ساركوزي يؤكد دعمه للمغرب في المجال النووي المدني

العاهل المغربي يصف مشروع الاتحاد المتوسطي بالجرأة وبعد النظر

الملك محمد السادس والرئيس ساركوزي خلال مأدبة العشاء التي أقامها العاهل المغربي على شرف ضيف المغرب (لين ماب)
TT

أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس التزامه التام بمساعدة المغرب في المجال النووي المدني. وقال أمام رؤساء شركات فرنسيين ومغاربة في أحد الفنادق الكبرى بمراكش، في آخر يوم من زيارته الرسمية للمغرب: «أتمنى ان يقدم المغرب على الخيار النووي المدني الفرنسي»، متسائلا: «من يمكن أن يتصور ان يتم ذلك بدون التزام تام من جانب الملك، والتزام تام من جانب رئيس الدولة؟». وتابع «من الواضح أنه خيار سياسي واقتصادي مهم جدا بالنسبة لكم كرؤساء شركات. تصوروا أن يصبح المغرب غدا أول بلد عربي يحصل على الطاقة النووية المدنية». وتابع قائلا: «تصوروا ما يمكن أن يعنيه الأمر للعالم بأسره، ان يتجهز المغرب بمصنع لتحلية مياه البحر يعمل بمفاعل نووي، ما يمكن أن يعني الأمر بالنسبة للاستقرار وللاستثمارات في العالم بأسره، أن يحصل بلد على محطة نووية لإنتاج الكهرباء».

وكان مصدر مقرب من ساركوزي قد افاد قبل ظهر أمس، بأن فرنسا والمغرب سيوقعان خلال أسابيع على اتفاق اطار للتعاون على الصعيد النووي المدني. وقال المصدر ان ممثلا عن ساركوزي وآخر عن الملك محمد السادس سيباشران التفاوض بشأن هذا الاتفاق الإطار، اعتبارا من الأسبوع المقبل.

وكان الرئيس ساركوزي قد دعا الليلة قبل الماضية قادة دول البحر المتوسط إلى عقد قمة حول مشروع اتحاد متوسطي في يونيو (حزيران)المقبل بفرنسا. وقال ساركوزي إن كل قادة الدول المشاطئة بمن فيهم الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت سيدعون إلى القمة. ودعا ساركوزي أيضا الدول غير المشاطئة للمتوسط للمشاركة في القمة كمراقبين.

ومن جانبه، قال هنري غينو، مستشار الرئيس ساركوزي، الذي كلفه مهمة التحضير للقمة المتوسطية لـ«الشرق الأوسط»، إنه سيبادر قريباً جداً في القيام بجولة على كل الدول المعنية لبلورة جدول أعمال القمة، «بحيث لا يسود شعور بأنه جدول أعمال فرنسي ولتغليب العمل الجماعي». وستدعى السلطة الفلسطينية والأردن والبرتغال إلى المؤتمر بصفة مشاركة، رغم عدم إطلالتها على المتوسط. ومن جهته، أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس في كلمة ألقاها بمناسبة مأدبة عشاء أقامها الليلة قبل الماضية بمراكش على شرف الرئيس الفرنسي، إن مشروع الاتحاد المتوسطي يتسم بالجرأة وبعد النظر، مؤكدا عزمه على أن يبحث مع الرئيس ساركوزي سبل إيجاد مقاربة متقدمة للشراكة المقترحة مع اعتماد أسلوب متجدد وتضامني للتعامل مع شتى الرهانات المطروحة على الفضاء المتوسطي. ونوه الملك محمد السادس بدعم فرنسا الفاعل للمبادرة المغربية بتخويل الصحراء حكما ذاتيا. وقال الملك محمد السادس إن المغرب، وإيمانا منه بالخيار المغاربي الوحدوي، ما فتئ يعمل على تجاوز الصعوبات، التي تعرقل تجسيد هذا المشروع المصيري، بالنسبة لدول المنطقة، مؤكدا أنه «ولهذه الغاية، عملت المملكة على تقديم مبادرة صادقة وشجاعة للتفاوض بشأن تخويل أقاليمنا الجنوبية نظام حكم ذاتي لإيجاد حل سياسي نهائي للنزاع المفتعل حول مغربية صحرائنا، وذلك برعاية الأمم المتحدة».