قادة الجيش يطلبون من باراك قطع الوقود والكهرباء عن غزة

الدفاع المدني الإسرائيلي يتدرب في مطار تل أبيب على مواجهة هجمات صاروخية محتملة

طفل فلسطيني يحتضن كيسا من المواد الغذائية حصلت عليه اسرته من مساعدات الاونروا لقطاع غزة امس (إ ب أ)
TT

أوصى الطاقم العسكري في رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي وفي وزارة الدفاع وزير الدفاع ايهود باراك والحكومة تطبيق خطة قطع الوقود والتيار الكهربائي والماء عن قطاع غزة وتقليص كميات الغذاء والدواء التي تدخلها إسرائيل.

وقرر الطاقم، الذي اجتمع برئاسة نائب وزير الدفاع، متان فلنائي، رفض طلب وزير الزراعة شالوم سمحون، استيراد المنتوجات الزراعية (توت أرضي وورود) من القطاع أو السماح بتصديرهما عبر إسرائيل إلى هولندا، كما رفض طلبه إدخال 4500 رأس من العجول (وافقوا على إدخال 1500 مقررة مسبقا، شرط أن يتم إدخالها بالتدريج).

وكان هذا الطاقم قد بدأ العمل في أعقاب قرار المجلس الوزاري الأمني المصغر، الشهر الماضي، الإعلان عن غزة كيانا معاديا. وطلب منه في حينه أن يعد قائمة توصيات للعمل ردا على إطلاق الصواريخ على معسكر جيش في النقب، أودى بحياة خمسة جنود.

وعقد الاجتماع، الليلة قبل الماضية عندما كان الفلسطينيون في غزة يمطرون البلدات الإسرائيلية بصواريخ القسام. ومع أن الفلسطينيين أعلنوا أنهم بادروا إلى هذا التصعيد ردا على «جريمة» اغتيال مبارك حسنات، نائب القائد العام للجان المقاومة الشعبية مساء أول من أمس، فإن الناطق الإسرائيلي اعتبرها تصعيدا خطيرا لا بد من أن يدفع الفلسطينيون ثمنه غاليا. وقال الناطق مبررا: «لا يعقل أن نعيش نحن في إسرائيل غير آمنين ويكون أهل غزة آمنين. ولا يعقل أن نقف مكتوفي الأيدي إزاء إطلاق الصواريخ علينا. فطالما يوجد مواطن واحد قلق في إسرائيل، لن يكون مواطن واحد آمن بغزة». وأضاف: «على الفلسطيني الصغير في غزة أن يدرك أن «حماس» لا يهمها أمره ولا أمنه، ولا يهمها سوى السلطة وما ينبع عنها من رأس مال شخصي». وقرر الطاقم المذكور تقديم التوصيات إلى باراك بالبدء فورا في الإجراءات الانتقامية ضد غزة وأهلها، ومنها: القطع التدريجي للبنزين (وليس المازوت، كونه يستخدم لسيارات الإسعاف والإطفائية)، والبدء بقطع الكهرباء لمدة ساعة أو ساعتين في كل يوم والتقنين في التزويد بالماء وتقليص كميات الأدوية والوسائل المساعدة للمستشفيات وكذلك المواد الغذائية.

وطلب الطاقم البدء فورا بتطبيق الخطة، حتى لا يضطر إليها خلال انعقاد مؤتمر أنابوليس. وقال مصدر مقرب انه إذا لم تنفذ هذه الإجراءات الآن فسيكون محرجا لإسرائيل تنفيذها في فترة المؤتمر. من جهة أخرى، وفي الإطار نفسه المسمى «مكافحة الإرهاب الفلسطيني»، نفذت قوات الدفاع المدني في الجيش الإسرائيلي تدريبات في مطار بن غوريون، لمواجهة خطر هجمة صاروخية مفاجئة من الضفة الغربية. وتم إشراك جميع شركات الطيران والطائرات المدنية والعسكرية والطواقم على اختلافها في هذا التدريب. وبضمن التدريبات، أعيدت طائرات مدنية قادمة إلى المطار لتهبط بشكل مؤقت في مطارات قبرص، وتم إخلاء المطار من المسافرين وحشرهم في الفنادق المحيطة، لإنقاذ أرواحهم.