دواوين الكويت الكبرى تفتح أبوابها للأمير سلطان

ولي العهد السعودي يكسر البروتوكولات ويتواصل مع أبناء الشعب الكويتي

TT

منذ بدايتها.. لم تكن الزيارة الرسمية المهمة التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز، والتي يرافقه فيها الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لدولة الكويت، زيارة كغيرها من الزيارات الرسمية التي تضج بها العلاقات الرسمية بين دول العالم، فقد ظهر مدى أهمية هذه الزيارة من قبل الطرفين السعودي والكويتي.

ومع كل هذا الاهتمام الرسمي إلا أن الزيارة تحولت بشكل تدريجي إلى احتفالية شعبية كويتية بالأمير سلطان والأمير سلمان ومرافقيهما، فقد فاجأ ولي العهد السعودي المراقبين بكسر مثل هذه الزيارات الرسمية المعتادة واقتصارها على جلسات مباحثات رسمية بين وفدي البلدين، إلى زيارة أكثر منها اجتماعية وتواصلا بين القيادة السعودية والشعب الكويتي. وبالرغم من أن برنامج الزيارة لم يعلن مسبقا لكن الزيارات المتتالية التي يقوم بها الأمير سلطان يوميا إلى الدواوين الكويتية جعلت الكويتيين يتسمرون يوميا أمام شاشات التلفزيون، لمتابعة التواصل الشعبي للأمير سلطان مع أبناء الشعب الكويتي بكافة فئاته، وتقول مصادر كويتية إن الرغبة القوية من قبل الأمير سلطان للتواصل مع أكثر عدد ممكن من أبناء الشعب الكويتي، عبر زيارات الدواوين الكبرى في البلاد ورجال الكويت، فتحت الباب لدخول أسماء جديدة للدواوين في البرنامج الرسمي للوفد السعودي لم تكن موجودة سابقا، خاصة مع الرغبة الكبيرة للأمير سلطان في تلبية أكبر كم من الدعوات للعوائل الكويتية.

ويقول ماضي الخميس، الأمين العام للملتقى الاعلامي العربي، إن أبرز ما يميز زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز أنها «تحولت لتصبح تظاهرة اجتماعية لم تكن مرتبة مسبقا»، مضيفا «يبدو أن زيارات الأمير سلطان لم تكن مرتبة مسبقا ولم يضمها جدول الأعمال الرسمي للزيارة»، وأضاف «أكاد أجزم ان ردة فعل الشعب الكويتي لمردود الزيارة لم تكن متوقعة من الجانبين السعودي والكويتي (رسميا)، ربما تكون هناك بعض المجاملات في الجانب الرسمي، كما هي العادة في مثل هذه اللقاءات، لكن أن يهتم أبناء الكويت بهذه الزيارة بهذا الشكل، فهو أمر لا بد أنه سيسجل للعلاقة المتميزة، لا أقول التي تربط الكويت بالسعودية على الجانب الرسمي، بل أيضا على الجانب الشعبي وهذا هو المهم».

وبحسب الخميس فإن الشعب الكويتي، في إحتفائيته بزيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز، انما يرد الجميل للأمير سلطان الذي كان له دور كبير في تحرير الكويت إبان الغزو العراقي «وهذا الأمر على وجه الخصوص لا يمكن للكويتيين أن يغفلوه للأمير سلطان»، ويؤكد الخميس أن مرافقة الأمير سلمان بن عبد العزيز في هذه الزيارة المهمة للكويتيين، «لا بد أنها تضيف بعدا رسميا واجتماعيا ليمكن لنا أن نغفله اطلاقا».

ولم يفت المراقبين البعد الانساني لاختيار الأمير سلطان لنوعية الدواوين التي يزورها، فقد كان لافتا زيارة الأمير سلطان لديوان مبارك الحساوي، الذي توفي أخيرا، والتواصل مع أبنائه وعائلته، وكذلك زيارة ديوان الشيخ سالم صباح السالم، الذي توفي أخيرا أيضا، وهو ما عده المراقبون لفتة انسانية لم تغب عن ولي العهد السعودي.

المواطنون الكويتيون الذين حضروا زيارات الأمير سلطان بن عبد العزيز والأمير سلمان بن عبد العزيز لمجالسهم، لاحظوا القرب الكبير الذي يبديه الأميران مع مضيفيهما، حيث خرجت تلك اللقاءات عن رسميتها المعتادة، وظهرت على فطرتها وكأنها لقاءات بين أفراد العائلة الواحدة، وهو ما أكده الأمير سلطان في تصريحه لحظة قدومه للكويت، عندما اعتبر زيارته «بين أهله وأخوانه». الاهتمام الشعبي والرسمي الكويتي امتزج وشكل ضربا من ضروب الاحتفاء المبهر والعفوي من الكويتيين لزيارة ولي عهد جارتهم الكبرى، السعودية، ومن هنا لاحظ المراقبون أن الزيارة حتى في فترتها كانت بعيدة عن غيرها من الزيارات الرسمية، حيث تتواصل زيارة الأمير سلطان والأمير سلمان للكويت، لمدة أربعة أيام كاملة.