«دبي العطاء» تقترب من جمع مليار درهم

أكبر حملة خيرية في العالم تقترب من تحقيق حلم مليون طفل

ابنة الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي انتقلت الى أفريقيا للمساهمة في حملة «دبي العطاء» («الشرق الأوسط»)
TT

بعد نحو شهر من إطلاق دبي حملتها العالمية «دبي العطاء»، اقترب مليون طفل من الوصول إلى حلمهم بتلقي حقهم بالتعليم، وقبل أسبوعين تقريبا من نهاية الحملة، وصل إجمالي التبرعات المالية نحو مليار درهم اماراتي (266 مليون دولار أميركي).

ومبادرة «دبي العطاء»، التي أطلقها الشهر الماضي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هي حملة خيرية تهدف الى تركيز جهود جميع الاماراتيين والمقيمين في دبي لجمع الاموال بهدف دعم التعليم الاساسي للاطفال في العالم.

وتهدف الحملة الى مساعدة اكثر من مليون طفل حول العالم وتوفير الظروف الملائمة للطلاب حتى ينجحوا وينالوا الفرصة المتكافئة ليكونوا مساهمين ايجابيين في مجتمعاهم. وتهتم الحملة بشكل خاص ببناء المدارس وإعادة تأهيل المدارس المهجورة او المتضررة او تلك التي تحتاج الى ترميم، بالإضافة الى توزيع المستلزمات الدراسية وتقديم المنح المدرسية وتنسيق برنامج تغذية مدرسي وتأمين الكشف الصحي السنوي للطلاب والمدرسين، واجراء دورات تدريبية وورش عمل مفيدة للمدرسين والمدرسات. وتشير الاحصاءات الدولية الى ان 120 مليون طفل في سن الدراسة لا يتلقون التعليم الاساسي، وان واحداً بين كل ثلاثة أطفال في الدول النامية لا يكمل خمس سنوات متواصلة من الدراسة الابتدائية، وهي الحد الادنى المطلوب كي يتلقى التعليم الاساسي. وان الفتيات يشكلن أكثر من نصف الاطفال غير المنتسبين الى مدارس، وتحديدا 58%. وان هذه الفجوة في التعليم بين الجنسين تشكل واحدا من ابرز العوائق امام تخطي الفقر والعوز.

ولم يلتزم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمفرده في هذه المبادرة ويتعهد بمبلغ معين لدعم الحملة، كما فعل عندما تبرع بعشر مليارات درهم لانشاء صندوق للمعرفة خلال مؤتمر دافوس الاردن في شهر مايو الماضي، بل انه كلف انجاله وكريماته بأن يكونوا سفراء لهذه المبادرة لدى مختلف القطاعات الانتاجية في دبي، ودعا جميع الهيئات الاقتصادية من جميع الجنسيات لانجاح هذه المبادرة.

قد تكون المرة الاولى التي يشعر فيها اهل دبي، إماراتيين ومقيمين، بانهم معنيون بمبادرة جماعية تطال المجتمع الدولي بأسره، وإنهم يساهمون جميعا في مبادرة تطمح الى حمل اسم دبي الى قمة العمل الخيري.

والحماسة التي قادت المتبرعين في اليوم الاول للتبرع بمبلغ وصل إلى 61 مليون درهم، ازدادت في اليوم الثاني لتتجاوز التبرعات سقف المائة مليون درهم، حتى وصلت الارقام غير النهائية للحملة بعد شهر من اطلاقها إلى اكثر من 900 مليون درهم، ولم يعد المليار درهم رقما بعيد المنال.

وإذا كانت الحملة تمتد على مدى ستة اسابيع، وتشتمل على فعاليات تطال مختلف القطاعات، بما في ذلك فعاليات ترفيهية بدأت خلال عيد الفطر السعيد، فاننا قد نشهد فعلا اكبر حملة جمع تبرعات، لا في المنطقة فحسب، بل ربما في العالم.

ويبدو ان دبي التي اعتادت ان تقوم بالأمور على طريقتها، أي ان تكون الاولى والاكبر والاهم والأفضل، ستنجح في كسب الرهان على جمع ابنائها الاماراتيين والمقيمين ليشاركوا العالم في بعض الخير الذي اعطتهم اياه دبي.

والموضوع يتخطى جمع الاموال والتبرعات، فاللافت ان انجال وكريمات حاكم دبي قد انتشروا، في زيارات تاريخية الى عدد من الدول الاشد فقرا، للتعرف عن كثب على واقع الحال فيها والنظر في امكانية تقديم المساعدة.

من هنا رأينا وسمعنا برحلات الخير الرمضانية الى اليمن والسودان وجزر القمر، ومن المقرر ان تليها رحلات اخرى الى جيبوتي والبوسنة وغيرها الكثير.

اما الوجه الاخر للايقونة الجميلة، فهي ان مبادرة «دبي العطاء» اصبحت الشغل الشاغل والحديث الاكثر تداولا في المجالس الرمضانية والديوانيات، من المحيط الى الخليج، احاديث تجمع بين الاشادة بالمبادرة والغمز من قناة اصحاب المليارات الذين لم يقوموا بواجبهم بعد تجاه البشرية، رغم كبر الاحتياجات وضخامة المخاطر.