رايس تلمح في العاصمة المصرية إلى تأجيل المؤتمر الدولي حتى ديسمبر

القاهرة تصر على إطار زمني للمفاوضات وتعلن تشجعها بما طرحته الوزيرة الأميركية

TT

في تلميح الى امكانية تأجيل المؤتمر الدولي حول الشرق الاوسط قالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية في القاهرة امس ان المؤتمر سيعقد خلال نوفمبر (تشرين الثاني) او ديسمبر( كانون الاول) المقبلين. وردا على سؤال حول دعوة وزير خارجية مصر أحمد ابو الغيط اول من امس الى تأجيل المؤتمر الدولي لافساح المجال امام إعداد افضل له، قالت رايس «لم يتم تحديد تاريخ بعد لعقد المؤتمر كي نؤجله».

واضافت ان المؤتمر سيعقد في الخريف «ومازال هناك شهران فقط في هذا الخريف ونعمل بكل قوة» من اجل عقده في هذه الفترة. واضافت «سنكون قريبا في وضع يسمح لنا بتحديد تاريخ» عقد المؤتمر.

من جانبه شدد ابو الغيط في مؤتمر صحافي مشترك مع رايس على ضرورة ان تتضمن الوثيقة التي ستخرج عن المؤتمر الدولي «تاريخا مستهدفا» لانهاء المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية حول انشاء الدولة الفلسطينية.

وقال ابو الغيط «اننا تشجعنا بما تحدثت به» الوزيرة الاميركية. واضاف «وعدنا ان نساعدها ونساعد الاطراف على الوصول الى هذا الهدف وهو اطلاق المفاوضات التي تؤدي الى دولة فلسطينية».

واكد ان المحادثات التي جرت مع رايس اليوم (امس) في القاهرة «ساعدتنا على تفهم الهدف الاميركي، وألقت الكثير من الاضواء على الجهد الاميركي الحالي بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي».

وقد بأبو حسين وقد أجرت رايس مباحثات مكثفة أمس مع المسؤولين المصريين، وفي الجامعة العربية، واستهلت لقاءاتها في القاهرة باجتماع منفرد ومطول مع الرئيس المصري حسني مبارك، حول مسألة السلام، فيما شملت مباحثاتها معه والتي استمرت ساعتين كاملتين مسألة تهريب السلاح عبر أنفاق تمتد بين الأراضي المصرية وقطاع غزة، وكذلك ناقشت ومبارك قضية أيمن نور، والأوضاع الداخلية المصرية.

وفي وقت لاحق على لقائها مع الرئيس المصري اجتمعت رايس مع كل من الوزير عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات المصرية، ونظيرها أحمد أبو الغيط، ورئيس الحكومة أحمد نظيف، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وقال الأخير (موسى) عقب اللقاء إنه سيدعو لعقد مؤتمر لوزراء الخارجية العرب لتحديد الموقف العربي الجماعي في اجتماع الخريف، وكشف عن اتصالات جارية على مدار الساعة بين الجامعة العربية والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لمراجعة الوثيقة التي تجري صياغتها حالياً مع الجانب الإسرائيلي. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع أبو الغيط جددت رايس التزام بلادها العمل بجدية على دفع عملية السلام، وقالت «إن واشنطن ستعمل مع الجميع لتأسيس الدولة الفلسطينية»، لكنها عادت وقالت «هناك الكثير من العمل أمامنا لإعداد الوثيقة التي تتعامل مع قضايا الوضع النهائي، وأيضا الوضع الأمني، مطالبة بضرورة وجود قيادة فلسطينية تعمل وتتحكم في الجانب الأمني بشكل فعال وتكافح الإرهاب، وأضافت «إن الرئيس بوش ملتزم بقيام دولة فلسطينية على أساس اقتراحه بقيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام».

وفي المقابل شدد الوزير أحمد أبو الغيط على ضرورة وجود إطار زمني للمفاوضات قائلاً «إن الجانبين (الفلسطيني والإسرائيلي) تفاوضا لمدة 16 عاماً منذ مؤتمر مدريد عام 1991 حتى الآن ولم يصلا لنتيجة» وأضاف معلقاً «يجب عدم تكرار هذه التجربة.. يجب أن تؤدي المفاوضات إلى إقامة دولة فلسطينية على كامل الأراضي التي احتلت في 67 والتسوية الكاملة لكافة العناصر التي تمثل في صلبها القضية الفلسطينية».

