رئاسة كردستان العراق: نرفض استدراجنا إلى حرب مع تركيا.. لكننا سندافع عن أنفسنا

أنقرة ترفض الحوار المباشر مع أربيل وتؤكد أنها ستتحاور مع بغداد فقط.. وتهديد أوروبي بوقف المفاوضات معها

جنود أتراك أحدهم يستخدم جهازا لكشف الألغام خلال دورية قرب الحدود مع العراق أمس (رويترز)
TT

فيما أكدت رئاسة اقليم كردستان العراقي أمس استعداد الاقليم للدفاع عن نفسه اذا نفذت تركيا تهديدها باجتياحه عسكريا، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان السلطات العراقية أمس الى اغلاق معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وتسليم زعمائه.

وقال اردوغان للصحافيين، في تصريحات بثها التلفزيون، «الامر الذي سيرضينا هو اغلاق جميع معسكرات حزب العمال الكردستاني، بما في ذلك منشآت التدريب الخاصة بهم، وتسليمنا زعماء الارهابيين»، حسبما افادت به وكالة رويترز. ورحب اردوغان بدعوة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اول من أمس لمسلحي حزب العمال الكردستاني كي يغادروا العراق، لكنه قال ان الاعلان جاء «متأخرا».

الى ذلك قال مكتب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في بيان «نؤكد استعدادنا التام للدفاع عن تجربتنا الديمقراطية وكرامة شعبنا وقدسية وطننا (...) اذا ما تعرض الاقليم والتجربة الكردستانية لأي اعتداء وتحت اية ذريعة». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن البيان ان «اقليم كردستان يرفض بقوة اتهامه بمساعدة عناصر حزب العمال الكردستاني». واكدت رئاسة اقليم كردستان العراق «نحن لسنا مع الاقتتال والعنف، بل مستعدون للتعاون التام، اذا ما اتبع الطرفان طريق الحل السلمي (...) واذا ما كانوا (الاتراك) يصرون على الحرب فنحن لسنا طرفا فيها ونرفض استدراجنا اليها».

واضافت: «نحن نرى، وتجارب السنوات الماضية اثبتت، ان هذه المسألة لا يمكن حلها عن طريق الحرب».

وكان البرلمان التركي وافق الاربعاء على توغل الجيش في شمال العراق للقضاء على حزب العمال الكردستاني الذي يشن هجمات على تركيا انطلاقا من قواعده الخلفية في تلك المنطقة. وتؤكد انقرة ان حوالي 3500 مقاتل من حزب العمال الكردستاني لجأوا الى هذه المنطقة ويتلقون الدعم من اكراد العراق. وهذا هو الرد الرسمي الاول الذي يصدر عن رئيس اقليم كردستان منذ نشوب الازمة.

من جهة اخرى، طالب المجلس الاعلى للاحزاب الكردستانية، حزب العمال الكردستاني «ألا يكون سببا في خلق العراقيل». وقال المجلس في بيان بعد اجتماع شارك فيه رئيس اقليم كردستان «نطالب حزب العمال الكردستاني بان يأخذ في الاعتبار وضع اقليم كردستان والا يكون سببا في خلق العراقيل».

ويضم المجلس الاعلى للاحزاب الكردستانية الحزبين الكرديين الرئيسيين بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني ومسعود بارزاني والاتحاد الاسلامي الكردستاني والجماعة الاسلامية والحزب الشيوعي الكردستاني. ودعا المجلس في بيانه تركيا الى «اللجوء الى الحوار والمباحثات في معالجة المشاكل».

الى ذلك، رفض مسؤول تركي أمس دعوة اكراد العراق الى محادثات مباشرة، مؤكدا ان انقرة تعترف ببغداد فقط كطرف محاور. وقال نائب رئيس الوزراء التركي جميل تشيتشك في حديث الى صحيفة «تودايز زمان» الناطقة باللغة الانجليزية «لا نتحدث مع المجموعات الكردية في العراق. الطرف الذي نتحادث معه هو الحكومة العراقية في بغداد ونناقش ما نريد مع ممثليها». واضاف ان «شمال العراق يشكل جزءا من العراق وعلى الاكراد العراقيين ان يمروا بادارتهم في بغداد ليتحدثوا الينا». وأعرب تشيتشك الناطق باسم الحكومة التركية، عن قناعته بان «حكومة بغداد ستنقل الينا ما يريدون قوله».

وكانت حكومة اقليم كردستان دعت اول من امس انقرة الى اجراء حوار مباشر معها، وقالت في بيان، انها «ترحب بحوار مباشر مع انقرة في كل القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين ومن ضمنها قضية حزب العمال الكردستاني». وقال البيان «نناشد اصدقاءنا وجيراننا الاتراك الامتناع عن اي عمل عسكري في العراق»، مشددا على ان «الاقليم لا يريد اي مواجهة مع تركيا (...) ونحن لن نسمح ولا نسمح بان تستخدم مناطقنا قاعدة لشن هجمات ضد جيراننا». ,واعلنت الولايات المتحدة معارضتها الشديدة لقيام تركيا بعمليات توغل عسكري في كردستان العراق، المنطقة الوحيدة في العراق التي تشهد استقرارا نسبيا.

الى ذلك انتقدت مجموعة اليسار الأوروبي الموحد داخل المؤسسة التشريعية الاوروبية، موافقة البرلمان التركي على تدخل الجيش في شمال العراق. وقال بيان صدر في بروكسل عن المجموعة، «إن استعمال القوة ضد عناصر حزب العمال في شمال العراق، يهدد بفتح جبهة أخرى، وبالتالي فرض سيناريوهات جديدة في الشرق الأوسط». وقال البيان: «ان هذا الامر يطرح تساؤلات جدية حول الديمقراطية التركية الهشة أصلاً، إذ ان ما جرى في تركيا يعطي انطباعا بأن انتخاب عبد الله غل لرئاسة الجمهورية قد تم مقابل إعطاء الموافقة للجيش للتدخل في شمال العراق».

وطالبت المجموعة اليسارية من الاتحاد الاوروبي، بإقناع تركيا بالتفاوض حول الحل الأمثل لمشكلة الأكراد، وقالت «إن الاعتراف بالحقوق الثقافية والسياسية والفكرية للأكراد هو الطريق الأمثل لحل المشكلة وليس العنف». وتضمن البيان تهديد المجموعة البرلمانية اليسارية بوقف التفاوض مع انقرة، وقال «على الاتحاد الأوروبي أن يعلق مفاوضات انضمام تركيا للمنظومة الموحدة، في حال أصرت أنقرة على موقفها ورغبتها التدخل في شمال العراق».