كاليفورنيا تشهد أكبر حركة نزوح في التاريخ الحديث

بوش يزور الولاية المنكوبة اليوم وآمال بالسيطرة على الحرائق مع تراجع الرياح

TT

شهدت أمس ولاية كاليفورنيا التي تحترق لليوم الرابع على التوالي أكبر عملية اخلاء أشخاص في التاريخ الحديث حيث أجبر نحو نصف مليون شخص على ترك منازلهم والابتعاد عن المناطق التي تلتهمها النيران. ومع اعلان مصالح الارصاد الجوية بدء تراجع رياح «سانتا آنا» الساخنة التي تهب من الصحراء ابتداء من ظهر أمس، ارتفعت آمال رجال الاطفاء بالسيطرة على النيران بعد أن كانوا اعلنوا فقدان السيطرة عليها. ويتوجه الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم الى الولاية المنكوبة لتفقد الاضرار شخصيا، في زيارة اعتبرها البعض محاولة من الرئيس محو الصورة السلبية التي انطبعت في اذهان الاميركيين عندما تباطأت ادارته وهو نفسه في معالجة آثار إعصار كاترينا المدمر قبل سنوات. وطلب حاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شوارزنغر من بوش اعتبار حرائق الغابات في كاليفورنيا «كارثة كبرى» وهو ما يؤهل الولاية الحصول على دعم من الحكومة الفيدرالية. وفي اتصال آخر ابلغ شوارزنغر الرئيس الاميركي ان الوضع اصبح خارج السيطرة وان الولاية غير قادرة على التحكم في تداعيات اسوأ كارثة تعرفها. وبحسب احصائيات مبدئية، فقد تسببت الحرائق بتدمير نحو 1300 منزل وأجبرت ما يزيد عن نصف مليون شخص على ترك منازلهم التي تحولت في معظمها الى رماد، وأدت الى خسائر اقتصادية قدرتها حكومة الولاية بمئات ملايين الدولارات. وقال وزير الامن الداخلي مايكل شيرتوف إن التغيير في احوال الطقس سيمكّن رجال الاطفاء من إخماد ألسنة اللهب المدمرة. واضاف اثناء جولة وسط النازحين في ستاد في مدينة سان دييغو: «اذا تعاون الطقس يمكننا ان نحول المجرى». وتدفق امس آلاف من رجال الاطفاء من ولايات اخرى خاصة الولايات التي تقع غرب اميركا، بعد ان خرجت الكارثة عن سيطرة فرق الاطفاء في كاليفورنيا التي تعد واحدة من أكبر واغنى الولايات الاميركية. وساد الاحباط بين رجال الاطفاء قبل يومين عندما فشلوا في اقامة سواتر لعزل الامكنة التي توجد بها مساكن من وصول النيران اليها. وقال شيب برازر أحد المسؤولين في فرق الاطفاء إن حياة رجاله اضحت في خطر نظراً لقلة عددهم مقارنة بخطورة الحرائق، مطالبا بنشر المزيد من الطائرات للمساعدة في كبح السنة اللهب. وأضاف: وحتى يوم امس كانت تعمل ثماني طائرات في مكافحة الحرائق و90 طائرة هيلوكوبتر، في حين يتوقع ان تصل المزيد من طائرات الهيلوكوبتر قبل نهاية الاسبوع. واصيب حتى الآن 22 من رجال الاطفاء اصابات متوسطة في حين اصيب 24 اصابات بالغة، وأدت الحرائق الى مقتل خمسة اشخاص، بيد ان خسائرها المادية فاقت كل توقع.

ودحض أرنولد شوارزنغر الانتقادات التي تقول بعدم وجود فرق كافية منذ اندلاع النيران، مشيراً الى ان فرق الاطفاء انتشرت بسرعة كافية وبكامل معداتها من مدينة لوس انجليس (أكبر مدن الولاية) الى حدود كاليفورنيا مع المكسيك». واضاف: «كل من يقول بعدم وجود طائرات كافية يريد فقط ان يشتكي... والحقيقة انه يمكننا ان تكون لدينا كل طائرات العالم التي تعمل على إخماد الحرائق ونستطيع ان نحصل عليها (يقصد يستأجرها)، لدينا حالياً 90 طائرة اضافة الى ست طائرات قدمتها الحكومة الفيدرالية ولا يمكنها الطيران بسبب سرعة الرياح». وتعتبر هذه الحرائق هي الأخطر التي تشهدها ولاية كاليفورنيا بعد موجة الجفاف التي شهدتها هذه السنة. ووفقا لصور وكالة الفضاء ناسا، فإن الحرائق التي تجتاح كاليفورنيا هي من الضخامة بحيث أصبح من الممكن مشاهدتها من الفضاء.