وقالت رايس إنها تحاول مساعدة الطرفين للوصول إلى وثيقة تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، وأكدت أن مؤتمر الخريف سيركز على المسار الفلسطيني فقط، إلا أنها عادت وقالت «ومع ذلك فإن واشنطن تدرك أهمية السلام الشامل في الشرق الأوسط». وحول تهريب الأسلحة عبر نفق يربط بين قطاع غزة ومصر قالت رايس «إن واشنطن قلقة جدا من تهريب الأسلحة لغزة» وقالت إنها ناقشت هذا الموضوع مع الجانب المصري. وعلق الوزير احمد أبو الغيط قائلاً «إن مصر تبذل جهدا كبيراً للسيطرة على هذه البقعة» مشيرا إلى أن عدد القوات المصرية الموجود في هذه المنطقة محدود مما دفع مصر إلى زيادتها، وأضاف «هذه الأنفاق موجودة منذ 40 عاما وهي تستخدم عادة لتهريب البضائع لكن إسرائيل ارتفعت أصواتها للتحدث عن تهريب أسلحة».

وكانت رايس قد قالت خلال حديثها الى الصحافيين الأميركيين المرافقين لها في جولتها الحالية الى الشرق الأوسط، ان الرئيس جورج بوش مرتاح من التقدم في محادثات الطرفين ويريد إعطاءهما فرصة أكبر للتفاهم حول مقتضيات هذا المؤتمر. وعندما قال لها أحد الصحافيين ان «الوقت يجري بسرعة والطرفان يتلكآن ويطرحان مطالب جديدة أكثر تصلبا»، قالت: «ما زال أمامنا شهران حتى نهاية الخريف». وبحساب بسيط لهذين الشهرين، يصبح الموعد في منتصف ديسمبر.

وستجتمع رايس، في اليومين المتبقيين من جولتها مع أولمرت وربما مع أبو مازن أيضا وشخصيات سياسية واقتصادية اسرائيلية وفلسطينية من ذوي التأثير على السياسة والسياسيين ومع رئيسي الوفدين المفاوضين، الفلسطيني، أحمد قريع، والإسرائيلي، تسيبي ليفني. وحسب تصريحاتها للتلفزيون الاسرائيلي الرسمي (القناة الأولى)، الليلة قبل الماضية، فإن البيان المشترك الذي يجري التفاوض حوله سيكون وثيقة جدية وعينية تتناول أيضا القضايا الأساسية التي تعتبر لب الصراع مثل القدس واللاجئين والحدود، ولكنه سيكون ذا طابع عام، ولن يدخل في التفاصيل الدقيقة. وأكدت ان مؤتمر أنابوليس سيكون بداية وليس نهاية للمفاوضات.

وقالت انها أقنعت الطرفين بضرورة الابتعاد عن طرح جدول زمني مفصل للمفاوضات أو لتطبيق ما يتم التوصل اليه، وذلك «لكي تحدث أزمة عند أي تأخير موضوعي في تطبيق أي بند ولكي يشعر الطرفان بالتقدم الحر والإرادي في كل خطوة». وقالت ان ما يساعد على ذلك هو إصرار كل من الرئيس أبو مازن ورئيس الحكومة أولمرت على استغلال الفرصة السانحة للتقدم في مفاوضات التسوية النهائية وعدم غرقهما في أمور شكلية وسطحية. ورفضت رايس انها تسرعت عندما أقنعت الرئيس بوش بضرورة الاعلان عن المؤتمر في أنابوليس بولاية ميريلاند. وقالت ان مجرد طرح فكرة المؤتمر كان محفزا للقيادتين الفلسطينية والاسرائيلية على عصر تفكيرهما للتوصل الى صياغة مشتركة مرضية أو غير مرضية للطرفين، في سبيل تخليص شعبيهما من عناء هذا الصراع.