القضاء اللبناني يدعي على 10 فلسطينيين خططوا لتفجيرات ضد قوات اليونيفيل

TT

وضع القضاء اللبناني يده على الشبكة الارهابية المؤلفة من عشرة فلسطينيين كانت تخطط لتفجير عبوات ناسفة بدوريات تابعة للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) وقتل عناصرها لكونها «قوات صليبية محتلة». فقد تسلم امس مفوض الحكومة لدى الحكومة العسكرية القاضي جان فهد من مديرية المخابرات في الجيش الموقوفين الستة من افراد هذه الشبكة، وجميعهم فلسطينيون، ومحاضر التحقيقات الاولية التي اجريت معهم. وبعد الاطلاع عليها ادعى على الستة الموقوفين وعلى اربعة آخرين متوارين عن الانظار. واسند اليهم اقدامهم على الاراضي اللبنانية وتحديداً في منطقة صور وجوارها على «تأليف عصابة بقصد القيام باعمال ارهابية وحيازة اسلحة وذخائر ومتفجرات. وقد اقدموا في هذا الاطار على محاولة قتل عناصر من قوات اليونيفيل وعلى وضع عبوات ناسفة لم تنفجر لأسباب خارجة عن ارادتهم».

وجاء الادعاء سنداً الى مواد في قانون العقوبات وقانون الارهاب تصل الى حد الاعدام. واحيل الموقوفون الستة على قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر الذي طلب فهد اليه استجوابهم واصدار مذكرات توقيف وجاهية في حقهم ومذكرات توقيف غيابية بحق الاربعة الفارين. وافادت مصادر معنية بهذا الملف انه تم توقيف عناصر المجموعة الستة في منطقة صيدا بعد رصد تحركاتهم وتنقلاتهم بين مخيم البرج الشمالي الذي يقيمون فيه والاماكن التي كانوا يستطلعونها لتكون مسرحاً لعملياتهم المحتملة ضد القوات الدولية. وعلم ان الرأس المدبر لهذه المجموعة يقيم في مخيم عين الحلوة. ويعتقد انه يدير مجموعات مشابهة من دون ان يجعل اي رابط او معرفة بين المجموعة والاخرى، على اعتبار ان كل واحدة تحصر نشاطها في منطقة محددة.

واذ اكدت المصادر ان للموقوفين ارتباطات اصولية سلفية جهادية، لمحت الى امكانية وجود علاقة بينهم وبين تنظيم «فتح الاسلام» كون محاولات استهداف الـ «يونيفيل» جاءت في اطار الرد في مكان آخر وبالتزامن مع المعارك التي خاضها الجيش اللبناني ضد «فتح الاسلام» في مخيم نهر البارد، وذلك لتخفيف الضغط عن هذا التنظيم الارهابي، مشيرة الى ان التحقيق سيكشف اذا كانت العلاقة قوية بينهما. وبحسب المصادر نفسها فإن اعترافات الموقوفين الستة «اظهرت ان زعيمهم (لم يكشف عن اسمه) حرّضهم على قتل عناصر اليونيفيل من منطلق عقائدي بصفتها قوات احتلال صليبية وان الجهاد ضدها هو بمثابة الجهاد ضد الاميركيين والصهاينة الذين يحتلون ارض الاسلام ويدنسون مقدسات المسلمين».

وعما اذا كانت لهذه المجموعة ارتباطات خارجية، اوضحت المصادر ان «هذه الامور قد يصعب جلاؤها قبل توقيف زعيمها لمعرفة الجهة التي تقف وراءه وتموله لتنفيذ هذه العمليات» مشيرة الى ان التحقيقات الاولية لم تثبت وجود صلة بين الموقوفين وعملية التفجير التي استهدفت دورية للـ«يونيفيل» في سهل الخيام في يونيو (حزيران) الماضي واودت بحياة ستة جنود اسبان. وذكرت المصادر ان المجموعة كانت خلال يوليو (تموز) الماضي وفي منطقة جل البحر في صور زرعت عبوتين ناسفتين قريبتين الواحدة من الاخرى وموصولتين بساعتي توقيت ويفصل بين الاولى التي تزن عشرة كيلوغرامات والثانية تزن خمسة كيلوغرامات فارق زمني لا يتعدى الخمس دقائق، بحيث اذا انفجرت العبوة الاولى وتجمع عناصر من القوات الدولية لانقاذ رفاقهم تنفجر الثانية فتوقع اكبر عدد ممكن من الضحايا.