موسى أبو مرزوق لـ«الشرق الأوسط»: لقاءات تجري بين قادة حماس وكوادر من فتح

قال إن بعضها تم في غزة والضفة الغربية وبيروت بشكل غير رسمي

TT

كشف الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عن لقاءات غير رسمية تجري في غزة والضفة الغربية وبيروت بين كوادر في حركة فتح وقياديين من حماس غير أنه وصف تلك اللقاءات بأنها «لقاءات ذات طابع دون المستوى الرئيسي في الحركتين وبشكل غير علني، وأحيانا تكون اللقاءات معمدة (بمباركة) من أطراف فتحاوية وأحيانا غير معمدة من أطراف فتحاوية».

وعن السبب في عدم حدوث أي لقاءات على مستوى القيادة بين الحركتين الرئيسيتين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال أبو مرزوق إن «استمرار الوضع على ما هو عليه يرجع إلى قرار الإخوة في فتح بعدم اللقاء»، مشيراً إلى أن هذا القرار يؤدي (بالإخوة في فتح إلى) أن يسرعوا إلى نفي أي لقاء يتم، حتى ينسجموا مع قرارهم.

وعن الدعوات العربية أو الدولية للحوار بين الحركتين قال أبو مرزوق إن أطرافاً عربية شعبية ورسمية حاولت تقريب وجهات النظر وفتح حوارات، وأن أطرافاً أخرى أُقفل الباب في وجهها منذ البداية، ولم تصل لنتيجة بعد، إضافة لـ«اتحاد البرلمانات العربية»، و«منظمة المؤتمر القومي العربي والإسلامي» و«مؤتمر الأحزاب العربية مجتمعة»، ونرجو أن تستمر هذه الجهود.

وعن السبب الذي يعتقد أنه وراء رفض فتح الحوار، وعن ما إذا كان الأمر يرجع إلى ما يقول الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية، تعرضه لمحاولة اغتيال من حماس، قال أبو مرزوق: إذا كان التشدد نابع من حادث (محاولة) الاغتيال، فهو (أبو مازن) أول من يعلم بأنها حادثة وهمية، ويعلم أن الأنفاق التي صورت في شمال قطاع غزة مجهزة لمواجهة الاجتياحات الإسرائيلية وليست لاغتيال شخصيات أياً كانت، فما بالك حين يكون على رأس السلطة.

وردا على اشاعات تتحدث عن لقاءات بين حماس والإسرائيليين، اتهم أبو مرزوق فتح بـ«إنزال حملة من الأكاذيب عبر وسائل الإعلام المختلفة»، عن لقاءات مزعومة لحماس مع الإسرائيليين، نافياً حدوث ذلك. وفيما يتعلق بالتنسيق على مستوى ما يهم المتطلبات اليومية للمواطن الفلسطيني في غزة، أضاف أبو مرزوق أن إسرائيل أغلقت المعابر، وتقوم بتقنين كل ما يتعلق بالأساسيات في قطاع غزة من غذاء وكهرباء ومياه، ويتم التعاطي مع تلك الأساسيات بين الإسرائيليين ووكلاء لهم في غزة، وليس عبر الحركة، وللإسرائيليين وكلاء للبنزين وللسولار ومدير لشركة الكهرباء وما إلى ذلك وعن طريقهم تتم المعاملات.

ونفى ابو مرزوق قائلا إن..«وجود سياسة لدينا تحظر اللقاء مع الاميركيين والأوروبيين، بل نحن نرحب باللقاءات معهم، ولا ننكر دور الولايات المتحدة في المنطقة وان كنا نخالفها الرأي، ونحن لا نرفض اللقاءات مع السياسيين الاميركيين، ولكن الاميركيين يستخدمون غيرهم لتوصيل رسائل إلينا، واستجلاب إجابات لأسئلة، لأن القانون الأميركي يمنعهم من اللقاءات المباشرة (مع حماس)».

وعن رؤيته للمحادثات الأخيرة التي جرت بين أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت، تمهيداً لإعلان وثيقة مشتركة بينهما، قال أبو مرزوق إن رئيس السلطة الفلسطينية لو سُئل هذا السؤال سيجيب بأنه لن تخرج وثيقة مشتركة تتعرض لقضايا الحل النهائي أو تتعلق بكينونة الدولة الفلسطينية حسب رؤية (الرئيس الأميركي) جورج بوش. واضاف ابو مرزوق إن مباحثات أبو مازن وأولمرت هي «مباحثات تحت ضغط (وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا) رايس ولن يخرج منها الكثير من الزبدة»، لضعف أولمرت، حيث لا تتيح له شعبيته أن يلجأ إلى انتخابات مبكرة، لأنه سيخسرها.. وبالتالي لن تكون هناك اقتراحات جادة تصل إلى ما يريده أبو مازن. وقال إن الاجراءات التي يقوم بها أولمرت في الضفة الغربية، تؤكد عدم جدوى مباحثاته مع أبو مازن اذ استولت إسرائيل على 1100 دونم من احياء القدس الشرقية المتاخمة لمستوطنة معاليه ادوميم، وزادت من الحواجز العسكرية داخل الضفة الغربية من 560 إلى 640 حاجزاً. ولم تفرج سوى عن بضع مئات (أقل من 300) من الأسرى الفلسطينيين جميعهم من ذوي الأحكام المخفضة والمنتهية مدة أحكامهم والموقوفين ومن فتح حصراً. وقال إن «القراءة على الأرض متوافقة مع القراءة السياسية، ومؤداها عدم قدرة أولمرت على رسم صورة للحل مع أبو مازن قبل مؤتمر الخريف».