الأمير سلطان : السعودية والكويت لم ولن تختلفا

افتتح مبنى السفارة الجديد والتقي ولي العهد الكويتي وحضر غداء رئيس الوزراء ويواصل زيارة الديوانيات

الأمير سلطان والأمير سلمان خلال حفل الغداء الذي اقامه الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح (واس)
TT

تحولت الزيارة التي يقوم بها الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد و نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي إلى دولة الكويت، إلى تظاهرة شعبية اجتماعية كويتية غير مسبوقة، احتفاء بهذه الزيارة التي دخلت أمس يومها الثالث وتختتم اليوم، وبدا أن الزيارة أصبحت شعبية أكثر منها رسمية، خاصة مع الزيارات المتعددة، وغير المبرمجة مسبقا، التي يقوم بها الأمير سلطان بن عبد العزيز، بمرافقة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والوفد الرسمي المرافق، للدواوين الكويتية بكافة مشاربها، والتي يسجلها الكويتيون وكأنها زيارة خاصة للقيادة السعودية للشعب الكويتي بأكمله.

وضمن زيارة ولي العهد السعودي، أمس، استقبل الأمير سلطان بن عبد العزيز في مقر إقامته بقصر بيان في الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي العهد في دولة الكويت. وجرى خلال الاستقبال استعراض مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية إضافة إلى سبل دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين. حضر الاستقبال الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض والوفد المرافق لولي العهد، والشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح رئيس جهاز الأمن الوطني رئيس بعثة الشرف الكويتية، والشيخ خالد بن عبد الله الصباح رئيس المراسم والتشريفات الأميرية، والشيخ مبارك الفيصل سعود الصباح وكيل ديوان ولي عهد الكويت، وسفير دولة الكويت لدى المملكة الشيخ حمد جابر العلي الصباح، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الفايز.

وفي حفل غداء كبير أمس، أولم رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، للأمير سلطان بن عبد العزيز، الذي حضر الحفل وبصحبته الأمير سلمان بن عبد العزيز والوفد المرافق لولي العهد، ومن الجانب الكويتي رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي والشيخ أحمد فهد الأحمد رئيس جهاز الأمن الوطني بدولة الكويت.

وفي ختام نشاطات الأمير سلطان بن عبد العزيز في اليوم الثالث لزيارته، افتتح ولي العهد السعودي، يرافقه الأمير سلمان بن عبد العزيز، السفارة السعودية في الكويت، وسط حضور رسمي كويتي لافت، واعتبر مراقبون كويتيون هذا الافتتاح الرسمي «تتويجا للعلاقات المتميزة التي تربط بلادهم بالسعودية، ودليلا آخر على الدعم المتواصل من القيادة السعودية لتعزيز أواصر العلاقات بين البلدين، على المستوى الشعبي، كما هي على المستوى الرسمي».

وتعتبر سفارة المملكة في الكويت من أهم السفارات المعتمدة للرياض في جميع أنحاء العالم، نظرا لوجود حوالي 120 الف مواطن سعودي مقيم في الكويت، كما تقوم السفارة بإصدار حوالي 300 ألف تأشيرة سنويا لعبور الأراضي السعودية، الى جانب تأشيرات الحج والعمرة. ويقع المبنى الجديد للسفارة في الحي الدبلوماسي جنوب شرقي العاصمة الكويت امام شاطئ الخليج العربي، ويمثل تصميم المبنى الاصالة السعودية حيث ظهر على غرار قصر المصمك الشهير في الرياض ويضم ثلاث صالات انتظار للمراجعين اهمها الصالة الخاصة للرعايا السعوديين، كما قامت السفارة بالتعاقد مع 15 مكتبا في الكويت لإنهاء معاملات التأشيرات بمختلف أنواعها.

ولدى وصول الأمير سلطان الى مقر السفارة، يرافقه الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، كان في استقبالهما سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت الدكتور عبد العزيز إبراهيم الفايز وكبار المسؤولين في السفارة.

بعد ذلك أزاح ولي العهد الستار عن اللوحة التذكارية ثم تشرف أعضاء السفارة بالسلام على ولي العهد.

عقب ذلك استمع إلى شرح من السفير الفايز عما يحتويه المبنى الجديد للسفارة من مرافق وخدمات.

بعد ذلك تسلم الأمير سلطان هدية تذكارية بهذه المناسبة كما تسلم الأمير سلمان بن عبد العزيز هدية مماثلة سلمهما سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت.

وكان الأمير سلطان قد حضر حفل العشاء الذي أقامه مساء أمس النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدفاع بدولة الكويت الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح في نادي ضباط الجيش بالكويت.

