حريق لبنان يتجدد من الشمال إلى الجنوب ووزير الداخلية لا يستبعد أن يكون مفتعلا

النيران تلتهم من جديد مساحات إضافية من أحراج الصنوبر والسنديان

TT

اجتاحت النيران من جديد لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية في حلقة اخرى من مسلسل النار الذي بدأ مطلع الشهر الحالي مخلفاً خسائر جسيمة في الاحراج والاشجار المثمرة، ادت الى انحسار الغطاء الاخضر في مناطق لبنانية عدة تمتد من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب. وكان اللافت هذه المرة موقف وزير الداخلية حسن السبع الذي لم يستبعد ان تكون «الحرائق مفتعلة»، معتبرا ان «الامتداد الجغرافي لهذه النيران يضع علامة استفهام رغم انه في هذين الشهرين تساهم الطبيعة في انتشار الحرائق». واستند في ذلك الى «وقائع معينة في هذا المجال».

وأفاد ان «اهالي بلدة عيون السمك في منطقة المنية (في الشمال) رصدوا دخانا يتصاعد من الجبل المواجه. فقصدوا المكان بغية اطفاء الحريق، لكن أطلقت النار في اتجاههم، ما ارغمهم على التراجع. ولم يخمد الحريق منذ بدايته. وهذا ما يعزز الشكوك بافتعال هذه الحرائق، علما انه في الحرائق السابقة التي اندلعت قبل ثلاثة أسابيع، أرسل الدفاع المدني أربعة خبراء وبعد الكشف الحسي تبين لهم ان الحرائق مفتعلة».

وفيما لم يسجل وقوع اصابات بشرية، أفادت التقارير الاولية ان هذه الكارثة التي تجددت أول من أمس قضت على مساحات شاسعة من احراج الصنوبر والسنديان، من شمال البلاد الى جنوبها وذلك بفعل ارتفاع الحرارة واشتداد سرعة الرياح. وقد شارك حوالي 5 آلاف عنصر من الدفاع المدني والجيش وقوى الامن الداخلي في مكافحة الحرائق. وقد وصل عددها الى 5 آلاف عنصر بحسب ما افاد السبع. واستعانت عناصر الاطفاء بطوافات الجيش نظرا الى ضخامة الحرائق ووعورة الطرق. كما تم استئجار صهاريج مياه من القطاع الخاص.

وفي ما يتعلّق بالرقعة الجغرافية التي طاولتها النيران، افادت التقارير امس ان النيران اجتاحت مثلث قرى ايطو ـ سبعل ـ كرمسدة في الشمال. وقد تمكن رجال الاطفاء من تطويق الحريق الذي اندلع مساء أول من امس بعدما هدد المنازل في كرمسدة. ولم تصل الطائرات الموعودة من قبرص. واقتصرت مكافحة النيران من الجو على طوافتين تابعتين للجيش اللبناني. وانضمت 6 فرق من الدفاع المدني في البقاع الى فرق الشمال. وتطوع اكثر من 100 شاب من القضاء للمساعدة. وعمل البعض على اخلاء المنازل المهددة بالنيران من سكانها. واتخذ ابناء سرعل الشمالية الاحتياطات اللازمة لمنع وصول الحريق الى البلدة. وفي قضاء البترون أخمد عناصر الدفاع المدني منتصف الثلاثاء ـ الاربعاء حريقا في بلدة الهري كان وصل الى حامات واتى على كروم الزيتون واشجار السنديان والشربين والصنوبر والعفص في احراج قرية معمرة. وشارك متطوعون من الدفاع المدني في قرى البترون وراسنحاش وبشعلة وطرابلس ودده في عمليات الاطفاء بمؤازرة طوافتين من الجيش اللبناني.

وجنوبا الى قضاء جزين التي نالت نصيبها من الكارثة، تجددت النيران في خراج بلدة صفاري في المنطقة بعدما جهد الدفاع المدني والمروحيات وعناصر الجيش اللبناني في اخماد النيران التي قضت على مجموعة من احراج السنديان والاشجار البرية. وتستمر محاولات الاطفاء التي تعترضها سرعة الهواء ووعورة الطرق ودوي قذائف مدفعية من مخلفات الحرب. وصباح امس شب حريق في خراج بلدة الميدان ـ مشموشة في قضاء جزين وتدخلت سيارات الدفاع المدني بالتعاون مع مروحيات الجيش اللبناني وعناصره. وقد اتت النيران على مساحات شاسعة من اشجار الصنوبر والسنديان. كما اندلع حريق آخر في اطراف بلدة جزين. وتدخلت سيارات الاطفاء لمحاصرته.

وأفاد مندوب الوكالة الوطنية في تبنين ان حريقا كبيرا شب قبل ظهر امس في الاحراج بين بلدتي ياطر وبيت ليف الحدوديتين، وما زال مستمرا ويعمل عناصر الدفاع المدني على اخماده. وقد افاد تقرير صادر عن قيادة الجيش ان الحرائق اتت على 916 دونما من الاعشاب اليابسة والاشجار الحرجية والمثمرة وان النيران ما زالت مشتعلة في عدد من المناطق.

هذا، وتحدث الوزير السبع عن طائرات قبرصية للمساعدة في اخماد النيران. وأوضح ان «الانتشار الجغرافي الواسع للحرائق وفي وقت محدد في مناطق عدة يترك أكثر من سؤال» آملا في ان «يصار الى معالجة الحرائق اليوم (امس) مع وصول الطوافات القبرصية لمساندة طوافات الجيش اللبناني والكشف عن الفاعلين او مفتعلي هذه الحرائق وإحالتهم على القضاء المختص». وقال: «بالنسبة الى الحرائق السابقة، كلفنا قوى الامن الداخلي التفتيش عن دليل عبر المخاتير والبلديات. وكذلك الاستماع الى (شهادات) المواطنين». معتبرا ان «الخطورة هي في اندلاع الحرائق ليلا. والخبراء يقولون ان شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (اكتوبر) وحتى منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) هي الأخطر. وهذا ما نحاول معالجته».