السفير السوري لـ«الشرق الاوسط»: يد قذرة وراء الفبركة وطلبنا تحقيقا عاجلا في أشرطة الجلسة

بعد جدل حول تصريح لممثل سورية في لجنة بالأمم المتحدة بأن الغارة الإسرائيلية استهدفت موقعاً نووياً

TT

قدمت سورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، صوراً فوتوغرافية عن الموقع الذي استهدفته الغارات الإسرائيلية داخل سورية، الشهر الماضي. وأوضح بشار الجعفري، سفير سورية لدى الأمم المتحدة في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، قائلا «زودنا الأمين العام بقرص مدمج (سيدي) يحتوي على صور تسجل خزانات الوقود الإضافية التي ألقتها الطائرات الإسرائيلية لتخفيف وزنها ولزيادة سرعتها بعد أن تعرضت لقصف من قبل قوات الدفاع السورية». وذكر متحدث من مكتب الأمين العام أن الوفد السوري أرسل القرصَ المدمجَ في الأسبوع الماضي إلى الأمين العام، وتمت مشاهدة ما يحتوي من صور. وكان كي مون قد رفض التعليق على محتويات القرص، وقال ردا على سؤال وجه إليه «نحن لم نتسلم أدلة ومعلومات ملموسة ونحتاج الى المزيد من المعلومات». وهو بذلك يشير إلى التقارير التي سربتها الصحافة الأميركية التي تحدثت عن أن الغارات الإسرائيلية استهدفت موقعاً نووياً من تصميم كوريا الشمالية، ونفت سورية بشدة هذه التقارير. وفي تطور آخر، كشف السفير الجعفري أن سورية قد طالبت بإجراء تحقيق عاجل عن اجتماع للجنة الأمم المتحدة الأولى (اللجنة السياسية) التي عقدت اجتماعا أول من أمس الثلاثاء لبحث البند المتعلق بنزع السلاح والأمن الدولي. وقد ثارَ جدل حول تصريح أدلى به ممثل سورية في اللجنة الذي كان يرد على بيان أدلت به ممثلة إسرائيل اتهمت به سورية بسعيها الى حيازة الأسلحة النووية وتطويرها. وكان ممثل الوفد السوري قد انتقدَ إسرائيلَ بقوة لعدم احترامِها للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن. وفي سياق رده، وردت جملة للممثل السوري في اللجنة، جاءت في نص النشرة الصحافية التي يقدم فيها ملخص لاجتماعات اللجنة السياسة تقول «إن إسرائيل هي رابع دولة مصدرة كبيرة لأسلحة الدمار الشامل، وهي منتهكة للمجال الدولي للدول الأخرى، وانها اتخذت إجراءات ضد المواقع النووية، ومن بينها هجوم يوم 6 يونيو (حزيران) على سورية». ونسبت هذه الجملة الى الممثل السوري في اللجنة، وهو الدبلوماسي بسام صباغ الذي كان يتحدث باللغة العربية. وأكد السفير السوري «ان الممثل السوري لم يذكر هذه الجملة، وان هناك يداً قذرة وراء فبركتها. وذكر أننا قد طالبنا بإجراء تحقيق عاجل وفوري وبتفريغ كل أشرطة الجلسة وإعادة كتابة النشرة الصحافية التي عادت ما تصدر باللغتين الإنجليزية والفرنسية فقط». وفي دمشق، نفت وزارة الخارجية السورية، الاربعاء، ان يكون السفير السوري الجعفري قد صرح ان الغارة الاسرائيلية على سورية في السادس من سبتمبر الماضي استهدفت منشأة نووية.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية في بيان انها «تنفي ما تناقلته بعض وسائل الاعلام بان السفير السوري في نيويورك بشار الجعفري قد قال إن اسرائيل قامت بغارة على منشأة نووية، نظرا لعدم وجود مثل هذه المنشآت في سورية».

واكد الجيش الاسرائيلي الغارة في اكتوبر (تشرين الأول) الحالي، مكتفيا بالقول انها كانت موجهة ضد «هدف عسكري» بدون كشف مزيد من التفاصيل.

واعلن الرئيس السوري بشار الاسد مطلع الشهر ان الغارة استهدفت «مبنى كان يستخدم لأغراض عسكرية»، ولم تطل أهدافاً «مهمة».

واعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين، انها لا تملك معلومات عن وجود «مفاعل نووي غير معلن عنه في سورية» اشارت اليه صحف اميركية وبريطانية كهدف للغارة الجوية التي شنتها اسرائيل أخيرا في سورية.