أبو مازن بعد لقاء رايس: الذهاب إلى مؤتمر السلام غير ممكن بأي ثمن

الوزيرة الأميركية تفشل في جسر الهوة بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي

وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي لفني لدى استقبالها نظيرتها الأميركية كوندوليزا رايس في القدس أمس (أ.ف.ب)
TT

فشلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في جسر الهوة العميقة بين الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي. واعلن الرئيس محمود عباس (ابو مازن) عقب لقائه الثاني مع رايس في مقره برام الله ان الذهاب الى مؤتمر السلام في انابوليس بولاية ميريلاند المقرر في نهاية الخريف الجاري غير ممكن بأي ثمن.

ودعا ابو مازن الى تحديد جدول زمني للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل. وقال ابو مازن «لا يمكن ان نضيع الوقت لأن ذلك ليس في مصلحة أحد، والذهاب بأي ثمن غير ممكن»، مؤكدا «ان الاسرائيليين والفلسطينيين يجب ان يتوصلوا قبل الاجتماع الى وثيقة واضحة» تضع اسس اتفاق السلام.

وقال ابو مازن «نريد التوصل الى وثيقة واضحة ومحددة تساعدنا على بدء المفاوضات في وقت محدد. ولا يمكن ان نترك الامور للظروف. يجب الوصول الى وثيقة محددة واوقات محددة معروفة للوصول الى نتيجة نهائية»، موضحاً «ان لقاء أمس يأتي متابعة للقاء الاثنين الماضي».

وقال مصدر فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الاوسط» ان الجانب الفلسطيني لا يريد ان يتحمل مسؤولية عدم عقد مؤتمر انابوليس لكنه في الوقت نفسه لن يشارك فيه من غير وثيقة تفاهمات واضحة وجدول زمني.

واعلن نبيل ابو ردينة، الناطق باسم الرئاسة، «ان المواقف لا زالت متباعدة بين الطرفين، وان الفجوات لا زالت كبيرة بعد اللقاء».

وعلم ان الاجتماع الثاني بين ابو مازن ورايس، خلال 72 ساعة، كان صعباً. وحسب أبو ردينة، فإن رايس لا تزال تبذل جهوداً مضنية بين الجانبين بالتنسيق مع الجانب المصري والأردني، مؤكدا ان موقف ابو مازن واضح بأن نجاح المؤتمر لا بد أن يتضمن بيانا واضحا يشمل قضايا الحل النهائي وجدولا زمنيا لتنفيذها، الأمر الذي ما زالت إسرائيل ترفضه. وقال ابو ردينة إن ابو مازن أوضح لرايس أنه من أجل تحقيق الثقة مع إسرائيل، يجب على الأخيرة أن توقف الاستيطان والإجراءات التعسفية والاغتيالات والاجتياحات».

واعتبر ابو ردينة ان رفض إسرائيل للالتزام بالجدول الزمني يدل على أنها غير جادة في التوصل لاتفاق، او إنجاح مؤتمر الخريف. ويرى ابو ردينة أن الأسابيع القادمة هي امتحان حقيقي للإدارة الأميركية لاستمرار جهودها وتضييق الفجوة بين الجانبين.

والتقت رايس في رام الله كذلك احمد قريع (ابو علاء) واعضاء وفده المفاوض في محاولة لتقريب وجهات النظر، لكنها لم تنجح. ونقلت مرة اخرى الى الوفد المفاوض وابو مازن موقف اولمرت وحكومته الرافض للالتزام بجدول زمني محدد، او التطرق الى قضايا جوهرية في وثيقة التفاهمات، اضافة الى قلق اسرائيل من عدم مقدرة السلطة على ضبط الوضع الامني في الضفة الغربية.

وزارت رايس قبل لقائها ابو مازن كنيسة المهد في بيت لحم، واعتبرت السلطة الفسلطينة الزيارة على قدر من الاهمية، اذا سيسمح للوزيرة الاميركية بالتعرف على اشكال واثار الحصار الاسرائيلي عن قرب. واستمعت رايس الى شرح مفصل من رجال الدين المسيحيين داخل الكنيسة.

والتقت رايس لحوالي الساعة في أحد فنادق بيت لحم مع عدد من السياسيين الفلسطينيين ورجال الاعمال والاكاديميين واعضاء المجلس التشريعي عن فتح، بينما تجاهلت دعوة بلدية بيت لحم للمشاركة في استقبالها، وقال الدكتور فكتور بطارسه، رئيس بلدية المدينة المحسوب على الجبهة الشعبية، ويرأس مجلسا تحالفيا بين حماس والجبهة، إن البلدية لم تدع لاستقبال رايس، مشيراً الى استمرار تجاهل البلدية وفرض المقاطعة عليها من قبل جهات دولية عديدة من بينها الولايات المتحدة. وتبادلت رايس مع ضيوفها الآراء حول الوضع السياسي والاقتصادي، وظروف الحياة في الاراضي الفلسطينية. وقالت ان الادارة الاميركية تدرك اهمية قضية الاسرى، وإنها ستتحدث مع الاسرائيليين في هذا الموضوع.

وكانت مجموعة من أمهات الاسرى قد نظمن اعتصاما احتجاجيا أمام كنيسة المهد لمطالبة رايس بالضغط على إسرائيل للافراج عن المعتقلين.