بكين تحتج على زيارة الدالاي لاما لواشنطن وتحذر من تبعاتها

توتر العلاقات مع الولايات المتحدة تزيد الفجوة بين الصين والغرب

TT

حذرت الصين الولايات المتحدة أمس من ان اللقاء المقرر بين الرئيس الاميركي جورج بوش والدالاي لاما «سيقوض الى حد كبير» العلاقات الثنائية مطالبة بالغائه وعدم تقليد زعيم التيبت الروحي اعلى وسام مدني من الكونغرس الاميركي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيانشاو: «احتججنا مرات عدة لدى الاميركيين وندعوهم مجدداً الى تصحيح الخطأ والغاء المراسم المقررة». واضاف: «هذا التحرك سيقوض الى حد كبير العلاقات بين الصين والولايات المتحدة»، معبراً عن «استيائنا العميق ومعارضتنا القوية» لهذا اللقاء.

وكان من المقرر ان يلتقي الرئيس بوش في وقت متأخر من مساء أمس الدالاي لاما قبل ان يقلد الكونغرس اليوم الزعيم الروحي حائز جائزة «نوبل» للسلام في 1989، وساماً ذهبياً في احتفال رسمي يحضره الرئيس بوش. وهي المرة الاولى التي يشارك فيها رئيس اميركي في مراسم مخصصة لرجل يمثل في الخارج النضال من اجل الحقوق الاساسية في الصين. واعتبر الناطق باسم الخارجية الصينية ان تقليد الزعيم الروحي للتيبت الوسام الذهبي للكونغرس، فضلاً عن اللقاءات المقررة «تنتهك بشكل كبير المبادئ الاساسية للعلاقات الدولية وتجرح شعور الصينيين وتشكل تدخلا فاضحا في الشؤون الداخلية الصينية». وكان جانغ كينغلي امين الحزب الشيوعي الصيني في التيبت قال: «للاسف يستقبل الدالاي لاما ويحترم من قبل حكومات بعض الدول ونحن مستاؤون جدا» من هذا الامر. ودان «التدخلات في شؤون الصين الداخلية». ورداً على سؤال عن اللقاء المقرر بين الرئيس الاميركي جورج بوش والدالاي لاما في البيت الابيض، صرح المسؤول نفسه على هامش المؤتمر العام للحزب الشيوعي الصيني ان «الدالاي لاما خان وطنه وهرب منه (...) ومنذ ذلك الحين لم يكف عن العمل من اجل الاستقلال». وتعتبر الصين ان التيبت جزء لا يتجزأ من البلاد بينما يواصل الدالاي لاما الذي فر بعد القمع الدامي للمقاومة التيبتية في 1959 ويعيش في المنفى في الهند، في السعي الى الحصول على الاستقلال.

وتحرص بكين باستمرار على التعبير عن معارضتها لاستقبال أي من الدول الغربية للدالاي لاما المعارض للنظام الصيني، فقد الغت لقاءين مع مسؤولين المان بعد زيارة الدالاي لاما الى برلين في سبتمبر (ايلول) الماضي. وقد التقى الدالاي لاما مع رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد والمستشار النمساوي الفرد غوسنبرغر خلال الأشهر الماضي، مما يزيد من الفجوة بين الصين والدول الغربية التي تسعى للتعاون معها على ملفات دولية مهمة، على رأسها الملف النووي الايراني.

واعلن دبلوماسيون امس ان اجتماعاً دولياً حول البرنامج النووي الايراني كان مقرراً اليوم في برلين ارجئ الى اجل غير مسمى بسبب استياء الصين من الاستقبال المخصص للدالاي لاما في واشنطن. وقال مصدر دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية ان هذا الاجتماع الذي كان يفترض ان يعقد على مستوى كبار الموظفين بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا، ارجئ الى اجل غير مسمى بسبب «مشاكل في برنامج احد الوفود».