مسؤولون: أوضاع 19 ألف عائلة نازحة إلى محافظات الجنوب تزداد ترديا

أقروا بأن الحكومة عاجزة حتى عن إحصائهم ناهيك من إيوائهم

أطفال عراقيون من المهجرين من مناطقهم قرب خيمتهم في منطقة قرب الانبار («الشرق الاوسط»)
TT

أكد مسؤولون في وزارة المهجرين والمهاجرين العراقية وجمعيات الهلال الأحمر في محافظات جنوب العراق، أن أوضاع النازحين هربا من العنف الطائفي تزداد سوءا بمرور الوقت، لعدم توصل السلطات الحكومية إلى حلول مقبولة لمعالجة مشاكلهم التي باتت أكثر تعقيدا.. واعترف عدد من هؤلاء المسؤولين لـ«الشرق الأوسط»، بعدم امتلاكهم وسائل لإيواء النازحين من بغداد والمحافظات القريبة منها إلى محافظاتهم خشية العنف الطائفي، سوى بناء المخيمات وتوزيع المساعدات العينية. كما اعترفوا أيضا بعدم قدرتهم على إحصاء العوائل المهجرة قسرا من والى محافظات الجنوب، سوى الأعداد التي تراجع دوائرهم والتي بلغت 19 ألف عائلة، نزحت إلى محافظات الناصرية والعمارة والبصرة والسماوة خلال العامين الماضيين.

ووصف حسين السعيدي مدير دائرة الهجرة والمهجرين في البصرة الأوضاع الحياتية للعوائل النازحة إلى المحافظة بأنها صعبة، وان الإمكانات المتاحة لا تستوعب الأعداد المتصاعدة بشكل يومي. وقال «إن أي بوادر لتوقف عملية النزوح لا تلوح في الأفق، وان اعداد العوائل التي تصل الى المحافظة في تزايد مستمر»، مشيرا إلى ان هناك أعدادا من العوائل ما زالت تشغل مباني مهجورة وهياكل دوائر حكومية مهدمة وبيوتا من الصفيح ليس بها مرافق خدمية.

وقال عدي حسن الناهي مسؤول وحدة البرامج الميدانية في فرع الناصرية، «ان دوائر الوزارة لا تمتلك أية وسيلة لمعرفة أعداد النازحين الى المحافظة، سوى العوائل التي قدمت الوثائق المطلوبة بغية شمولها بمبالغ الحماية الاجتماعية..». وأشار الى أن «الغالبية من النازحين انتقلوا للإقامة مع أقاربهم وأصدقائهم ما أدى الى ضغوط شديدة على العوائل المضيفة التي تعاني من الضعف أصلا». وأكد جبار عليوي الساعدي مدير فرع محافظة العمارة، ان دوائر الوزارة «مستمرة في توزيع رواتب شبكة الحماية الاجتماعية إلا أن بعضهم لم يحصلوا على أي مساعدة ويعانون من نقص في الأغذية وغيرها من المستلزمات اليومية الأساسية، وليست هناك ظروف طبيعية في تعليم الأطفال. وإنهم باتوا مصدر قلق جديد للوضع الاجتماعي في المحافظة». ويرى جبار كامل العبيدي رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقية في محافظة السماوة، «أن أعداد العوائل التي نزحت الى المحافظة تعيش حاليا ظروفا معاشية صعبة للغاية، وان اغاثات المنظمات الدولية لم تف بالحاجة».