الحكومة تؤكد.. والادعاء العام ينفي تحديد موعد إعدام «كيمياوي»

الموسوي لـ«الشرق الأوسط» : السلطات التنفيذية لم تطلب المجيد من القوات الأميركية حتى الآن

TT

تضاربت الانباء أمس بشأن موعد إعدام علي حسن المجيد المعروف بـ «علي كيمياوي» احد اعوان الرئيس الراحل صدام حسين، وفيما أكدت مصادر في واشنطن ان المجيد نقل بطائرة هليكوبتر من سجن بقاعدة أميركية الى مكان آخر في بغداد استعدادا لاعدامه نفى الادعاء العام في محكمة الجنائيات العليا العراقية هذه الرواية، مؤكدا ان موعد الاعدام لم يتحدد بعد. واكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، في ظهور نادر في البيت الابيض الاميركي، امس ان حكم الاعدام سينفذ «في الايام المقبلة» بحق المجيد الذي كان احد المقربين من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد ذكرت امس ان طائرة هليكوبتر نقلت المجيد الى مكان في بغداد، لتنفيذ حكم الاعدام الصادر بحقه من قبل محكمة الجنايات الخاصة في 24 من يونيو (حزيران) الماضي لادانته بجرائم ضد الانسانية على خلفية مذابح الانفال التي راح ضحيتها 180 الف كردي عام 1988. وكانت هيئة التمييز التابعة لمحكمة الجنايات الخاصة قد صادقت على قرار الاعدام بحق كل من المجيد واحمد والتكريتي في الرابع من سبتمبر (ايلول) الماضي، وحسب قانون المحكمة فان تنفيذ حكم الاعدام شنقا حتى الموت يجب ان ينفذ خلال 30 يوما من تاريخ التصديق عليه من قبل الهيئة التمييزية إلا ان التنفيذ لم يتم.

وكان موعد التنفيذ قد تأجل بسبب اعتراضات على إعدام وزير الدفاع الاسبق سلطان هاشم احمد من الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبه طارق الهاشمي. حيث تصر رئاسة الجمهورية على ان يحصل قرار التنفيذ على مصادقة الرئاسة وهذا ما اكده مجلس شورى الدولة والمحكمة الاتحادية، بينما تصر المحكمة على ان قراراتها لا تحتاج مصادقة الرئاسة وليس من صلاحيات رئيس الجمهورية إعفاء او تغيير الاحكام الصادرة منها.

وقال جعفر الموسوي، رئيس هيئة الادعاء العام في المحكمة الخاصة لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، ان «الحكومة العراقية، او السلطة التنفيذية المسؤولة عن تنفيذ حكم الاعدام بالمدانين الثلاثة (المجيد، وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع في عهد صدام، وحسين رشيد التكريتي نائب رئيس اركان الجيش الاسبق) لم تحدد موعدا لتنفيذ الحكم، بل انها لم تطلب من القوات الاميركية تسليم المدانين الثلاثة. يذكر ان القوات الاميركية تحتجز اركان النظام السابق في معتقل قرب مطار بغداد الدولي، ويعتقد ان مكان الاعتقال هو احد قصور صدام حسين السابقة. واضاف الموسوي قائلا «لو كانت الحكومة العراقية قد قررت تنفيذ حكم الاعدام بحق المجيد او أي من المدانين الثلاثة لكانت قد خبرتنا، اذ يجب ان يشرف احد القضاة وممثل عن الادعاء العام على تنفيذ الحكم»، كما كان قد نفى كل من احمد سلطان نجل وزير الدفاع الاسبق ومحاميه معرفتهما بأي موعد لإعدام سلطان هاشم احمد.