الأمم المتحدة تعلن 2008 عاما دوليا للبطاطس

الفاو تعتبرها غذاء أساسيا لسكان العالم

TT

اعلنت منظمة الامم المتحدة رسميا الخميس عام 2008 «العام الدولي للبطاطا» في مبادرة تهدف الى جذب التمويلات العامة اللازمة للابحاث الزراعية.

وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة قبلت عام 2005 طلبا لمنظمة الاغذية والزراعة (الفاو)، اكبر المنظمات المتخصصة للامم المتحدة ومقرها روما، يعترف بان البطاطا او البطاطس كما تسمى في بعض الدول «غذاء اساسي لسكان العالم».

وهكذا وفي اعلان بتاريخ 22 ديسمبر(كانون الاول) 2005 اعلنت الامم المتحدة عام 2008 «العام الدولي للبطاطا» مشددة على «الدور الذي يمكن ان تقوم به هذه الثمرة في تنمية الامن الغذائي وفي جهود القضاء على الفقر».

فثمرة البطاطس الغنية بالفيتامين سي والبوتاسيوم يمكن ان تساهم في خفض نسبة الوفيات الناجمة عن سوء التغذية. وفي حين يقل استهلاكها في اوروبا تشهد هذه الثمرة زيادة استهلاك في الدول النامية حيث تضاعف في 40 عاما الا انه لا يمثل بعد ربع الاستهلاك الاوروبي.

وفي اقل من عقدين اصبحت الصين اول منتج للبطاطا في العالم متقدمة على روسيا واوروبا والولايات المتحدة التي كانت تعد الاكثر انتاجا واستهلاكا لهذه الثمرة.

واليوم من 315 مليون طن سنويا ينتج العالم النامي 162 مليونا اي اكثر من النصف. ويشكل انتاج الصين والهند ثلث الانتاج العالمي من البطاطا.

ويقول توماس غاس وهو دبلوماسي سويسري درس الزراعة ان «الابحاث ضرورة اساسية لمواجهة الامراض وتبدل الجراثيم» مذكرا بان المجاعة التي اجتاحت ايرلندا في منتصف القرن التاسع عشر وارغمت مئات الاف الايرلنديين على الهجرة نجمت عن نوع من الفطر قادم من المكسيك اصاب زراعة البطاطا الغذاء الرئيسي لايرلندا الفقيرة انذاك.

وبعد اطلاق عام البطاطا في نيويورك ستكون هذه الثمرة محور نحو 20 مؤتمرا من «المؤتمر السابع للجمعية الافريقية للبطاطا» المقرر عقده في الاسكندرية (مصر) في اكتوبر(تشرين الاول) الى «المؤتمر العالم للبطاطس» الذي سيعقد في نيودلهي في التاسع من ديسمبر (كانون الاول) 2008 مرورا بـ«مؤتمر البطاطا الاوروبية: البطاطا في مواجهة المستقبل» المقرر عقده في برن (سويسرا) في مايو (ايار) 2008.

والبطاطا التي تعود اثارها الاثرية الاولى الى ثمانية الاف عام موطنها الاصلي منطقة جبال الانديز التي انتشرت منها لتغزو العالم بعد استعمار اميركا.

وترجع الزراعات الاولى للبطاطا الى اربعة الاف عام قبل الميلاد في جبال الانديز حيث كانت تشكل غذاء اساسيا لاراضي امبراطورية الانكا وان لم تكن اهميتها بمقدار اهمية الذرة في هذه المنطقة.

وبدأت الرحلة الكبرى بعد اكتشاف اميركا مع وصول «البابا» كما كانت تسمى انذاك الى اسبانيا لتنتشر منها الى البلدان المجاورة لكنها كانت تستخدم انذاك كغذاء للخنازير.

الا ان ثمرة البطاطا بدأت على الاثر تثير اهتمام خبراء النباتات وفي عام 1596 ذكرها السويسري بيار باهيوم في كتابه «فيستيواناكس» تحت الاسم اللاتيني «سولانوم توبيروسوم» الذي لا يزال يطلق عليها علميا حتى الان.

وشيئا فشيئا فرضت البطاطا نفسها كعلاج للمجاعات. فخلال النصف الثاني من القرن السابع عشر جعل نقص محاصيل الحبوب بسبب حرب الثلاثين عاما من البطاطا غذاء بديلا.

وكذلك طوال سنوات الثورة الصناعية في بداية القرن الماضي كانت البطاطس الغذاء الرئيسي للطبقة العاملة.

في الوقت نفسه بدأت البطاطا تصبح من الوجبات المفضلة مع تطور طرق طهوها حسب تقاليد كل دولة حيث تدخل تقليديا في العديد من اطباق اميركا اللاتينية اما في اوروبا فقد صنع منها الايطاليون طبق النيوكي الشهير والاسبان التورتيا.

اما اصابع البطاطا المقلية الشهيرة فقد بدأت تنتشر على الارجح في نهاية القرن الـ17 حيث يوحي اسمها بالانجليزية «فرانش فرايز» بان الفرنسيين هم اول من ابتكرها الا ان البلجيكيين ينازعونهم هذا الفضل.

وقد انتقلت «الفرنش فرايز» الى الولايات المتحدة بفضل توماس جيفرسون الذي عمل سفيرا لبلاده لدى فرنسا في ثمانينات القرن الثامن عشر والذي جلب معه هذه الوصفة الى بلاده.