جبهة التوافق تطالب بالتراجع عن إعدام سلطان هاشم أحمد

ضباط سابقون يستهجنون المزاعم عن «عمالة» وزير الدفاع العراقي السابق لأميركا

TT

دعت جبهة التوافق العراقية (ائتلاف احزاب سنية) أمس الى التراجع عن قرار تنفيذ حكم الاعدام بحق وزير الدفاع الاسبق سلطان هاشم احمد، المتوقع اعدامه مع ثلاثة من مسؤولي النظام السابق خلال الايام القليلة المقبلة، بتهمة الابادة الجماعية ضد الاكراد.

وصادقت هيئة التمييز التابعة للمحكمة الجنائية العراقية العليا مطلع الشهر الماضي على حكم الاعدام بحق سلطان هاشم احمد وعلي حسن المجيد وحسين رشيد التكريتي، الذين كان يجب ان يتم اعدامهم شنقا في غضون مهلة شهر انتهت في الرابع من اكتوبر (تشرين الاول). وقد شكل رئيس الوزراء نوري المالكي لجنة للنظر في الحالة القانونية في تنفيذ الحكم، بعدما تأجل التنفيذ بعد جدل في القانون.

وقال عدنان الدليمي رئيس الجبهة، في البيان الذي اوردته وكالة الصحافة الفرنسية، «على الحكومة العراقية احترام واجلال الضباط العراقيين المعروفين بالوطنية والشجاعة، الذين قضوا زمنا طويلا في الذود عن الوطن». واضاف «لا يحق للحكومة ان تحاكم رجال العراق لدفاعهم عن العراق ولاشتراكهم في الحرب العراقية الايرانية، فالواجب هو تكريم كل من دافع عن العراق وكل من وقف بوجه المعتدين والطامعين والغزاة». واعتبر الدليمي المحاكمات التي تجرى للضباط والقادة السابقين، انها محاكمات سياسية وغير قانونية، ووصفها بانها «اقتصاص من الوطنيين نيابة عن العدو».

وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد اعرب عن معارضته الشديدة لاعدام وزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم. وقال «هذا الرجل لا يستحق الاعدام. كان ضابطا عراقيا قديرا وممتازا، نفذ الاوامر الصارمة من صدام حسين، وهو عسكري لم يكن يستطيع مخالفة الاوامر». من جهة اخرى، استهجن ضباط كبار في الجيش العراقي السابق تقارير روجت ضد وزير الدفاع السابق واتهمته «بالعمالة إلى أميركا». ووصف الضباط السابقون تلك التقارير التي بثتها وسائل إعلام وصحف بأنها «باطلة وجزء من حملة شعواء للإساءة إلى تاريخ الجيش العراقي السابق».

واعتبر ثلاثة من كبار الضباط السابقين، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن سلطان هاشم احمد «مثال للعسكرية والإخلاص للوطن». ويقول أبو محمد وهو ضابط برتبة لواء ركن: «إن ما يروج الآن ضد سلطان هاشم احمد في وسائل الإعلام عن عمالته لأميركا هو محض افتراء، القصد منها تشويه الصورة المثالية التي يحظى بها عناصر الجيش العراقي وقدرتهم العسكرية وفدائيتهم وإخلاصهم لوطنهم، وأن هذا الرجل كان مثالا للجندية الحقة وذا تربية مزدوجة عسكرية وعائلية قل نظيرها».

ويرفض العميد الركن عبد الله حسين جبارة، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي، ويعمل حاليا نائب محافظ صلاح الدين، التهم التي تروج ضد وزير الدفاع السابق وقال: «أجزم أن أي اتصال بينه وبين الأميركيين لم يحصل، سوى بعد دخول الاحتلال إلى بغداد، وهو ما هيأه لتسليم نفسه للقوات الأميركية، أما غيرها فلم تسجل حالة خيانة». ويقول جباره: «كنت على علم بالاتصالات التي أجرها الأميركيون مع هاشم لتسليم نفسه، وأنا ما زلت اعتبر هذا الضابط مثالا للعسكرية العراقية التي حققت نجاحات كبيرة في ميدان العلوم العسكرية، سواء على مستوى المعارك أم على مستوى الابتكار والتخطيط والتنفيذ والضبط العسكري، التي أذهلت القوى المعادية التي عملت على حل الجيش العراقي ومن ثم الإساءة إلى رموزه».

ويقول اللواء الركن أحمد يوسف أحمد، وهو أحد آمري قوات المدفعية في الجيش السابق: «لقد عملت مع سلطان هاشم أحمد وكان قائدا ميدانيا فذا وإنسانا يتفقد جميع احتياجات الجندي ويتوقف كثيرا عند أبسط الأشياء».