طالباني يدعو القادة الأتراك إلى تحكيم العقل والامتناع عن اجتياح كردستان

أعرب عن أسفه الشديد لمواقف الأسد

TT

استبعد الرئيس العراقي جلال طالباني أن تقوم تركيا بتدخل عسكري واسع قريبا في شمال العراق وأعرب عن أمله في أن يحكم المسؤولون الأتراك العقل ويمتنعوا عن اجتياح مناطق في كردستان. وأعرب طالباني عن أسفه الشديد للمواقف التي أعرب عنها الرئيس السوري بشار الأسد في أنقرة الداعمة لمشاريع تركيا في العراق معتبرا أنها «تتناقض مع الوعود» التي أعطاها الأسد باحترام العراق وسيادته واستقلاله.

وجاءت تصريحات الرئيس العراقي بمناسبة زيارته للعاصمة الفرنسية ولقائه أمس رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية برنار كوشنير الذي تربطه به علاقات صداقة قديمة. ووصف طالباني ساركوزي وكوشنير بأنهما «صديقان عظيمان» مشيدا بما لقيه من ترحيب واستعداد فرنسا لمساعدة العراق في ميادين الأمن والصحة والإدارة والقضاء وغيرها من المجالات.

واعتبر طالباني أن الوجود المسلح لعناصر حزب العمال الكردستاني التركي على الأراضي العراقية انتهاكا للدستور العراقي وأن عملياته العسكرية في تركيا «تسيء للشعب الكردي وتضر بقضيته وتخلق مشاكل لأكبر إنجاز حققه الشعب الكردي في كردستان العراق». وفيما رأى الرئيس العراقي أن مطالب رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان من الحكومة المركزية العراقية حول ضبط الأمن «معقولة ومشروعة»، أردف مشيرا لعجز القوى العراقية عن مراقبة الحدود وضبطها. وقال طالباني إن الحكومة العراقية «لا تستطيع مكافحة عناصر حزب العمال االكردي التركي من خلال القوات المسلحة المشغولة بتحقيق الأمن والاستقرار إذ نحن نحتاج للجيش العراقي لتأمين الأمن في شوارع بغداد وليس في جبال قنديل».

و أشار طالباني الى أن لتركيا اربع قواعد عسكرية «تضم العشرات من الدبابات وآلاف الجنود الأتراك» في المناطق التركية العراقية وتساءل: «هل هذه مساعدة لحزب العمال أم لتركيا؟».

وشدد الرئيس العراقي على أهمية تفعيل اللجنة الثلاثية التركية ـ العراقية ـ الأميركية داعيا الى حل الخلافات القائمة مع أنقرة عن طريق «الحوار والمفاوضات» مع حكومة العراق المركزية وحكومة كردستان الإقليمية. وأكد طالباني أن القادة الأتراك «طمأنوا» نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي زار العاصمة التركية بأنهم «ليس لديهم نية شن عملية عسكرية واسعة على العراق».

ورد الرئيس طالباني على ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد أمس في أنقرة حيث أعلن أن سورية تعتبر أن تدخل تركيا في شمال العراق «حق مشروع» وأن دمشق تدعم قرارات تركيا الخاصة بمحاربة الإرهاب. وقال طالباني: «لم أطلع على نص التصريح ولكن إذا كان صحيحا فأنا أعرب عن أسفي الشديد لأنه يتناقض مع الوعد الذي سمعته من الأسد باحترام استقلال العراق وسيادته ووحدة أراضيه».