بري لـ«الشرق الأوسط»: أسبوع حاسم للتوافق .. والانتخاب في موعده

جنبلاط: على الرئيس أن يلتزم المحكمة الدولية ونحن مع الحريري يد واحدة

TT

دبت الحياة أمس في مجلس النواب اللبناني الذي عقد جلسة «نظرية» فاحت منها رائحة «التسوية» بين الاكثرية والمعارضة. وهي الاولى منذ نحو سنة ومدد فيها للجانه التي بقيت على حالها ما عدا المقاعد التي شغرت فيها باغتيال النائبين الراحلين وليد عيدو وانطوان غانم. وفيما وصف الرئيس نبيه بري الجلسة بانها حافلة بـ«الاتفاق والتوافق» ابدى نواب من فريق الاكثرية خيبتهم من «فتح المجلس حينا واقفاله حينا اخر» في اشارة الى عدم اكتمال النصاب في الجلسة السابقة لانتخاب رئيس الجمهورية.

وقد اتهم الرئيس بري، الذي بدا امس مرتاحا الى مسار الامور في ما خص السعي الى التوافق بين الاكثرية والمعارضة على انتخاب رئيس جديد للبلاد، رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع بالسعي الى عرقلة الحلول المتوقعة ووصفهما بـ«الملاكين» على كتفي رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» وجود «فرصة جدية» للحل على رغم الفترة القصيرة الفاصلة عن موعد الجلسة العامة التي دعا اليها الثلاثاء المقبل لانتخاب رئيس الجمهورية «اذا كانت هناك نية للحل». واشار الى انه متمسك بالايجابية على رغم كل ما يشاع من سلبيات. وتحدث عن «اسبوع حاسم أو اسبوعين» في ما يتعلق بملف الرئاسة، مكررا انه ينتظر عودة النائب الحريري لبدء البحث بالاسماء.

ونفى بري نيته تأجيل الجلسة اذا لم يحصل التوافق قبلها، قائلا انه سيبقي الدعوة قائمة، فاذا اكتمل النصاب بثلثي النواب داخل القاعة افتتح الجلسة، والا فانه لن يدخل القاعة وسيعين موعدا لجلسة جديدة. وانتقد المواقف الاخيرة للنائب جنبلاط وجعجع، معتبرا «انها تظهر انهما لا يريدان الحل ويعملان لمنع حصوله». ورأى ان كلام التوافق والتفاؤل يزعجهما. وقال ضاحكا: «لهذا سوف استمر متفائلا». وتمنى لو ان اجتماعات القوى المسيحية في البطريركية المارونية خلصت الى نتيجة بالتوافق على رئيس بما يريح النائب سعد الحريري من «الملاكين» الرابضين على كتفيه، في اشارة الى جنبلاط وجعجع ويريحه والنائب الحريري معا من عبء التفاوض ومن اظهار ان المسلمين، السنة والشيعة، يختارون اسم الرئيس المقبل الذي يجب ان يكون توافقيا ولكل اللبنانيين من دون استثناء. هذا، وشن نواب كتلة جنبلاط حملة عنيفة على بري و«الاسلوب التسووي». وقال النائب وائل ابو فاعور لـ«الشرق الاوسط» انه شعر بالخجل لدى دخوله مجلس النواب من النائبين الراحلين وليد عيدو وانطوان غانم وبالاهانة لأن مجلس النواب يتم اقفاله وفتحه رغماً عن نواب الامة الذين يرتدون ربطات العنق ويجرون الى الجلسات.

ووصف عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب اكرم شهيب جلسة الامس بانها «جلسة شكلية يتغير فيها اسماء النواب كما تتغير موضة ربطات العنق بين الصيف والخريف». وقال: «الثابت اننا اصبحنا نشعر حينما ندخل الى مجلسنا النيابي اننا لسنا نوابا مفوضين من الشعب. بل تشعر وكأنك ضيف على مؤسسة يمسك بقرارها طرف اساسي في النزاع القائم على خيارات لبنان بين الاستقلال والتبعية. تدخل ضيفا على مؤسسة اقامتك محددة فيها، من اين تدخل وكيف تخرج مرحباً بك اذا كان حضورك يؤمن مصالح فريق محدد. وتقفل الأبواب اذا كان حضورك يؤمن مصلحة الوطن وحماية ابنائه». ورأى الوزير مروان حمادة ان لبنان يواجه «استحقاقاً مصيرياً ليس فقط بين رئيس ورئيس ولكن بين نظام ونظام، بين الديمقراطية والفاشية، بين الديمقراطية والنظم الشمولية». وقال في تصريح ادلى به امس: «ما نواجه في هذه المرحلة ليس اختياراً عادياً لرئيس جمهورية لبنان، بل اختيار حقيقي للمسار الذي سيبقى عليه لبنان، وهو مسار الديمقراطية والانفتاح والعروبة ونظام الحريات العامة ودولة القانون. اما ان يتحول كل ذلك الى غوغائية كاملة فنحن سنرفض وسنتصدى بالوسائل الديمقراطية وسندافع عنها ايضاً بالوسائل السياسية الرادعة لمن يحاول ان يتطاول على الدولة اللبنانية وعلى مؤسساتها وعلى الجيش اللبناني وعلى قوى الامن اللبنانية وعلى كل ما يرمز الى وحدة هذا الشعب والى استمرارية لبنان كما نص على ذلك اتفاق الطائف».

وفي نيويورك، شدد زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على اهمية ان يلتزم أي مرشح للرئاسة في لبنان بقرارات مجلس الامن وبالمحكمة الخاصة ذات الصفة الدولية لمحاكمة المتورطين في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وقال جنبلاط في تصريحات للصحافيين بعد لقائه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «أي مرشح للرئاسة يجب التوافق عليه على اساس احترام القرارات الدولية بدءا من تنفيذ القرارين 1559 و1701».الا ان جنبلاط استدرك قائلا «هذا هو موقفي ولا يلزم زملائي في حركة 14 آذار».

وأكد جنبلاط ضرورة ان يلتزم المرشح الرئاسي بالمحكمة الخاصة قائلا ان «المحكمة ليست للثأر وإنما لتحقيق العدالة وعندما نقول العدالة أي رفض وصاية النظام السوري ورفض اجراءات النظام الفاسد». وأكد انه ملتزم نفس الخط مع رئيس تكتل المستقبل سعد الحريري قائلا «نحن يد واحدة منذ ان ابتدأنا مع المرحوم الرئيس الحريري وعندما عاد من دمشق مكسور الخاطر وعندما أمره بشار الاسد بالتمديد للحود أو نكسر لبنان».