«غوغل» تنهي حرب الملكية الفكرية للفيديو على الإنترنت

تختبر نظام البصمات الرقمية الجديد مع 9 شركات إعلامية

TT

تسعى «غوغل» لوضع نهاية لمشكلة حروب حقوق الملكية في الفيديو المبثوث عبر الانترنت.

فقد كشفت الشركة اول من امس عن نظام متوقع منذ فترة طويلة سيؤدي اذا كان فعالا، الى السماح لشركات الاعلام بمنع تحميل كليبات على موقع «يوتيوب» بدون اذنهم.

ومن غير المعروف ما اذا كان هذا النظام الجديد سيرضي شركات الاعلام الذين ضايقهم انتشار كليبات على موقع يوتيوب بدون تصريحات، سينجح ام لا. الا انه اذا نجح فإن النظام الذي تقدمه غوغل الى كل شركات الاعلام، يمكن ان يؤدي الى تهدئة بين الشركات وغوغل.

وقال مايكل فريكلاس، المستشار العام لـ«فياكوم»، التي رفعت قضية انتهاك حق الملكية قيمتها مليار دولار ضد يوتيوب وغوغل في شهر مارس الماضي «نحن سعداء من انه يبدو ان غوغل تعزز مسؤولياتها وتنهي عملية التكاسب من هذا الانتهاك. سنراقب الأمر لمعرفة ما اذا كان النظام الجديد سيكون فعالا وقويا بدرجة كافية لمواجهة هذا الامر».

وقالت غوغل انها تختبر النظام مع 9 شركات اعلامية من بينها «تايم وورنر» و«سي بي اس» و«ديزني». والشركات الأخرى المشاركة هي «ان بي سي يونيفرسال» و«فياكوم».

وقد وصفت غوغل الاختبارات بأنها «واعدة» ولكنها لم تذكر مدى فاعلية النظام. وفي الأسبوع الماضي، قال اريك شميت، الرئيس التنفيذ، ان تطوير نظام يمكنه تحديد فيديو كليب بدقة تصل الى مائة في المائة أمر شبه مستحيل.

ومن غير المعروف ما اذا كان النظام قد وصل الى ذلك المستوى من الدقة. وعلى الأقل ذكرت واحدة من الشركات المشاركة في الاختبارات مع غوغل ان العمل يسير قدما.

واوضح ادوارد ادلر، نائب الرئيس التنفيذي للاتصالات، في «تايم وورنر» أن«هناك الكثير الذي يجب التوصل اليه للتأكد من ان النظام كفؤ تماما».

وقالت غوغل إن خدمة تعريف الفيديو، التي طورها مهندسوها، تتطلب من شركات الإعلام تقديم ملفات الفيديو الرقمية الى غوغل، التي ستتولى اذن خلق ما يصفه خبراء التكنولوجيا «بصمات» رقمية لكل ملف. ثم يجري تحميل هذه البصمات في قاعدة معلومات كبيرة. وعندما يحمل مستخدم ملف جديد، فإن نفس التقنية ستحدد ما اذا كانت بصمات الكليب متماشية مع البصمات المخزنة في قاعدة المعلومات.

ويمكن لأصحاب المحتويات اصدار تعليمات لغوغل لحظر نشر الكليب. أو يمكنهم مطالبة غوغل بالترويج للكليب بل وضع اعلانات حوله، حيث تشارك الشركة مع غوغل في حصيلة الإعلانات.

وقال ديفيد كينغ مدير انتاج في يوتيوب «نحتاج حقا الى عمل قطاع المحتويات معنا».

ويمكن بث الكليبات التي يريد اصحابها حظرها على الانترنت لعدة دقائق قبل سحبها، ولكن مع مرور الوقت، تأمل الشركة في تسريع آلية التعرف بحيث يمكن منع تحميل الكليبات غير المصرح بها تماما.

وقال ممثلو يوتيوب ان النظام تمكن من التعرف على كليبات مشابهة تماما لتلك الموجودة في قاعدة المعلومات، بالاضافة الى تلك التي تم تعديلها تعديلا بسيطا على أيدي المستخدمين للتهرب من المتابعة. ولمعرفة قدرات البرنامج اظهروا تعرفا ايجابيا على كليب تم تصويره بكاميرا تصور جهاز تلفزيون خلال عرض الكليب.

وتستخدم غوغل تقنية البصمات للتعرف على ملفات صوتية لبعض الوقت. كما تستخدمها مايسباس ومايكروسوفت.

وقد طرحت غوغل نظام التعرف على الفيديو في الوقت الذي تستعد فيه مجموعة من الشركات من بينها مايكروسوفت وفياكوم وديزني للكشف عن اطار جديد لكيفية تعامل الجانبين للقضاء على انتهاكات حقوق الملكية على الانترنت طبقا لمسؤول في شركة اعلام.

وقال المسؤول ان المجموعة ستعلن الإطار في اواخر الأسبوع الحالي، وانه بالاضافة الى بيان غوغل، فهو يمثل «وصفة محتملة لعلاقة عمل بين الشركات وموزعي البرامج الرقمية من كل الانواع».

الا بعض شركات الاعلام لم تتفق على ان نظام التعرف الخاص بغوغل كاف.

وقال لويس سولمون، الشريك في بروسكور روز، التي تمثل الدوري الممتاز في انجلترا، وهو طرف في القضية المرفوعة ضد غوغل «اعتقد انه حل ناقص تماما. فهو متأخر، ويقدم حماية محدودة، ويمنح يوتيوب وغوغل محتويات لا تحتاجانها ولا يجب الحصول عليها».

وفي الوقت نفسه تخشى بعض جماعات المستهلكين من أن نظام غوغل الجديد سيمنع تحميل كليبات الفيديو التي تم اقرارها تحت حق «الاستخدام العادل» في قوانين حقوق الملكية.

وكانت غوغل قد اصرت منذ زمن بعيد على انها ملتزمة بقوانين الملكية، لأنها تسحب الكليبات غير المصرح بها عندما يطلب منها ذلك. والنظام الجديد سيساعد اصحاب المحتويات على تنفيذ هذه العملية أوتوماتيكيا.

* خدمة «نيويورك تايمز»