اجتماع ثلاثي للقيادات الصومالية في جدة لاستكمال الجهود السعودية لتحقيق المصالحة

الرياض تسعى لاحتواء الخلاف القائم بين الرئيس ورئيس حكومته

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مسؤول صومالي رفيع، أن اجتماعا ثلاثيا، سيلتئم غدا الجمعة فيما يبدو للزعامات الصومالية، تحت رعاية السعودية في مدينة جدة الساحلية، استكمالا لجهود المصالحة التي بدأها الملك عبد الله بن عبد العزيز في سبتمر (أيلول) الماضي.

وقال علي حسن مستشار رئيس الوزراء الصومالي للعلاقات العربية والإسلامية، إن رئيس الحكومة، وصل إلى جدة أمس، تلبية للدعوة السعودية الرامية إلى استكمال جهود المصالحة في مقديشو، وتوقع في ذات السياق أن يصل اليوم، الرئيس الصومالي عبد الله يوسف، ورئيس البرلمان ادن مادوبي للهدف نفسه.

وذكر المسؤول الصومالي أن الهدف من الدعوة السعودية هو «احتواء الخلاف المحتدم الذي طرأ بين الرئيس ورئيس الحكومة». واضاف «ليس هناك ما يستعصي حله في هذه الخلاف القائم» مبديا توقعه بأن التواترات القائمة ستخف كثيرا، إثر هذا اللقاء.

وتحث الحكومة السعودية كافة الأطراف الصومالية على العمل، لما يخدم المصلحة الصومالية العليا، ووفقا لما ذكره مستشار رئيس الوزراء الصومالي بأن هناك إصرارا من رئاسة الحكومة على استكمال المصالحة الوطنية، حتى مع متشددي المحاكم الإسلامية في الصومال، وقال «ان رئيس الوزراء محمد علي كيتي نجح فعلا في احتواء بعض ما يحدث».

ويسعى رئيس الوزراء الصومال بحسب مستشاره، إلى إحداث توازن في السياسة الخارجية، وبخاصة مع المحيط العربي، والإسلامي، في الوقت الذي يجد هذا الأمر امتعاضا من قبل بعض الأطراف الصومالية.

كما تأتي الدعوة السعودية التي وجهت الى الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان قبل مناقشة بين أعضاء البرلمان بشأن متى تنتهي ولاية رئيس الوزراء محمد علي كيتي التي تبلغ مدتها 30 شهرًا.

وفي وقت سابق وصل رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي الى أديس أبابا امس في زيارة هي الثانية له في غضون اسبوعين، فيما وصل الخلاف بينه وبين الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد ذروته بعد توصل البرلمان الصومالي الي قرار ببدء النقاش حول الخلافات بين الرجلين.

وقال مصدر صومالي في اديس ابابا إن الحكومة الإثيوبية طلبت من جيدي الحضور إلى إثيوبيا في أسرع وقت ممكن كمحاولة أخيرة لحل الأزمة بينه وبين رئيسه. وأشارت إلى أن اثيوبيا كدولة صديقة للصومال ومقربة من المسؤولين الصوماليين، وبالأخص الرئيس عبد الله يوسف، لم تكن راضية عن التصريحات التي ادلى بها جيدي عقب عودته إلى مقديشو بعد زيارة له استغرقت اربعة أيام في أديس أبابا والتي دعا فيها مواطني مقديشو إلى الدفاع عن أنفسهم ضد من اتهمهم بقتل المدنيين وإجبارهم على النزوح من منازلهم وذلك بالتخفي في زي القوات الحكومية. وأرسلت إثيوبيا طائرة خاصة الى بيداوا (مقر البرلمان الصومالي) أقلت جيدي الى أديس أبابا حيث يجري مشاورات مكثفة مع قادة الحكومة الإثيوبية. وسبق لهؤلاء القادة الصوماليين ان وقعوا منتصف سبتمبر (ايلول) في جدة (السعودية) «اتفاقا» للمصالحة الوطنية منبثقا من مؤتمر المصالحة الوطنية في مقديشو الذي اختتم اعماله في 30 أغسطس (اب) من دون التوصل الى نتيجة ملموسة بعد ستة اسابيع من المداولات.

ودبت العداوة بين جدي ويوسف اللذين توليا السلطة بدعم اثيوبي في اواخر عام 2004 في محادثات سلام في كينيا منذ البداية تقريبا بشأن كيفية تقسيم المساعدات التي يقدمها المانحون. واتسعت هوة الخلافات في وقت سابق هذا العام عندما ايد كل من الرجلين مؤسسات مختلفة تهتم باستغلال الموارد النفطية المحتملة للبلاد. وتدخل وزير الخارجية الإثيوبي، سيوم مسفين، في يونيو (حزيران) من العام الماضي وتم التوصل الى حل وسط بين الطرفين، لكن عاد الخلاف مجددا بين الرجلين حول عدد من القضايا أهمها قانون النفط والغاز الذي من المقرر عرضه على البرلمان، واعتقال رئيس المحكمة العليا القاضي يوسف علي هارون المقرب من رئيس الوزراء، وما تبعها من إقالة المدعي العام الصومالي عبد الله طاهر بري المقرب هو الآخر من رئيس الوزراء، إضافة الى النزاع حول مصير مساعدات نقدية بنحو 40 ميلون دولار قدمتها جهات مانحة للحكومة الصومالية في الفترة الأخيرة.