النخب الثرية تكتشف هواية جديدة في اقتناء اليخوت

للذين يقولون إنهم تقاعدوا لكنهم ليسوا كذلك

TT

القوارب التي يبلغ طولها ما يزيد على 100 قدم يمكن ان تعبر المحيطات ويبدأ ثمنها من 15 مليونا ويصل الى اكثر من 100 مليون دولار. من سياتل الى ميامي، ومن ألمانيا الى البرازيل، بدأت طلبات شراء اليخوت الخاصة تنهال على الشركات من النخبة الثرية. ويطلب هؤلاء قوارب حديثة مصنعة حسب المواصفات التي يطلبونها ومزودة بأحدث تقنيات الاتصالات. ويقول وسطاء ومسؤولون في مصانع انتاج مثل هذه اليخوت ان تكلفة تشغيلها وصيانتها مرتفعة للغاية وتصل الى حوالي 15 بالمائة من سعرها. وقال غلين كوات، رئيس «مونيتر غروب»، وهي مجموعة اميركية في ماكلين بولاية فيرجينيا متخصصة في إدارة الثروات، ان هذا النوع من القوارب ليس للذين بلغوا سن الستين وقررا التقاعد وامتلاك قارب يقضون على متنه ساعات اليوم، وإنما للذين لديهم نمط حياة محدد ومجموعة من المهام والأعمال. وأضاف انها للذين يقولون انهم تقاعدوا لكنهم لم يتقاعدوا بالفعل، وأيضا للذين يودون ان يكونوا على اتصال مع الآخرين. هذا النوع من قوارب الأثرياء مزود بأحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا في الأقمار الصناعية والاتصالات، ومعظمها في واقع الأمر عبارة عن مكاتب عائمة او مراكز مؤتمرات. وبوسع هذه القوارب الإبحار الى أي مكان في العالم ويمكن استخدامها كمنتجع ومركز عمل. وجاء في مجلة «شوبوتس انترناشونال» التجارية ان هناك ما يزيد على 900 يخت يزيد طولها على 80 قدما تم بناؤها هذا العام، أي حوالي 125 بالمائة مقارنة بالعدد الذي انتج عام 2006. وتقول جيل بوبرو، رئيسة تحرير مجلة «شوبوتس انترناشونال» ان نصف هذه القوارب شيد لأشخاص تقاعدوا او مقبلين على التقاعد. وهناك ما يزيد على 7000 من اليخوت الكبيرة التي يزيد طولها على 80 قدما تجوب محيطات العالم. كما ان غالبية اليخوت التي يزيد طولها على 150 قدما يمتلكها أميركيون. وتضيف جيل بوبرو ان من يمتلكون قاربا من هذا النوع يتمتعون بحرية حركة كاملة لأن العالم يصبح في متناول الشخص وهو داخل القارب الذي يحتوي على كل شيء، كما اشارت ايضا الى التمتع بالخصوصية والأمان، كما انه، على حد تعبيرها «نافذة على العالم ويحتوي على كل الاشياء التي يريدها الشخص بالطريقة التي يرغب، إنها عالم يحتوي على كل شيء داخله». وكانت دينيس ريتش، الشخصية الاجتماعية المعروفة في نيويورك، قد اقامت حفلا هذا الشهر في مرسى «باتري بارك سيتي» لليخوت لاستقبال اصدقائها على متن يختها الجديد «ليدي جوي» (157 قدما)، الذي سيكون في منطقة البحر الابيض المتوسط خلال فصل الصيف وفي منطقة البحر الكاريبي خلال فصل الشتاء. وقالت دينيس انها ظلت على مدى سنوات تستأجر اليخوت وانها عرفت ما تريد عندما اشترت يختها الأول، الذي كان يحتوي على استديو موسيقى وسبع غرف، لكنها كانت في حاجة الى مساحة أكبر وهذا ما دفعها الى شراء اليخت الجديد. وقالت دينيس، التي تعتزم القيام برحلات على متن يختها الى كل من كرواتيا وروسيا وألاسكا، انها تستخدمه ايضا في بعض النشاطات الخاصة بمؤسسة خيرية لأبحاث السرطان اسستها عقب وفاة ابنتها غابرييلا ريتش أواد بمرض سرطان الدم. وقالت ان المؤسسة الخيرية يمكن ان تستخدم اليخت لإقامة المناسبات الخاصة بجمع التبرعات لدعم المؤسسة الخيرية. ويلاحظ ان عدد المتقاعدين الأثرياء قد ازداد بصورة كبيرة وازدادت تبعا لذلك تكلفة ودرجات تطور اليخوت. وكان يعتبر اليخت «هايلاندر» (150 قدما)، الذي تملكه اسرة فوربز عام 1986 الأكبر من نوعه والأكثر فخامة. إلا ان «هايلاندر» الآن يعتبر من اليخوت المتوسطة الحجم مقارنة بيخوت يبلغ طولها 452 ومؤلفة من سبعة طوابق مثل «رايزينغ صن» الذي انتجته العام الماضي شركة ألمانية للاري اليسون، 63 سنة، مؤسس «اوراكيل كوربوريشن» ومديرها التنفيذي وواحد من أثرى اثرياء العالم. وتعتبر سياتل واحدة من المدن التي يقصدها اصحاب اليخوت، حيث تقوم شركة «دلتا مارينز انداستريز» بتصميم وبناء اليخوت طبقا للمواصفات التي يطلبها الزبائن، وتنتج في العام يختين بطول 120 قدما او اكثر، كما انها انتجت العام الماضي يختا بطول 240 قدما لثري اميركي لم يعلن عن اسمه، وهو اكبر يخت يتم تصنعيه في الولايات المتحدة منذ عقد الثلاثينات من القرن الماضي حتى الآن. وتستغرق عملية بناء اليخت من البداية وحتى النهاية حوالي عامين في «دلتا مارينز انداستريز»، وتوجد الآن اربعة يخوت، يتراوح طولها بين 123 قدما، في مختلف مراحل البناء في حوض الشركة الخاص بعمليات التشييد. ورفضت ميشيل جونز، 32 سنة، مديرة التسويق بالشركة وابنة مؤسسها، الإفصاح عن الاسعار التي تفرضها «دلتا مارينز انداستريز» على يخوتها، إلا ان تقديرات الوسطاء ومصادر اخرى تشير الى ان الأسعار تتراوح بين 20 و50 مليون دولار. وتقول ميشيل ان كثيرا من الاثرياء المتقاعدين يرون ان امتلاك يخت هو افضل وسيلة لقضاء الوقت مع الاسرة، وقالت ان هذه اليخوت توفر الخصوصية والأمان وتوفر مساحة لخصوصية الجميع.

*خدمة «نيويورك تايمز»