كوشنير قبل وصوله إلى بيروت: نريد للبنان رئيسا توافقيا يقبله الجميع

TT

قبل توجهه غدا الى بيروت مع نظيريه وزيري خارجية إيطاليا وإسبانيا للمساهمة في إيجاد مخارج للأزمة السياسية التي يعيشها لبنان، حرص وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير على إيصال رسالة مفادها أن باريس ما زالت متمسكة بانتخاب رئيس توافقي في لبنان وأنها ترى أن أي حل آخر سيكون مصدرا لمشاكل وصعوبات لا تحصى.

وقال كوشنير أمس، على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الرئيس العراقي جلال طالباني إن فرنسا تدعو الى «انتخاب رئيس توافقي تقبله جميع الطوائف وذلك قبل نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأردف كوشنير أنه «متفائل» بإمكانية الوصول الى حل. وتمثل زيارة كوشنير ونظيريه ميغيل أنخيل موراتيونس بادرة هي الأولى من نوعها في لبنان إذ لم يسبق لوزراء الخارجية الثلاثة أن ذهبوا معا الى بيروت، ما يذكر بصيغة «الترويكا» الأوروبية التي تولت التفاوض مع إيران حول ملفها النووي وكانت مشكلة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا.

وتقول باريس إن هدف الزيارة هو نفسه الذي تسعى اليه فرنسا منذ اشهر وأسابيع أي إيجاد مناخ مناسب للحوار بين الأطراف اللبنانية وحثها على الاتفاق على مرشح مقبول من كل الأطراف. غير أن فرنسا «تستبعد» أن يتوصل النواب اللبنانيون الى «إنجاز» بحلول 23 أكتوبر (تشرين الأول)، موعد انعقاد اجتماع مجلس النواب. وبحسب الوزير الفرنسي فإن من أهداف الزيارة «تأكيد دور الطوارئ الدولية (اليونيفيل) ودعمها».

غير أن من صعوبات المهمة الأوروبية، وفق ما قالته مصادر سياسية في العاصمة الفرنسية، أن الوزراء الثلاثة يتوجهون الى لبنان وهم «متفقون على الأهداف غير أنهم لا يبدون متفقين على التفاصيل ولا على الطريقة المتوخاة لتحقيقها»، إضافة الى وجود بعض التمايزات في النظر الى الدور السوري في لبنان. وترى هذه المصادر أن ما يجمعهم بالدرجة الأولى هو أن الدول التي يمثلونها هي أكثر البلدان الأوروبية مساهمة في اليونيفيل. وثمة مخاوف في العواصم المعنية كما في نيويورك من أن تنعكس الأزمة السياسية على دور اليونيفيل وعلى سلامتها في حال فرغ المنصب الرئاسي ونتج عن فراغه ازدواجية السلطة وإرباك الجيش. ومن المقرر أن يتوجه الوزراء الثلاثة معا الى الجنوب وأن يلتقوا الرئيسين السنيورة وبري والبطريرك الماروني وعددا من القيادات السياسية في الأكثرية والمعارضة.