سائقو شاحنات أتراك: معبر زاخو هو عنق تركيا.. إذا أغلق ستقطع أرزاقنا

700 شاحنة تركية تدخل العراق يوميا.. والصادرات بلغت 2.6 مليار في 2006

طائرة هليكوبتر عسكرية تنقل جنودا الى المنطقة الحدودية مع العراق جاثمة قرب بلدة يوكيسكوفا في محافظة هكاري امس (أ.ب)
TT

الحدود العراقية التركية ـ رويترز: على امتداد البصر يتحرك طابور من الشاحنات صوب حدود شمال العراق. المعبر القريب من بلدة زاخو العراقية هو بمثابة شريان اقتصادي للعراق لانه أسرع طريق للواردات كما انه على نفس الدرجة من الاهمية بالنسبة لسائقي شاحنات أتراك يطرقون هذا الطريق أسبوعيا. هم يشعرون الان بالقلق من احتمال قوي بأن تشن القوات التركية هجوما على مسلحين أكراد يتمركزون على حدود العراق.

قال سائق شاحنة تركي، وهو ينتظر ان يعود الى بلاده «هذا عنق تركيا، آلاف الشركات ترسل السلع من المصانع الى العراق. اذا أغلقت الحدود ستغلق المصانع أبوابها وسنفقد عملنا» في عام 2006 بلغت الصادرات التركية للعراق 6.2 مليار دولار. التأثير التركي على شمال العراق حيث يزدهر الاقتصاد جلي للعيان. فالشاحنات المتجهة جنوبا الى مدينة دهوك العراقية محملة بالاسمنت والحديد الصلب والسيارات والشاحنات الصغيرة والمواسير والالمونيوم والوقود.

واللافتات التي تعلن عن مطاعم على جانب الطريق مكتوبة بالتركية. في سوق دهوك تجد الزبد والجبن والسجائر والحلوى كلها صناعة تركية.

وتتعرض الحكومة التركية لضغوط في الداخل للقيام بعملية توغل عسكرية في شمال العراق لتضرب الانفصاليين الاكراد المختبئين في الجبال بعد ان صعدوا هجماتهم هذا العام على الجنود الاتراك.

وهدد رجب طيب اردوغان، رئيس الوزراء التركي، بفرض عقوبات وتقييد الصادرات التركية للعراق ليزيد الضغط على بغداد حتى تتحرك ضد المسلحين الاكراد المتحصنين داخل اراضي العراق. ويقول سائقو الشاحنات ان هذه العقوبات ستضر الاتراك مثلما ستضر الحكومة العراقية.

وقال حسن، وهو سائق شاحنة ينتظر العودة الى تركيا، بعد ان سلم شحنة وقود الى كركوك «هذا الطريق فيه لقمة العيش. اذا اغلق سنعاني».

على المشارف الشمالية لدهوك تجري عمليات بناء نشطة، شقق ومنتجعات سكنية وفنادق ومكاتب. مظاهر الثروة المتنامية ظاهرة للعيان في كل مكان. في الاسواق تجد السلع الاستهلاكية والمترفة جنبا الى جنب. شاشات تلفزيون مسطحة 46 بوصة وسيجار مونتي كريستو ومبردات ودراجات وملابس تنتجها دور أزياء معروفة وصالة العاب رياضية للمنازل وساعات حائط قديمة. كلها أتت من شريان ضيق: شمالي زاخو.

قال سائق شاحنة تركي طلب عدم نشر اسمه «ما من شيء يمكن ان يخطر لك على بال لا ننقله الى هنا.. هذه الحدود مهمة للاقتصاد التركي. الناس سيفقدون عملهم. يجب ان يحلوا المشكلة بالدبلوماسية والاجتماعات».

وقال السائق الذي يقوم بهذه الرحلة الى العراق مرتين على الاقل في الشهر «اذا نشبت حرب فالجانبان سيخسران والناس ستموت». لا ينقطع ابدا مرور الشاحنات من على جسر يربط بين الدولتين. ويقول مسؤول جمركي كبير ان نحو 700 شاحنة تدخل العراق كل يوم وان هذا يمكن ان يزيد أكثر. ففي عام 1998 كانت نحو 3000 شاحنة تعبر كل يوم.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه من مكتبه عند معبر ابراهيم خليل الحدودي «انها مسألة سياسية. الاتراك لا يريدون للمنطقة الكردية ان تنتعش وتتطور».

ويقول محللون ان تركيا قلقة من منطقة كردستان في شمال العراق التي تتمتع بحكم ذاتي الى درجة كبيرة لانها اذا حققت نجاحا كبيرا سيحفز ذلك الاكراد الاتراك في جنوب شرقي البلاد للمطالبة بمنطقة متمتعة بحكم ذاتي.

وقال المسؤول الجمركي الكبير «سيفعلون اي شيء ليدمرونا. الامر ليس متعلقا بحزب العمال الكردستاني. حزب العمال الكردستاني هو لا شيء مجرد بضع مئات من المقاتلين، فلماذا يحتاجون 60 الف جندي.. انهم يريدون القضاء على التقدم في كردستان» ويضيف «هذه البوابة ليست للمنطقة الكردية فقط بل للعراق كله. معظم السلع الاتية من تركيا هي من انتاج شركات تركية.. الخاسر الاعظم هم الاتراك».