المغرب: نقل نجل ولد هيدالة إلى سجن سلا في انتظار ترحيله لموريتانيا

نجل الرئيس الموريتاني السابق متهم بالتهريب الدولي لمخدر الكوكايين

TT

اتخذت السلطات القضائية في مدينة أكادير المغربية (جنوب) قرارا يقضي بنقل سيدي محمد ولد هيدالة، النجل البكر للرئيس الموريتاني الأسبق، محمد خونا ولد هيدالة، إلى سجن مدينة سلا المجاورة للرباط وذلك بعدما قضى أزيد من ثلاثة أشهر رهن الاعتقال في السجن المحلي لمدينة إنزكان بعد اعتقاله في أكادير، متلبسا بالتهريب الدولي لمخدر الكوكايين. وأكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن عملية ترحيل المتهم صحبة اثنين من شركائه الحاملين للجنسية الموريتانية، الى سجن سلا تمت بالفعل بداية الأسبوع الجاري، وذلك حتى يكون المتهم قريبا من الدوائر القضائية المغربية العليا، التي يحق لها بحكم القانون البت في شأن إمكانية ترحيله وشركائه الى موريتانيا، وذلك على اعتبار أن إجراءات الترحيل لا بد أن تشرف عليها وزارتا العدل في كل من الرباط ونواكشوط.

ويأتي قرار ترحيل ولد هيدالة بعد مرور بعض الوقت على تقديم السلطات القضائية الموريتانية مذكرة الى نظيرتها المغربية، في إطار ما يعرف بإجراءات الانتداب القضائي الدولي، تلتمس فيها تسليم المتهم صحبة شركائه قصد محاكمته أمام العدالة الموريتانية، التي تتهمه هي الأخرى بإدخال كمية من مخدرات الكوكايين عبر مطار نواذيبو (شمال)، والتي تمكنت السلطات من إحباطها بعدما تبادلت إطلاق النار مع المهربين الذين تمكنوا من الفرار إلى دولة إفريقية مجاورة.

وعقب إقدام السلطات الموريتانية على تحريك إجراءات التسليم، حل ثلاثة مسؤولين موريتانيين ينتمون لجهازي القضاء والأمن بالمغرب قبل حوالي شهر حيث أجروا لقاءات مع نظرائهم المغاربة حول إمكانية ترحيل المتهم.

وضم الوفد الموريتاني قاضي التحقيق لدى محكمة نواذيبو، ووكيل الجمهورية بها، إضافة إلى ضابط في جهاز الدرك الموريتاني. وباشر الوفد الموريتاني بعد حلوله بأكادير اتصالاته مع السلطات الأمنية والقضائية المغربية على الصعيد المحلي، إلا أنه بعدما قرروا الاستماع للمتهم ولد هيدالة امتنع هذا الأخير عن التجاوب معهم، وطالب بحضور محاميه قصد مؤازرته قبل أن يدخل في أي مفاوضات حول ترحيله.

وعزا مصدر قضائي سبب امتناع المتهم ولد هيدالة عن التحدث إلى ممثلي السلطات القضائية والأمنية في بلده إلى أنه تنبأ بأن محاكمته في موريتانيا ستكون جد صعبة وقاسية، نظرا لخطورة الأفعال التي تورط فيها سابقا حيث أفادت بعض المصادر أن المتهم اضطر رفقة بعض شركائه إلى استعمال السلاح الناري للإفلات من قبضة العدالة الموريتانية، حين تمكنت قوات الأمن في نواذيبو من إفشال محاولة إدخال كمية هامة من الكوكايين إلى موريتانيا في مايو (ايار) الماضي.

وإلى جانب سعي السلطات الموريتانية لتسلم المتهم ولد هيدالة، الذي أوردت العديد من وسائل الإعلام أنه يشكل موضوع مذكرة بحث على الصعيد الدولي من طرف الشرطة الدولية «أنتربول»، فإن السلطات البلجيكية معنية بدورها بقضية إلقاء القبض على ولد هيدالة حيث افادت بعض المصادر الأمنية أن شخصا يحمل الجنسية البلجيكية متورط معه في تهريب مخدر الكوكايين على الصعيد الدولي. وفي هذا الصدد، ذكر مصدر موثوق لـ«الشرق الأوسط» أن خمسة مسؤولين من جهازي القضاء والأمن في بلجيكا زاروا أخيرا مدينة أكادير، وأجروا لقاء مع قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بأكادير، مشيرا إلى أن هذا اللقاء له ارتباط بسقوط المتهم ولد هيدالة في قبضة العدالة.

ويشار إلى أن ولد هيدالة دخل إلى المغرب في منتصف يوليو (تموز) الماضي عبر مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، قادما من العاصمة المالية باماكو، حيث أدلى لسلطات المطار بجواز سفر مزور. وبعدما قضى فترة في مراكش حل بمدينة أكادير حيث ربط الاتصال مع مواطن مغربي معروف لدى السلطات الأمنية المغربية بتعاطيه تهريب السلع والسجائر، حيث توسط هذا الأخير له لإيجار شقة مفروشة بالمدينة ليتخذا منها مقر إقامة لهما. ومباشرة بعد ذلك شرعا في ربط الاتصال مع بعض الأشخاص ليتوصلوا بعد فترة زمنية قصيرة بكمية من مخدر الكوكايين يصل وزنها 18 كيلوغراما تم جلبها عبر أقاليم (محافظات) الجنوب المغربي، ليشرعا بعد ذلك في رسم خطة لترويجها في مدينة أكادير، إلا أن مصالح الأمن بالمدينة تمكنت من إلقاء القبض على المتهمين رفقة أشخاص آخرين، وتم حجز كمية المخدرات المزمع ترويجها.