جانب ستة آخرين للقيام بالهجوم الانتحاري ضد المحكمة المذكورة.