لندن تستعد لاستقبال خادم الحرمين الشريفين

السفير السعودي لدى المملكة المتحدة وآيرلندا تفقد تحضيرات خيالة القصر الملكي

الأمير محمد بن نواف متفقدا فوج خيالة القصر صباح أمس (تصوير: حاتم عويضة)
TT

تفقد السفير السعودي لدى المملكة المتحدة وآيرلندا، الأمير محمد بن نواف، صباح امس استعدادات فوج خيالة القصر الذي سيواكب الزيارة الملكية التي سيقوم بها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، يوم الثلاثاء المقبل الى قصر بكنغهام. ووصل السفير السعودي الى ثكنة «هايد بارك» حيث مقر خيالة القصر الملكي الذين كانوا مصطفين في انتظاره، وتفقد والضابط المسؤول المقدم رالف غريفين استعداداتهم، وشكر الأمير نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله، جميع رتب فوج خيالة القصر على جهودهم التي بذلوها وعلى المواكبة التي سيقدمونها يوم الثلاثاء. واضاف «انه لشرف أن ارى هذا الكم من الاحتراف والمثابرة، نحن ممتنون بصدق، شكرا». ومن جهة ثانية تجري التحضيرات على قدم وساق في العاصمة البريطانية وقصر بكنغهام، حيث سيكون مقر اقامة العاهل السعودي، فقد رفعت الأعلام السعودية الى جانب الاعلام البريطانية، ودأب موظفو القصر الملكي على وضع اللمسات الأخيرة استعدادا للزيارة ومأدبتي الغداء والعشاء اللتين ستتمان يوم الثلاثاء. وتجري العادة ان تتفقد الملكة اليزابيث بنفسها التحضيرات في القصر، و«الجناح البلجيكي» حيث ينزل كبار الضيوف من قادة وملوك. وفي العادة كذلك، يتضمن برنامج الملكة زيارتين سنويا لقادة الدول الى المملكة المتحدة، وزيارتين للملكة نفسها الى الخارج، ما عدا في الحالات الاستثنائية بالطبع.

وهذه السنة استقبل قصر بكنغهام الرئيس الغاني في مارس الماضي، وهو يستعد لزيارة خادم الحرمين الشريفين في الأسبوع المقبل. هذا فيما سافرت الملكة اليزابيث بالفعل مرتين هذه السنة، وذلك الى كل من أوغندا والولايات المتحدة الأميركية، عندما حصل الخطأ التاريخي من قبل الرئيس الأميركي جورج بوش. ويتم وضع جدول الملكة قبل 6 أشهر، وتأكيده قبل شهر من الحدث.

خادم الحرمين الشريفين يفترض ان يصل بعد ظهر الاثنين، حيث سيكون ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز في استقباله بمطار هيثرو، وتبدأ الزيارة رسميا يوم الثلاثاء حيث يرافق الأمير تشارلز خادم الحرمين الشريفين من مقر إقامته الى القصر الملكي حيث سيكون هناك استقبال رسمي له من قبل الملكة اليزابيث. ومن ثم يطلب قائد حرس الشرف من الملك عبد الله باللغة العربية تفقد حرس الشرف برفقة زوج الملكة اليزابيث «دوق ادنبره» الأمير فيليب، وذلك قبل أن يعتلي خادم الحرمين الشريفين العربة التي ستقله والملكة الى قصر بكنغهام. وبعد الغداء المغلق، المخطط عقده بحضور عدد محدود من كبار الشخصيات وبعيدا عن عدسات الاعلام، تدعو الملكة اليزابيث خادم الحرمين إلى صالة العرض الخاصة بالمقتنيات الملكية الخاصة بالسعودية التي تم تحضيرها لهذه المناسبة. أما العشاء الرسمي مساء، فمن المفترض ان يضم 170 مدعوا من كبار الشخصيات والسياسيين والدبلوماسيين والأشخاص ذوي الاهتمام بالعلاقات بين البلدين، وتشرف الملكة اليزابيث شخصيا على ضيوفها. وسيتم تحضير طاولة على شكل حرف U بالانجليزية يجلس على رأسها كل من خادم الحرمين الشريفين والملكة اليزابيث. وفي بداية العشاء تتقدم الملكة بكلمة ترحيبية بالضيف الملكي، وعلى الأرجح تحمل الكلمة اشارات الى العلاقات التاريخية بين البلدين، والعلاقات الشخصية العميقة بين الأسرتين المالكتين، وبعد عزف النشيد الوطني السعودي تتم دعوة الملك عبد الله لإلقاء كلمة الرد، وهي ستكون باللغة العربية، وهنا يجدر الذكر انه لن تكون هناك ترجمة فورية للكلمتين، بل يحضر القصر كتيبا يوزع على أماكن الضيوف يحوي نص الكلمتين مترجما إلى العربية والإنجليزية. وينتهي العشاء بعزف فرقة خاصة على المزمار وتتم دعوة الضيوف الى صالة اخرى في القصر لتناول القهوة، ولا يوجد وقت محدد لانتهاء حفل العشاء وهو أمر يحدده الضيف عادة. أما فعاليات اليوم الثاني (الأربعاء)، فهي تشمل زيارة مقر الحكومة في 10 داونينغ ستريت حيث من المفترض ان يجتمع الملك عبد الله بن عبد العزيز برئيس الوزراء البريطاني غوردن بروان. ومساء الأربعاء يلتقي خادم الحرمين الشريفين كذلك الأمير تشارلز للتباحث، ويتضمن الجدول اعمال الجمعيات الخيرية التي يشرف عليها تشارلز، وبعد ذلك يقيم عمدة لندن حفل عشاء على شرف خادم الحرمين، ويمثل الامير تشارلز الملكة في هذه الفعالية.

خيالة القصر.. مرافقو الملوك والقادة

* يعتبر فوج خيالة القصر («ذا هوسهولد كافالري ماونتد ريجيمنت») الأقدم تاريخيا والأعلى من بين جميع أفواج الجيش البريطاني، وهو يقسم الى قسمين، الأول مقره قصر وندسور وله دور عملي فيما يخص الاليات المسلحة. أما القسم الثاني فهو ما ينسب اليه بـ«ماونتد» ويعني راكبي الخيول، وهؤلاء لهم شرف اتمام مهمات معينة خلال المراسم الرسمية، حيث يقومون بمرافقة الملكة اليزابيث سنويا في مراسم حفل عيد ميلادها كل يونيو، وايضا توكل اليهم مهمة مرافقة كبار الضيوف من قادة وملوك بحسب طلب الملكة اليزابيث في أي مكان من المملكة المتحدة، وهو جزء من تقليد ذي شهرة عالمية يعود الى العام 1660. ويتم اعضاء هذه الفرقة 16 اسبوعا في مدرسة ركوب الخيل، ويعين لكل فرد حصانه الخاص الذي عليه ان يتولى تغذيته والاعتناء به في كل الاوقات، وعليه ان يتعلم كيف يتعامل مع حصانه كشركاء، سيما ان كل فعالية تتطلب من الحصان ان يكون في افضل لياقة وشكل.

وبعد ذلك ينضم الجندي الى سربي الـ«لايف غاردز» او الـ«بلوز اند رويالز» التابعين لفوج الخيالة، ومقره ثكنة حديقة «هايد بارك» الشهيرة في لندن. والجدير بالذكر ان هذا الفوج مسؤول كذلك عن انتقاء وتدريب السراجين والبياطرة والخياطين والمدربين الخاصين باعضائه، ويتم تدريب جميع الاعضاء على المهمات العملية بالاضافة الى المراسم.