بلجيكا: أعضاء «خلية» حاولوا إغراء رواندية لتنفيذ عملية في العراق

البلجيكيون يتساءلون: كيف انجرفت فتاة بلجيكية إلى تنفيذ عملية انتحارية في بغداد

TT

وسط اهتمام اعلامي لافت تواصلت أمس جلسات محاكمة افراد شبكة تضم 6 اسلاميين، امام القضاء البلجيكي، يواجهون اتهامات تتعلق بتجنيد اشخاص وتسفيرهم الى العراق للقتال هناك.

وبدأت تفاصيل جديدة تظهر حول نشاط افراد الشبكة التي قال عنها الاعلام البلجيكي انها تضم أشخاصا من جنسيات مختلفة، ورئيسها من اصل تونسي يدعى بلال صوغير. وحسب ما ذكرت تقارير اعلامية اوروبية حول الجلسات التي انطلقت اول من امس في المحكمة الجنائية ببروكسل، فان اجهزة الامن كانت ترصد تحركاتهم لأكثر وتتنصت على مكالماتهم التلفونية لاكثر من 6 اشهر، ورصد اهتمام كبير من جانب البلجيكيين الذين يريدون جوابا لسؤالهم: كيف انجرفت شابة بلجيكية الى التطرف الديني حتى تنفيذ عملية انتحارية في العراق؟

ففي التاسع من نوفمبر(تشرين الثاني) 2005، فجرت موريال ديغوك، 38 عاما، سيارتها لدى مرور قافلة عسكرية، لتصبح اول غربية تقوم بعملية انتحارية ضد القوات الاميركية في العراق. ولم يؤكد ما اذا كان احد قد قتل غيرها في العملية، وقتل زوجها عصام غوريس، غداة العملية من قبل عناصر دورية حين كان يحمل حزاما ناسفا، حسب الجيش الاميركي. وحين فجرت موريال نفسها تم إبلاغ بلال في الساعات التي تلت ذلك، بحسب ما افاد رئيس المحكمة بيار هندريكس، خلال الجلسة الاولى نهار الاثنين الماضي، ووضع افراد المجموعة مدة ستة اشهر تحت المراقبة الهاتفية، وكانوا في اتصالاتهم يعدون المتصلين بهم من الخارج بأن «اخوة آخرين سيغادرون قريبا»، وحث احد المشتبه بهم باسكال كروبنيك، وهو بلجيكي مسلم، رفيقته وهي رواندية تبلغ من العمر 18 عاما اعتنقت الاسلام، على الاقتداء بموريال وخاطبها قائلا «ستفوزين بالحياة الحقيقية».

غير ان الشبكة لم ترسل انتحاريين آخرين حيث تم تفكيكها اثر سلسلة اعتقالات في 30 نوفمبر 2005، في الوقت الذي تسربت فيه الى الصحف انباء عن وجود «انتحارية بلجيكية». والمتهم الرئيسي في محاكمة بلجيكا التي يتوقع ان تستمر من اربعة الى خمسة اسابيع، هو بلال وغير، وهذا البلجيكي، 33 عاما، من اصول تونسية ويعتبر قائد الشبكة الذي جند موريال، لم يكن حاضرا في الجلسة الاولى للمحاكمة يوم الاثنين الماضي، ورفض ارتداء قناع خلال نقله الى المحكمة وناب عنه محاموه. وفي المقابل فان باقي المتهمين وهم احرار، مثلوا امام المحكمة غير انهم رفضوا تصويرهم واخفوا خارج قاعة المحكمة وجوههم. وامام قصر العدل نهر احدهم بحدة شابة اشتبه في انها التقطت صور له.

ويشتبه في ان المتهمين الستة اقاموا شبكة في بلجيكا متخصصة في تجنيد وارسال مقاتلين الى العراق. وقد يحكم عليه بالسجن لمدد تتراوح من عشرة الى 15 عاما. وقال التحقيق الذي يستند الى العديد من المكالمات الهاتفية التي تم التنصت عليها، ان الشبكة كانت على علاقة بابي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق، الذي قتل في يونيو (حزيران) 2006 وباسلاميين في الشرق الاوسط وتركيا وايطاليا، وفرنسا واوكرانيا، وكانت موريال وزوجها عصام قد انطلقا بالسيارة الى بغداد خريف 2005 مرورا بايطاليا وتركيا. وموريال التي ولدت في 1967 في اسرة عمالية في منطقة شارلروا (جنوب) عاشت طفولة بلا مشاكل بحسب الصحافة البلجيكية، وان كانت غادرت المدرسة بشكل مبكر لتتنقل بين وظائف بسيطة بينها بائعة بمخبزة. وعاملة في مقهى واعتنقت الاسلام وتزوجت تركيا قبل ان يحصل الطلاق بينهما.

وفي 2002 ارتبطت بعصام غوريس البلجيكي الاب والمغربي الام ويصغرها بسبع سنوات، وذهب الزوجان للعيش في المغرب ثلاث سنوات وانقطعت اخبارهما في بلجيكا. ولدى عودتها كانت موريال قد تغيرت كثيرا فاصبحت ترتدي الحجاب وقفازات ونادرا ما تزور اسرتها، ثم اصبحت ترتدي النقاب. اما والد موريال ويدعى جان فهو موجود حاليا على التقاعد، بعد اصابته اثناء العمل، اما زوجته ليليان والدة موريل فهي تعمل سكرتيرة لدى طبيب اخصائي، وقالا في تصريحات للصحف البلجيكية، ان اخر اتصال جرى بينهما وبين موريل كان في شهر اكتوبر 2005، وان اخر مرة التقى بها الاب والام بابنتهما كانت في صيف عام 2005.