الحكومة العراقية تتعاقد مع شركات إيرانية وصينية لتوليد الكهرباء

بقيمة 1.1 مليار دولار وتشمل مدينة الصدر ومناطق الجنوب

TT

صرح كريم وحيد وزير الكهرباء العراقي، بأن العراق وافق على تقديم عقود بقيمة 1.1 مليار دولار لشركات ايرانية وصينية لتشييد محطتين كبيرتين لتوليد الطاقة الكهربائية.

وكانت التقارير، التي تناولت المشروع، قد أثارت قلق مسؤولين عسكريين اميركيين شعروا بمخاوف من ان تحجب الاستثمارات التجارية الايرانية النشاطات العسكرية، في وقت يشهد توترا حادا بين الولايات المتحدة وإيران. وقال الوزير العراقي كريم وحيد، ان المشروع الايراني سيجري تشييده في مدينة الصدر، وأضاف ان ايران وافقت ايضا على توفير امدادات للطاقة الكهربائية لمناطق في الجنوب العراقي بأسعار مخفضة، وتشييد محطة توليد ضخمة مجانا في منطقة تقع بين النجف وكربلاء. وجاء توسيع العلاقات بين العراق وإيران، في وقت يشهد خلافا بين طهران وواشنطن حول المشروع النووي الايراني، وحول ما وصفه مسؤولون اميركيون مرارا بأنه دعم ايراني للجماعات المسلحة في العراق. واتهم مسؤولون اميركيون ايران بانها تعمل من خلال جناحها العسكري الدولي المسمى «فيلق القدس»، على دعم عناصر خاصة في جيش المهدي. من جانبه قال مسؤول عسكري اميركي في بغداد، انه بينما لم تتوفر لديه معلومات محددة حول عقود محطة الطاقة المزمع تشييدها، فإن أي توسع للمصالح الايرانية في العراق يشكل قلقا للجيش الاميركي هناك. وأضاف المسؤول قائلا انهم يراقبون الوجود الايراني في العراق عن كثب وان الامور لا تبدو دائما كما تظهر للعيان، ففيلق القدس، حسبما أشار، عادة ما يستخدم الأعمال التجارية كغطاء لحجب غرضه الرئيسي في مجال العمل الاستخباراتي. يمكن النظر في نفس الوقت الى الاستثمارات الايرانية والصينية كونها توفر الفرصة للدولتين للمشاركة في استقرار العراق. ومن الممكن ايضا ان يساهم تشييد محطتي توليد الطاقة الكهربائية في تعزيز جهود إعادة إعمار العراق. وقال متحدث باسم السفارة الاميركية في بغداد انهم يرحبون بأي مجهودات ومساع للمساعدة في تطوير البنيات التحتية للطاقة في العراق. وأضاف المتحدث ايضا ان هذه المشاريع تعكس الفرص التجارية المستمرة التي تظهر في العراق، وهو مجال يجب ان تنافس فيه الشركات الاميركية ايضا. ولم يعرف بعد ما اذا تقدمت أي شركات اميركية للحصول على أي من هذه العقود، إلا ان وحيد قال ان المشروعين طرحا في مناقصة، وصرح مسؤول في السفارة الاميركية بأنه ليس هناك ما يشير الى خرق أي من قواعد التنافس العادل والمفتوح على هذه المناقصات. وجاءت الاتفاقيات بين العراق وإيران بعدما تم انفاق مبلغ يقدر بـ5 مليارات دولار على توليد الطاقة الكهربائية في العراق، في إطار جهود إعادة الإعمار. ولا يزال العديد من السكان في الكثير من المناطق يعانون من انقطاع التيار الكهربائي خلال معظم ساعات اليوم. وبسبب وجود محطات توليد الطاقة في المناطق التي يشكل الشيعة غالبية تركيبتها السكانية، من المحتمل ألا تتعرض للعنف الطائفي الذي عرقل كثيرا من مشاريع إعادة البناء.

* خدمة «نيويورك تايمز»