حضر الحفل الأمير سلمان والوفد المرافق لولي العهد . وكان لافتا الكلمة الارتجالية التي تحدث بها ولي العهد السعودي، خلال زيارته لديوانية عبد العزيز بن سعود البابطين، مساء أمس الأول. وقال الأمير سلطان في كلمة مرتجلة، «نؤكد لكم تأكيداً قاطعاً العلاقة الحميمة المبنية على الإخلاص والصدق والأمانة بين الكويت والمملكة العربية السعودية. إن العلاقة بين بلدينا مبنية على العقيدة الإسلامية ثم على النخوة العربية ثم على المصالح والأهداف المشتركة، وما مس الكويت من خير فهو للمملكة وما مسها من سوء لا قدر الله فهو يمس المملكة ولذلك لا نأتي بجديد فالتاريخ يؤكد ذلك».

وعبر ولي العهد عن سعادته بزيارة الكويت وقال «إننا في بلدنا الثاني ونؤكد للجميع أن سياسة المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز وحتى الآن لم تختلف ولن تختلف في التأييد والتعاون المثمر بين الدولتين في ظل شريعتنا الإسلامية».

وألقى البابطين كلمة قال فيها «الكل يعرف العلاقة الكويتية السعودية، وكلنا نعلم ما حصل قبل 17 عاماً، وكلنا نعلم أن فضل السعودية كبير على الأمة العربية كلها». وأضاف «إن مشاعرنا هي التي تعبر عن حقيقتنا تجاه المملكة، وقد استشعرنا خلال السنين التي مضت مدى قيمة الكويت في قلوب الأمير سلطان بن عبد العزيز والأمير سلمان بن عبد العزيز، ولقد أعطانا هذا الواقع شعوراً بالاطمئنان والاستقرار».

ودعا البابطين إلى الإكثار من هذه الزيارات بين قادة الخليج بشكل عام وقادة المملكة والكويت بشكل خاص حتى تساهم هذه الزيارات في الاستقرار والنمو والازدهار.

بعد ذلك ألقى الدكتور محمد الرميحي كلمة قال فيها «إن أفعال الأمير سلطان أكثر من أن تعد، وأعمالكم أكثر من أن تحصى، ونحن نرحب بسموكم في بلدكم وبين أهلكم وذويكم ونستذكر التاريخ الطويل بين المملكة العربية السعودية والكويت ودول الخليج، وهو تاريخ غني بالتعاون، كما نستذكر لسموكم ولإخوانكم الميامين أبناء الملك عبد العزيز الموقف المتميز قبل 17 سنة ونحن ممتنون جميعاً لذلك الموقف».

وأضاف أن المنطقة تمر بظروف صعبة، والمخرج من ذلك بتكاتف الجميع بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وقال «إننا في الكويت ننظر باحترام وإجلال لما قمتم به وإخوانكم من إصلاحات في السنوات الأخيرة وهي إصلاحات عظيمة ومتميزة في المجالات الاقتصــادية والاجتمـاعية والثقافية والصناعية ونستبشر خيراً بالجامعة الجديدة، جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، فهي استثمار في البشر وهو أفضل استثمار».

كما قام الأمير سلطان بن عبد العزيز يرافقه الأمير سلمان بن عبد العزيز بزيارة لعبد العزيز أحمد الغنام في ضاحية عبد الله السالم بالكويت.

وقد ألقى فؤاد يوسف أحمد الغنام كلمة قال فيها «سلطان المملكة، سلمان الرياض، يمين عبد الله، سندنا بين البلاد، عزوتنا بين العباد، فزعتكم لن ننساها، وقفتكم نعتز بذكراها، حللتم مآقي العيون، وحملتكم أهداب الجفون، تصافحكم قلوبنا قبل أيدينا، ويقبل رؤوسكم وفاؤنا يا محبينا».

وقام الأمير سلطان بن عبد العزيز يرافقه الأمير سلمان بن عبد العزيز بزيارة عبد العزيز محمد الشايع في منطقة الشامية بالكويت، وجرى خلال الاستقبال تبادل الأحاديث الودية.

كما قام الأمير سلطان بن عبد العزيز يرافقه الأمير سلمان بن عبد العزيز بزيارة سلطان بن سلمان بن حثلين في منطقة الرقة بالكويت.

كما قام ولي العهد بزيارة لفيصل سعود الدويش بمنطقة خيطان، وقد جرى خلال الزيارتين تبادل الأحاديث الودية.

وقد رافق ولي العهد في الزيارتين الوفد المرافق والشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح رئيس جهاز الأمن الوطني رئيس بعثة الشرف الكويتية، وسفير دولة الكويت لدى المملكة الشيخ حمد جابر العلي الصباح، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت الدكتور عبد العزيز إبراهيم الفايز.

إلى ذلك، يختتم الأمير سلطان اليوم زيارة رسمية للكويت استغرقت أربعة أيام، ومن المقرر أن يواصل الأمير سلطان، والوفد المرافق له، زيارة عدد من الدواوين الكويتية اليوم أيضا، قبل أن يغادر الكويت بعد عصر اليوم وسط احتفائية كبرى عاشها الشعب الكويتي طوال مدة الزيارة. وقالت مصادر كويتية إن الزيارة الرسمية السعودية للكويت ستخرج ببيان سعودي كويتي مشترك يشمل ما اتفق عليه الطرفان خلال مباحثاتهما الرسمية.