بروكسل: مصادمات وإصابات واعتقالات بين الجاليتين التركية والكردية

مسؤولون حكوميون: هذه ليست أنقره ولا بغداد

TT

انتقلت عدوى المصادمات واعمال العنف بين الاتراك والاكراد من الحدود بين العراق وتركيا الى بروكسل، عاصمة أوروبا الموحدة، وتحركت الاجهزة الامنية والسلطات المعنية على الفور لاحتواء الازمة بعد ان تسببت أعمال العنف في وقوع خسائر مادية واصابات بين رجال الشرطة والمتظاهرين واعتقال ما يقرب من مائة شخص من الاتراك والاكراد.

من جانبها دعت السفارة التركية في بروكسل الرعايا الأتراك المقيمين في بلجيكا إلى التزام الهدوء والتقيد بالقوانين المحلية وعدم المشاركة في مظاهرات وأعمال غير مرخص بها من قبل السلطات المحلية.

وجاءت هذه الدعوة في وقت تستمر فيه حالة التوتر الشديد في اثنين من أحياء العاصمة البلجيكية وهما حي سان جوس وحي سخاربيك، بعد أن شهدا أعمال شغب أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين وقوات الأمن البلجيكية. وقال الأمن البلجيكي انه يتوقع تجدد أعمال العنف بعد ان تم التقاط رسائل على الهاتف الجوال وفي البريد الالكتروني تدعو أفراد الجالية التركية للتظاهر مجددا.

وحسب العديد من المراقبين في بروكسل، لم يدم الانتظار كثيرا حيث انها أيام قليلة تلك التي فصلت بين، وقوع المصادمات والعمليات العسكرية على الحدود المشتركة بين العراق وتركيا بين الجيش التركي وعناصر حزب العمال الكردستاني، وأعمال الشغب والمواجهات التي شهدتها بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الاوروبي.

ويقول جان دومنيز عمدة سان جوس في تصريحات لـ«الشرق الاوسط»: «كنا نعتقد في البداية أن الامر يتعلق بمظاهرة تضم مشجعي فرق كرة القدم التركية من انصار نادي جالاطا سراي او بيشكتاش، او الامر عبارة عن فرح تركي والبعض يحاول مجاملة العروسين، ولكن للاسف فوجئنا بان الامر يتعلق باحداث عالمية وقعت خارج بلجيكا ولا دخل لنا بها، وهي الاحداث التي وقعت على الحدود المشتركة بين العراق والاتراك، وللاسف وقعت مصادمات وأعمال شغب بين الاتراك والاكراد، وسندفع نحن المجتمع البلجيكي ككل، ثمن تلك الاحداث المستوردة من الخارج، والتي لا ذنب لنا فيها». ولوحظ انتشار أمني مكثف في الاحياء التي يقطنها الاتراك الذين حرصوا خلال الايام القليلة الماضية على رفع العلم التركي على منازلهم.

اما السلطات الحكومية البلجيكية فقد تحركت على الفور، واستغلت الاذاعة التركية في بروكسل لتوجيه نداء الى الجميع بالتزام الهدوء والحفاظ على الامن، على اعتبار ان بروكسل ليست بغداد او انقرة. ويقول حاليس كوكتان وهو عضو مجلس محلي في بروكسل من أصل تركي إن «هناك شبابا من الجيل الثاني والثالث في الجالية التركية بدون عمل وبدون أمل، ولا يجدون الاماكن المناسبة التي يجب اللجؤ اليها لتمضية اوقات الفراغ، وقد جاءت الاحداث الاخيرة فرصة للبعض منهم للتعبير عن اندفاع الشباب والغضب الموجود بداخله من تلك الظروف وللاسف فان عددا منهم لا يفهم حقيقة ما يجري من احداث دولية، ويجب توضيح الصورة لهم».

من جانبه يقول كاليسكان ايجور مسؤول في الاذاعة التركية ببروكسل «اذاعة باشا»، انه من خلال الاذاعة حاول توصيل المعلومة الصحيحة وتوضيح الصورة وقال «وجهنا الدعوة للجميع لالتزام الهدوء واحترام الآخرين لان بروكسل ليست أنقره ولا بغداد ومن غير المقبول ان ينتقل الصراع على الحدود التركية العراقية الى بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الاوروبي لان المجتمع البلجيكي بكل شرائحه لا ذنب له في تلك الاحداث».