كراتشي تستعد لعودة بوتو .. وتوقعات بخروج مليون لاستقبالها

TT

استعدت كراتشي كبرى المدن الباكستانية لوصول بي نظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة ، وعلقت في كل مكان صورها وهي تبتسم وقد غطت شعرها بوشاح أبيض أصبح من علاماتها المميزة كما انتشر شبان يركبون دراجات نارية في أحياء المدينة وهم يحملون شعارات حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة. وتوقع زعماء الحزب ان يحتشد نحو مليون شخص لاستقبال بوتو غدا مع توافد مؤيديها من كل حدب وصوب في اقليم السند على العاصمة الاقليمية كراتشي وهم يحملون رايات الحزب. وكان القائد المتشدد الموالي لطالبان بيت الله محسود ، الذي يعيش في المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان، قد حذر في وقت سابق من هذا الشهر من أن رجاله «سيرحبون ببي نظير بوتو» بهجمات انتحارية. وكان رجال محسود قد قاموا خلال الشهور الاخيرة بسلسلة من الهجمات على قوات الامن الباكستانية التي تم نشرها في المناطق القبلية لمنعهم من شن غارات على القوات الدولية في أفغانستان. واتخذت السلطات في مدينة كراتشي التي يقطنها نحو 15 مليون نسمة، اجراءات أمنية أكثر تشددا من أجل ضمان سلامتها، فقامت الشرطة بمحاصرة عدة طرق تحيط بمطار المدينة، كما نشرت فرق إبطال مفعول المتفجرات.

يذكر أن بوتو تولت منصب رئيس الوزراء لفترتين خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى وغادرت البلاد عام 1999 وذلك بعد ثلاث سنوات من اسقاط حكومتها بسبب اتهامات بالفساد. ورغم خروجها من السلطة عام 1996 مازالت بوتو ،54 عاما، التي تتمتع بشخصية قيادية من أبرز النساء المشتغلات بالسياسة في العالم بعد ان شغلت منصب رئيسة وزراء باكستان مرتين وكانت أول سياسية تتولى هذا المنصب في دولة اسلامية.

ويعتقد ان الولايات المتحدة شجعت في هدوء بوتو للتحالف مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف على ان تبقي بوتو حكومة باكستان النووية معتدلة وموالية للغرب.

لكن توقيت عودة بوتو لباكستان حساس بالنسبة لمشرف الذي ينظر الى بوتو في آن واحد كمنافس وكحليف محتمل بعد الانتخابات العامة التي تجرى في يناير (كانون الثاني). وتجاهلت بوتو نداءات مشرف لها بتأخير عودتها الى الوطن و تحدثت عن الحاجة الى محاربة التشدد معا. وقالت بوتو في مؤتمر صحافي في دبي وقد وقف الى جوارها زوجها اصف زرداري وابنتاها «أعتقد ان الجانبين يدركان ان مستقبل باكستان على المحك». ويتلاقى ماضي بوتو مع تاريخ باكستان الذي شهد أحداثا ساخنة، فوالدها ذوالفقار علي بوتو كان أول رئيس لوزراء باكستان ينتخب ديمقراطيا لكن أطيح به وشنق. ولها أيضا ابنان قتلا في ظروف غامضة أحدهما قتل بالرصاص في كراتشي والاخر عثر عليه ميتا في فندق بشاطئ الريفييرا الفرنسي.