الأمير سلطان: زيارتي للكويت لتبادل الرؤى في ظل المخاطر التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية

جلسة مباحثات بين أمير الكويت وولي العهد السعودي تتناول المستجدات والوضعين الفلسطيني والعراقي

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال استقباله الأمير سلطان بن عبد العزيز ويظهر في الصورة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمس (واس)
TT

أكد الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، أن زيارته الرسمية لدولة الكويت، والتي بدأت أمس، تأتي في إطار التواصل والتشاور بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، «وامتدادا للقاءات المتبادلة بين الأشقاء في البلدين اللذين تجمع بينهما علاقات وثيقة وصلات راسخة وتاريخ مشترك صنعه الآباء والأجداد وحافظ عليه الأبناء من بعدهم».

وأكد في تصريح أدلى به أمس، بعد وصوله الكويت، أن علاقات البلدين «نموذج يحتذى بين الأخوة والأشقاء وتزداد مع مرور الزمن ثباتا وقوة، وتحظى اليوم برعاية كريمة وعناية بالغة من لدن خادم الحرمين الشريفين والشيخ صباح الأحمد الصباح، وحرص منهما على تعزيز هذه العلاقات وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة لبلدينا الشقيقين وتعزيز مسيرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واستمرار التشاور وتبادل الرؤى وخاصة في هذه الظروف التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية بما يجنب منطقتنا المخاطر ويحقق مصالح أمتنا العربية والإسلامية».

وأعرب عن سعادته بتلبية دعوة أمير الكويت، وعن سروره بأن يكون بين أهله واخوانه في بلده الثاني الكويت، موضحا أنه ينقل تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين للقيادة ولشعب الكويت الشقيق. وقد عقد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والأمير سلطان بن عبد العزيز، جلسة مباحثات رسمية في قصر بيان في الكويت بعد ظهر أمس.

وجرى خلال الجلسة بحث آخر مستجدات الأوضاع على الساحات الخليجية والعربية والإسلامية والدولية وخاصة القضية الفلسطينية والوضع في العراق بالإضافة إلى استعراض آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.

وحضر الجلسة من الجانب السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير خالد بن سعد بن فهد، والأمير سطام بن سعود بن عبد العزيز. وحضرها من الجانب الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي عهد الكويت، ورئيس مجلس الأمة جاسم محمد الخرافي، والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نائب رئيس الحرس الوطني، والشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء. كما أقام الشيخ صباح الأحمد الجابر في قصر بيان بعد ظهر أمس حفل غداء تكريما للأمير سلطان.

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز قد وصل في وقت سابق أمس إلى دولة الكويت في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، حيث كان في استقباله في مطار الكويت الدولي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وأجريت لولي العهد السعودي مراسم استقبال رسمية، وكان في استقباله عند سلم الطائرة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي عهد الكويت، ورئيس مجلس الأمة جاسم محمد الخرافي، والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نائب رئيس الحرس الوطني، والشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، والشيخ جابر المبارك الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ووزير الدفاع، والشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح وزير شؤون الديوان الأميري، والشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء فيصل محمد الحجي بوخضور، والشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح رئيس جهاز الأمن الوطني رئيس بعثة الشرف، والشيخ علي جراح الصباح نائب وزير شؤون الديوان الأميري، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت الدكتور عبد العزيز إبراهيم الفايز.

إثر ذلك قدم طفلان باقات الورود لولي العهد، كما تم عزف السلام الملكي السعودي والسلام الوطني الكويتي استعرض بعدها الأمير سلطان بن عبد العزيز، يرافقه ولي عهد الكويت، حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، ثم صافح كبار مستقبليه من الوزراء والمستشارين والمحافظين وكبار مسؤولي الدولة وعميد السلك الدبلوماسي لدى الكويت وأعضاء السفارة السعودية، بعد ذلك توجه ولي العهد يرافقه ولي عهد الكويت الى قاعة التشريفات الاميرية في المطار حيث كان في استقباله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي عانقه مرحبا به وبمرافقيه في دولة الكويت، وبعد استراحة قصيرة في قاعة التشريفات صحب أمير دولة الكويت ولي العهد في موكب رسمي الى المقر المعد لإقامته في قصر بيان. ويرافق ولي العهد في زيارته لدولة الكويت وفد يضم الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وعددا من الأمراء.

من جهته وصف الدكتور عبد العزيز الفايز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز للكويت بأنها زيارة الشقيق لأشقائه توثيقا للعلاقات الثنائية المميزة بين الدولتين الشقيقتين، وامتدادا للزيارات المتبادلة لقيادات المملكة والكويت.

وأوضح أن الزيارة تأتي في إطار تأكيد العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في جميع المجالات، والتي أصبحت أنموذجا للعلاقات الثنائية بين الدول. وقال «سيكون للثقل السياسي الكبير لولي العهد وما يتمتع به من خصال كريمة وخبرات متراكمة في المجالات السياسية والعسكرية والإنسانية الأثر الكبير لإنجاح هذه الزيارة».

وأضاف «إن ما تتمتع به المملكة من أهمية على المستويين العربي والإسلامي ومكانتها لدى قيادة وشعب الكويت يجسد الدور الكبير في استمرار سير العلاقات المميزة في مسارها وبما يفيد الدولتين وشقيقاتهما في دول مجلس التعاون الخليجي في ظل دعم وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وأخيه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت». وبين الدكتور الفايز أن الزيارة «تأتي والعلاقات بين البلدين في أوج ازدهارها مجسدة بذلك عمق الروابط التاريخية بينهما، ومعبرة عن عزيمة مشتركة تعمل على تدعيمها في مرحلة تشهد متغيرات إقليمية كثيرة تتطلب عملا ثنائيا وخليجيا مشتركا مثلما تتطلب تضامنا عربيا لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمن الخليجي والأمن العربي في هذه المرحلة المهمة من تاريخنا», مشيرا إلى ما تمثله المملكة ودولة الكويت من دور رائد في مسيرة العمل الخليجي والعربي المشترك.

وقال «إن التطابق في وجهات النظر السعودية والكويتية في مجال السياسة الخارجية يبدو واضحا في تعاملهما مع الأوضاع في العراق وفلسطين ولبنان، إذ أن الدولتين تنطلقان من ثوابت عربية وإسلامية وإنسانية. وفي مجال العلاقات الثنائية تعمل الدولتان على التعاون المشترك من خلال برامج التعاون في كل الميادين السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية». وبين السفير الفايز أن الزيارة تأتي «لتزيد خصوصية العلاقات السعودية ـ الكويتية وتمنح الجميع فرصة للتعبير عن المشاعر الحقيقية النابعة من القلوب والمعبرة عن الصلات الوثيقة بين القيادتين والشعبين الحميمين».