فتفت لـ«الشرق الاوسط»: متفائل بنسبة 70 % والاتفاق يصبح «صعباً جداً» في الأيام العشرة الأخيرة

فيلتمان: واشنطن ترفض بقاء لحود في الرئاسة اللبنانية بعد انتهاء ولايته

TT

تسود الساحة السياسية اللبنانية حالة من الترقب الشديد، بانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات الداخلية على الخطين المسيحي ـ المسيحي والاسلامي ـ الاسلامي للوصول الى اتفاق يسهل اجراء الانتخابات الرئاسية قبل 14 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهو الموعد الذي قال عنه امس وزير الشباب والرياضة اللبناني احمد فتفت لـ«الشرق الاوسط» انه الاخير، لأنه بعد ذلك سيصبح من الصعب جداً الوصول الى اتفاق في الايام العشرة الاخيرة، التي تسبق انتهاء ولاية الرئيس الحالي.

وفي الاطار نفسه، تواصلت الحركة الخارجية المهتمة بانجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده. وقد استقبلت بيروت مبعوثاً جديداً هو الممثل الخاص للمملكة المتحدة الى الشرق الاوسط مايكل ويليامز، فيما اعلن السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان رفض الولايات المتحدة بقاء رئيس الجمهورية اميل لحود في بعبدا، بعد انتهاء ولايته، مشدداً على «الموقف الاميركي المتمسك بضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية ضمن المهل الدستورية».

وفيما تتواصل اجتماعات اللجنة الرباعية التي تضم ممثلين للقوى المارونية في الموالاة والمعارضة، في محاولة للوصول الى قاسم مشترك في موضوع الاستحقاق الرئاسي، يأخذ الحوار بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل» سعد الحريري اجازة قصيرة، مع سفر الاخير الى جدة في زيارة خاصة.

وقد اكد الوزير فتفت في حديث لـ«الشرق الاوسط» ان امكانية الاتفاق في الموضوع الرئاسي تبلغ 70 في المائة، مبرراً تفاؤله بعاملين اساسيين، هما لقاءات الرئيس بري والحريري واللقاءات المسيحية ـ المسيحية برعاية البطريركية المارونية. لكن فتفت رأى ان السؤال الاهم هو «هل نصل الى رئيس وتبقى الازمة؟» منبهاً الى «ان لبنان على حافة الهاوية ويمكن للامور ان تكون متفجرة اذا لم نصل الى اتفاق». ورفض الدخول في لعبة الاسماء «فليس اسم الشخص هو المهم، بل اذا كان الجميع يريدون الوصول الى حل أم لا». وقال: «اننا بحاجة الى رئيس ذي شخصية قوية وإلا فان المسيحيين سيشعرون بأنهم مهمشون»، معتبراً في الوقت نفسه انه «ليس المهم مدى تمثيله (الرئيس) في طائفته، بقدر اهمية الوصول الى رئيس قوي الشخصية يشعرهم بالاطمئنان».

واعرب فتفت عن اعتقاده بان 12 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل «هو اليوم الموعود لانتخاب الرئيس المقبل»، منبهاً الى انه بعد هذا التاريخ ستحصل المواجهة. وابدى شكه في امكانية الوصول الى اتفاق خلال الايام العشرة الاخيرة التي تسبق انتهاء ولاية رئيس الجمهورية. واشار الى ان لبنان يواجه 3 احتمالات هي: انتخاب رئيس من «14 آذار» أو انتخاب شخصية وفاقية أو المواجهة. وقال انه يفضل رئيساً من «14 آذار» مع اتفاق سياسي.وقد زار المبعوث البريطاني امس البطريرك الماروني نصرالله صفير، كما التقى وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وقال عقب لقائه صلوخ: «قطعت شوطا كبيرا خلال يوم واحد من المحادثات. وأنا متفائل. واعتقد ان هناك رغبة حقيقية في الوصول الى نتائج جيدة ومرشح يحظى بدعم توافقي»، نافيا ان تكون هناك وساطة بريطانية جديدة في لبنان. وزار ويليامز ايضاً وزير الاتصالات مروان حمادة، في حضور مفوض الشؤون الخارجية في الحزب التقدمي الاشتراكي. واكد حمادة موقف الحزب التقدمي الاشتراكي و«اللقاء الديمقراطي» واصرارهما على ان تحسم قضية الرئاسة في لبنان بما يتوافق مع مبادئ «14 آذار» والمكتسبات السيادية وتكريس صيغة الطائف وحماية النظام الديمقراطي البرلماني. من جهته، ابدى المنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن تفاؤله في موضوع الانتخابات الرئاسية. وقال عقب لقائه البطريرك صفير: «اذا نجح البطريرك في جمع الاقطاب المسيحيين حول هذا الاستحقاق يمكن القول انني متفائل. نحن ندعم مبادرة بكركي. وعلى الجميع مساعدة البطريرك للوصول الى حل في ما يتعلق باجراء الانتخابات الرئاسية. والمطلوب تضافر جهود جميع اللبنانيين لمواجهة هذا الاستحقاق الذي يشكل تحديا كبير للبنان»، مشيراً الى ان «الجميع يخش.

ومن جانبه شدد الرئيس اميل لحود على ضرورة «استثمار» الايام التي تفصل عن موعد الجلسة الانتخابية في 12 نوفمبر المقبل «لاستكمال تحقيق المصالحات الوطنية المنشودة ولتكون مناسبة لتقريب وجهات النظر وتجاوز الخلافات الشخصية واضفاء مناخ من الايجابية هو السبيل الطبيعي الى اختيار رئيس جديد للجمهورية يحظى بدعم الغالبية العظمى من اللبنانيين»، معتبراً ان «هكذا رئيس لا يمكن انتخابه الا استناداً الى الاعراف والاصول الدستورية التي كانت وستبقى الضامن لاستمرار الصيغة اللبنانية الفريدة».

ورأى لحود «ان الاهتمام الذي تبديه دول شقيقة وصديقة بالوضع اللبناني الراهن يجب ان يكون حافزاً للبنانيين من مختلف فئاتهم لتوحيد كلمتهم واظهار قدرتهم على ادارة شؤون بلدهم، والتأكيد على انهم على مستوى الثقة العربية والدولية التي يعبّر عنها الموفدون، الذين يضعون الكرة في الملعب اللبناني». وفي الاطار الرئاسي ايضاً، أعلن رئيس كتلة نواب حزب الله محمد رعد انه لا يتوقع اتفاقاً كاملاً «لان هناك تبايناً واضحاً بين وجهات النظر. لكننا نريد ان نتوصل الى توافق بالحد الادنى يسهم في الانتقال الى مرحلة فتح حوار حول كل التباينات القائمة». واشار امس، الى وجود تقدم بطيء في الاتصالات حول الاستحقاق الرئاسي.

ورأى وزير شؤون التنمية الادارية جان اوغاسابيان انه «للمرة الاولى منذ فتح الملف الرئاسي، وبعد زيارة وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الى بيروت، تتقدم احتمالات التوافق على اجراء الانتخاب الرئاسي في الموعد الدستوري، اي قبل تاريخ انتهاء العهد، وتنحسر نوعا ما التوقعات المتشائمة ويبرز امكان تمرير انتخابات الرئاسة على قاعدة التوافق على شخص الرئيس العتيد وعلى البرنامج السياسي».